هناك العديد من القضايا والحوادث المثيرة مازالت أجهزة الأمن تبحث عن المتهم فيها.. ورغم مرور وقت كبير علي وقوع الجريمة.. إلا أن الكل يتساءل: من الجاني؟!!! قضية العدد.. من الجرائم المثيرة الناتجة عن الانفلات الأمني والتي تشير إلي جرأة البلطجية وتحديهم الصارخ للقانون في ظل غياب الشرطة وانتشار الفوضي وأعمال البلطجة في أنحاء كثيرة وبصور مختلفة. الدافع وراء الجريمة واضح للعيان.. والأسلوب يكاد يكون هو النموذج المتبع حالياً في جرائم السرقة.. وهو استخدام الأسلحة البيضاء والنارية في ارتكاب الجريمة.. والبلطجة التي تحولت إلي أسلوب حياة ووسيلة عمل في ظل الظروف والأحداث التي تمر بها البلاد. وإذا كان الدافع وراء الجريمة واضحاً.. فإن البحث عن "الجاني" فيها يتسم بالصعوبة.. ويكتنف الغموض شخصيته وشركاء الجريمة الذين اقتحموا شركة الدواجن شاهرين الأسلحة النارية الآلية وهم ملثمون وسرقوا مبلغاً مالياً كبيراً من خزينة الشركة وأسرعوا هاربين. بدأت فصول الكشف عن أحداث الجريمة ببلاغ أحد العاملين بشركة شهيرة للدواجن إلي مدير أمن الاسماعيلية بقيام مجموعة من الملثمين بالهجوم علي مكتب الشركة بقرية سرابيوم بطريق الاسماعيلية - السويس الصحراوي مستخدمين الأسلحة النارية لإرهاب العاملين بها وسرقة مبلغ مالي كبير من خزينة الشركة. أسرع رئيس مباحث الاسماعيلية إلي مكان البلاغ وتبين ان فرع شركة الدواجن كائن علي الطريق الصحراوي الاسماعيلية - السويس - وان الخزينة موجودة في حجرة خاصة وبها مبلغ مالي كبير ناتج عن توريد بعض التجار والشركات وتحصيلات العاملين بالشركة. كما انتقلت نيابة فايد إلي مسرح الجريمة.. وقامت بمعاينة مكان الحادث.. وأمرت بانتداب خبراء المعمل الجنائي لرفع البصمات.. والتحفظ علي فوارغ الطلقات النارية وإرسالها للمعمل الجنائي لمعرفة نوعها ورفع البصمات عنها ان وجدت.. كما طلبت الاستماع لأقوال العامل المبلغ بالحادث والمسئولين عن الشركة.. والاستعلام عن قيمة المبلغ المالي الذي تم سرقته.. وكلفت المباحث بسرعة التحري عن الواقعة وملابساتها وضبط الجناة. أشارت تحريات رجال المباحث إلي ان الجناة أكثر من 3 أشخاص كانوا ملثمين وارتكبوا جريمتهم بسرقة الأموال وراح فريق البحث يفحص العاملين بالشركة للتوصل إلي خيوط تقود لكشف غموض الجريمة.. حيث ثار أمامهم سؤال كبير عن وقت ارتكاب الحادث ومعرفة الجناة بوجود مبلغ مالي كبير بخزينة الشركة. وراح رجال المباحث يفحصون ان كان هناك صلة بين الجناة وأحد العاملين بالشركة.. وان كانت السرقة عن طريق أحد العاملين بها بالاتفاق مع الجناة.. أو ان يكون الدافع وراء جريمة السرقة هو انتقام "عامل" تم فصله أو طرده من الشركة فخطط لسرقة الشركة. كما تم فحص ان يكون "الجاني" قد استغل عملية بيع الشركة لرجل الأعمال الشهير صالح كامل.. وأراد ارتكاب جريمته أثناء عملية تسليم فروع الشركة ومقارها للمشتري معتقداً انه سيهرب بجريمته وغنيمته. لم يستبعد رجال المباحث كافة هذه الاحتمالات.. كما راحوا يفحصون المسجلين خطر سرقات بالإكراه وجرائم نفس وبلطجة لعل أياً منهم استغل الغياب الأمني وخطط للجريمة مستغلاً عدم وجود عدد كبير من العمال بها ليلاً. أيضاً يفحص رجال المباحث ان يكون بعض الأعراب من ساكني الجبال وراء الحادث.. خاصة ان الأسلحة المستخدمة في الحادث هي الأسلحة النارية الآلية المهربة أو المسروقة والتي يحرص أعراب الصحراء علي اقتنائها واستخدامها للدفاع والجرائم التي يرتكبونها في أنشطتهم المشبوهة. وعلي مدي أيام وليال طويلة من البحث المضني والحثيث والتحري وفحص كافة الاحتمالات سعياً وراء تحديد شخصية "الجاني" إلا أن كافة الخيوط التي تجمعت بين أيديهم لم تمكنهم من كشف غموض الجريمة.. أو التوصل إلي شخصية "الجاني" الذي مازال مجهولاً حتي الآن!!!