رحبت مصر بدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للم الشمل العربي ووحدة الصف لمواجهة التحديات التي باتت تهدد الأمة العربية والإسلامية وأشادت باتفاق الرياض التكميلي الذي يفتح صفحة جديدة في العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي يسمح بعودة سفراء السعودية والإمارات والبحرين إلي قطر بعد مقاطعة دامت 9 شهور كادت تهدد مصير هذا المجلس الخليجي الذي استطاع أن يحافظ علي كيانه منذ نشأته في 25 مايو .1981 العاهل السعودي لم يكتف فقط بالتأكيد علي رأب الصدع بين دول مجلس التعاون الخليجي بل أكد أيضاً حرصه علي الوقوف جميعاً بجانب مصر والتطلع لبدء مرحلة جديدة من الإجماع والتوافق بين الأشقاء لمصلحة شعوب الأمة العربية والإسلامية وهنا دعا العاهل السعودي الملك عبدالله قادة الرأي والفكر ووسائل الإعلام في الوطن العربي إلي السعي لتحقيق هذا التقارب الذي يهدف لإنهاء كل خلاف مهما تكن أسبابه!! ترجع أسباب الخلاف بين السعودية والإمارات والبحرين من جانب وقطر من جانب آخر إلي اتهام الأخيرة بالتدخل في شئون الدول الثلاث وشن حملات إعلامية معادية لهذه الدول عبر قناة الجزيرة تلك الذراع الإعلامية التي أفسدت علاقات قطر بكثير من الدول أبرزها مصر حيث اعتادت هذه القناة الهجوم علي مصر منذ أواخر عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك ثم ارتمت في أحضان مصر أيام حكم الإخوان وسرعان ما عادت تهاجم مصر مرة ثانية بعد سقوط حكم الإخوان لتعلن انحيازها لجماعة لفظها الشعب المصري وأسقطها إلي غير رجعة!! قطر لا تهاجم مصر إعلامياً فقط بل تساند وتدعم وتؤوي عناصر الإخوان التي هربت إلي الدوحة في تحد صريح لإرادة الشعب المصري الذي وصم تلك الجماعة بالإرهاب فاختارت قطر الانحياز لفئة علي حساب إرادة شعب بأكمله ثار علي هذه الجماعة حتي أسقطها في ثورة شعبية أذهلت العالم كله مما أدي في النهاية إلي تدهور العلاقات ليس فقط بين القاهرةوالدوحة وإنما بين الدول الخليجية الثلاث وقطر مما دفع تلك الدول إلي سحب سفرائها من الدوحة في خطوة كادت تعصف بمجلس التعاون الخليجي. لقد تعهدت قطر في اتفاق الرياض الأخير بعدم التدخل في شئون دول الخليج ووقف التحريض الذي تمارسه قناة الجزيرة هذا فيما يتعلق بموقفها من جيرانها في دول الخليج فكيف سيكون الحال مع مصر.. هل ستتوقف الدوحة عن الإضرار بالأمن القومي المصري.. هل ستغلق الباب أمام تمويل الجماعات المسلحة وإيواء الإرهابيين.. هل ستتغير لغة قناة الجزيرة تجاه مصر دون تشويه أو تزييف للحقائق؟! الكرة الآن في ملعب الدوحة!!