بدأت البنوك تلقي بشائر أموال بيت الزكاة تحت حساب رقم 4/001/08888/1 لتلقي أموال الزكاة ورقم 4/001/07777/9 لتلقي أموال الصدقات.. والذي يقوم بالإشراف عليه الأزهر الشريف برئاسة الدكتور أحمد الطيب الذي أكد أن هناك قاعدة عريضة من الجماهير تعاني الفقر والبؤس والحرمان. وأن تأدية فرض الزكاة كما ينبغي وفي إطاره الشرعي من شأنه القضاء علي كثير من آلام وأحزان الفقراء. أضاف الطيب في الاجتماع الأول لمجلس أمناء بيت الزكاة والصدقات أن هناك خللاً شديدًا بين كم الزكاة الذي يُدفع وبين اتساع وانتشار طبقة كبيرة من الفقراء. ومن هنا جاءت فكرة أن يتولي الأزهر الشريف إنشاء بيت مصري للزكاة يتولي جمعها وصرفها في مصارفها الشرعية التي حددها القرآن الكريم مؤكدا أن بيت الزكاة الجديد هيئة مستقلة شرعية لا دخل لها بأي هيئة أو نظام أو وزارة حكومية ويستهدف عدة رسائل مهمة منها المساهمة في تحسين المستوي المعيشي للفئات المستحقة. والتوعية في القضايا الفقهية المتعلقة بالزكاة في المجتمع. والبحث في المستجدّات التي يفرضها العصر. السؤال.. هل يستطيع بيت الزكاة الأزهري القضاء علي الفقر والبطالة وحل مشاكل المصريين ؟. يقول د. نصر فريد واصل مفتي الجمهورية الأسبق إن هذا المشروع سوف يكتب له النجاح في القضاء علي الفقر والبطالة خلال عشر سنوات طالما أن الأزهر هو الجهة المنوطة بالإشراف عليه لما يتصف به أهله من نزاهة وثقة لأن المواطنين يثقون دائما في الأزهر وشيخه وبالتالي سوف يدفعون زكاتهم وصدقاتهم وهم متأكدون أنها سوف تصل لمستحقيها الشرعيين. يقترح د. واصل أن يتم توجيه بعض أموال المشروع في البداية إلي تشغيل الخارجين علي القانون وأطفال الشوارع حتي تنعم مصر بالاستقرار والأمان. يري الدكتور حمدي طه الأستاذ بجامعة الأزهر أن القائمين علي المشروع والذين تم اختيارهم مشهود لهم بالكفاءة وحسن السمعة والسلوك وهو ما يتوقع بنجاحه بإذن الله.. فهذا المشروع سيدر علي البلاد أموالا طائلة سوف تغني مصر عن المساعدات التي تقدمها الدول الخارجية وتتيح للدولة فرصة الاعتماد علي النفس في حل أزماتها الداخلية خاصة إذا ما نظرنا إلي أن هناك مشاريع اقتصادية كبري سوف يتم تنفيذها بهذه الأموال وتوزع أرباحها علي الشباب غير القادر علي الزواج أو العمل أو غير ذلك من مصارف الزكاة الشرعية. يطالب د. طه بأن يوضع بند يخصص لموائد الطعام الدائمة خاصة في الأحياء الفقيرة والعشوائية التي لا يجد الناس فيها ما يسد رمقهم ليقضي بذلك المشروع أيضا علي الجوع. ضوابط صارمة تقول د. آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر إن الزكاة في الشريعة الإسلامية هي الركن الثالث من أركان الإسلام التي يجب أن يؤديها المسلم ولكن يعد جمعها وتوزيعها مسئولية الأمة بأكملها علي أن يتم ذلك وفق ضوابط صارمة ويشرف عليها من يتصف بالنزاهة والشفافية وهو ما ينطبق علي رجال الأزهر الذين تم اختيارهم لإدارة هذا المشروع العظيم. أضافت أن الكم الهائل من السيولة الذي سيتم جمعه كفيل بإقالة عثرة الدولة الاقتصادية حيث إنه سيرفع عنها عبء القضاء علي الفقر وضمان الكفاية لكل مواطن وبالتالي تتفرغ الحكومة للمهام الجسام التي تقوم بها من توفير الأمن والنهوض بالاقتصاد. أكد الدكتور حسين شحاتة أستاذ الاقتصاد الإسلامي بجامعة الأزهر أن الفقهاء أجمعوا علي فريضة الزكاة والالتزام بتطبيقها.. فهي مسئولية ولي الأمر كما ورد في حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم حينما وجه معاذ بن جبل وهو ذاهب إلي اليمن فقال أعلِمهم أن الله افترض عليهم في أموالهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد علي فقرائهم. أشار د. شحاته إلي أن المشروع الجديد سوف يحفظ للفقير ماء الوجه ذلك أنه يتوجه إلي الدولة للحصول علي أموال الزكاة بدلا من الحصول عليها من الغني فقد يصيبه ذلك بالحرج كما أن تولي الأزهر مسئولية توزيع الزكاة يضمن أنها سوف تذهب إلي جميع مصارفها الشرعية وليس كما هو الدارج بين الناس أن من يستحقها هم الفقراء والمساكين وأبناء السبيل فقط بل إن هناك ثماني جهات أمرنا الله أن نودعها صدقاتنا وزكواتنا وهي في قوله تعالي "إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله فريضة من الله والله عليم حكيم".