* جزيرة تاريفا. هي جزيرة صغيرة لا تتعدي مساحاته 419 كيلو متراً وعدد سكانها حوالي 16 ألف نسمة وهي إحدي بلديات مقاطعة قادس بجنوب إسبانيا هي مدينة صغيرة عليها سور تراب ويشقها نهر صغير وبها أسواق وفنادق متواضعة من نجمة لنجمتين. * ومع ذلك فهي تحتضن للعام الثامن علي التوالي ما يسمي "مهرجان تاريفا للسينما الإفريقية" ويقام هذا العام من يوم 1911 هذا الشهر وتارك فيه 23 دولة إفريقية شوف العدد" ولذلك يعد هذا المهرجان الإفريقي الكبير في بلدية إسبانية صغيرة هو المهرجان الأكيد في أوروبا للسينما الإفريقية وأصبح المهرجان المفضل لشركات الإنتاج السينمائي الإفريقية ويعتبره القائمون عليه أنه أفضل وسيلة للتواصل مع القارة السمراء وأفضل وسيلة لإطلاع علي ثقافات وشعوب أخري. * من جزيرة طريق بن مالك الفاتح العربي الذي سميت الجزيرة باسمه في عام 710 ميلادية.. أدعو وزير الثقافة د.عمار غازي أن ينتبه إلي إفريقيا. وبقليل من الجهد وقليل من المال الذي كانت تدعم به مهرجانات شبه فاشلة وحفلات موازية كلها "هشك.. بشك" يمكن لمصر أن تعود لمد جذورها وحضارتها وفكرها وتعود لوضعها الطبيعي في إفريقيا.. يمكن لوزارة الثقافة أن تقيم مهرجاناً سينمائياً معتبراً ومحترماً للسينما الإفريقية وهي علي فكرة سينما محترمة ومتقدمة وفيها قضايا رائعة وفيها إنسانيات غير متوافرة عندنا.. من خلال هذا المهرجان يتم دعوة نجوم السينما الإفريقية وصناعها.. يجب أن نشاهدهم ونعطيهم اهتماماً يستحقونه ويجب دعمهم أدبياً من خلال جوائز قيمة مادية ومعنوية.. يجب أن توجه وزارة الثقافة جزء من صندوق دعم السينما إلي نتاج مشترك مع دول إفريقيا يجب أن تمنحهم فرصة في دور العرض عندنا أثناء المهرجان وفي أسابيع ثقافية نوضع في بؤرة الاهتمام. * العمل الثقافي في هذه القارة هام للغاية فهو جزء لا يتجزأ من التحرك السياسي والاستراتيجي لوصل ما قطعه النظام السابق.. والسينما يا سيدي الوزير من أقصر الطرق للتواصل.. فهناك العديد من الدول الإفريقية. تتذكر الأفلام المصرية والنجوم المصريين من خلال ما قدمته ثورة 1952 أيام جمال عبدالناصر لمد ثقافي في أفريقيا وكانت لنا هناك دور عرض وكانت أفلامنا تذهب إليهم. * عندما كان السيد علي طلعت في يوم من الأيام رئيساً لشركة مصر للتوزيع ودور العرض كانت له جولاته في أفريقيا ورأي أنها منفذاً جيداً لتوزيع الأفلام المصرية ووجد هناك سوقاً رائعاً لكنه لم يكمل مشواره وتم نقله من موقعه. * الدول الإفريقية سوقاً جيدة للأفلام المصرية علي المستوي التجاري وفي نفس الوقت الشعوب الإفريقية يجب أن تتواصل ثقافياً من جديد مع مصر وهي ترحب بذلك. * وهناك عشرات المجالات للربط الثقافي وتعميق أواصر القرب والمحبة في هذا العمق الاستراتيجي.. أدعو وزير الثقافة إلي إقامة مهرجان للأفلام الإفريقية علي اعتبار أن ذلك مهمة وطنية وأن يعطي منح مجانية للتعليم والتدريب للكوادر الفنية الإفريقية في أكاديمية الفنون. وأن تساهم الوزارة في نتاج مشترك مع هذه الدول وهناك عشرات ومئات المشاريع الثقافية الأخري علي مستوي الكتاب والمسرح والموسيقي وغيرها يمكن أن تقيم جسوراً أقوي من جسور السياسة.. والأفارقة سيبتهجون بذلك وسيقدرون هذه الخطوات وهذا الاهتمام.. المهم أن تعاملهم معاملة ندية وليس معاملة فوقية كما كان يحدث من قبل.. فمياه النيل تستحق أن نقيم من أجلها ألف مهرجان وجزيرة تاريفا هذه أصغر وأفقر من أصغر قرية في مصر.. فهل تقدرون!