في يوم 15 فبراير سنة 1899 وصل إلي مصر "الدوق أوف كونوت" نجل ملكة بريطانيا لكي يضع حجر الأساس لخزان أسوان.. ولكن خديو مصر عباس حلمي الثاني تخلف عن الحضور والاشتراك في مراسم الاحتفال بوضع حجر الأساس وذلك للمحافظة علي كرامته في وجود الدوق الانجليزي الذي كان سيتقدمه بحكم النفوذ الإنجليزي - كما جاء في كتاب موسوعة تاريخ مصر. وبعد ان انتهي الدوق من وضع حجر الأساس أرسل إلي الخديو عباس برقية قال فيها إن الاحتفال جري علي ما يرام وإني اهنئ البلاد بمولد هذا الخزان الذي سيعود علي أهلها بالنفع الكثير. ويقول أحمد حسين ان المسئولين عن الري واجهوا مشكلة تمويل بناء الخزان لأن الخزانة المصرية كانت خاوية ولا تتحمل الانفاق علي أي مشروع.. وفي ضوء ذلك نجح اللورد كرومر المعتمد البريطاني ومعه مستشار وزارة الاشغال في تدبير الأموال اللازمة للمشروع الذي اعتبر في وقته من أضخم مشروعات الري في العالم حيث اتفق مع الشركة البريطانية المنفذة للمشروع علي الانتهاء من بناء الخزان مقابل 2 مليون جنيه وتسدد علي أربعة أقساط في عامين ولجأ إلي بعض الأثرياء المصريين للمعاونة في تدبير بعض الأموال بالاضافة إلي امكان توفير الباقي من خلال زيادة الضريبة علي الأطيان والأراضي الزراعية الحكومية ورأي ان هناك زيادة تزيد علي 2.6 مليون جنيه في ثروة البلاد القومية نتيجة الاستفادة من الخزان وهكذا تم تدبير كل الأموال اللازمة لانشاء الخزان دون ان تتكلف الحكومة المصرية جنيهاً واحداً.. تماماً كما حدث مؤخراً عند انشاء قناة السويس الجديدة إذ أمكن تدبير التمويل اللازم من خلال مساهمات المصريين وتوقعات الزيادة في دخل القناة ذاتها. المهم انه في العاشر من ديسمبر عام 1902 وصل إلي أسوان "الدوق أوف كنوت" حيث أقيم حفل ضخم بمناسبة انتهاء العمل في إنشاء الخزان وحضر الحفل هذه المرة الخديو عباس حلمي الثاني بعد ان تمكن من تحسين علاقته بالإنجليز.. وبلغ عدد الحاضرين نحو 600 من كبار المصريين والأجانب. وبصفة عامة فإن خزان أسوان كما جاء في الموسوعة الثقافية أقيم لتخزين مليار متر مكعب من المياه وبعد تعليته مرتين واضافة هويس خامس له أصبح في الامكان تخزين خمسة مليارات متر مكعب.. وبلغ طوله نحو 1950 متراً. والآن وبعد مرور 112 عاماً علي تشغيله وبعد انشاء السد العالي.. لم يعد لهذا الخزان أي أهمية.. ولهذا تقرر إحالته للمعاش وانشاء كوبري ليصل بين ضفتي النيل بدلاً من استخدام جسم الخزان الذي تأثر من شدة الاهتزازات التي تحدثها السيارات المارة فوقه.. وبذلك يصبح الخزان اثراً من آثار التاريخ.. وليكون شاهداً علي مدي اقبال المصريين الذين شاركوا في تمويله.. تماماً كما فعلت الدولة عند حفر قناة السويس الجديدة وجعلت الشعب يقوم بالتمويل بدلاً من الحكومة!!