تصريحات جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم بالعاصمة الروسية موسكو علي هامش الاحتفال بالكشف عن شعار مونديال 2018 والتي دافع خلالها عن تنظيم روسيا للمونديال رافضا رفضا قاطعا الضغوط الامريكية المطالبة بمقاطعة المونديال وسحب استضافة البطولة من روسيا بسبب سياستها مع الازمة الاوكرانية جاءت لتؤكد علي قاعدة عدم "إقحام السياسة في الرياضة وانه لا علاقة بينهما.. لأن الرياضة تجمع وتوحد الشعوب ولا تفرقها.. بل إن رئيس الفيفا زاد أن كرة القدم أقوي من أي حركة سياسية احتجاجية في العالم مهما كان مصدرها ومن يقف وراءها مشدداً علي دعم ومساندة الفيفا لروسيا لانجاح المونديال وأعتقد أن بلاتر بهذه التصريحات الحاسمة وضع الساحرة المستديرة في وضعها الطبيعي كونها نشاطا انسانيا رياضيا يهدف للمتعة والتسلية والترفية لعشاقها وهو يسهم أيضا في انعاش اقتصاديات الأندية واللاعبين الممارسين له بعد أن تحولت الرياضة كصناعة واستثمار وأصبحت مصدر رزق ومهنة لممارسيها والعاملين بها.. ولعلنا نتفق أن روسيا كونها دولة عظمي فهي قادرة علي إبهار العالم وهي تنظم أهم وأضخم حدث رياضي علي سطح الكرة الأرضية ولذلك قالها صريحة بلاتر بما معناه لتضرب أمريكا رأسها في الحائط بعدما قاد جون ماكين المرشح السابق للرئاسة الأمريكية وعضو مجلس الشيوخ حملة لسحب المونديال من روسيا وكأن بلاده أمريكا "ملاك الرحمة" في العالم والذي لا يقف وراء مؤامرة إعادة تقسيم دول الشرق الأوسط مع اللوبي الصهيوني باحتلال العراق واشعال الفتن والحروب في الدول العربية بدعم الارهاب والمتطرفين دينيا والاستيلاء علي ثرواته وترفض منح الشعب الفلسطيني حقوقه والاعتراف بأحقيته في قيام دولته بل قامت أمريكا بإدانة السويد والتنديد بها لأنها اعترفت بدولة فلسطين الوليدة في تحد سافر للعالم وقرارات الأممالمتحدة بشرعية الدولة الفلسطينية.. ولذلك فإن أمريكا زعلانة من روسيا لانها تتدخل في شئون أوكرانيا "إيه البراءة دي" المهم أن النظام البائد المباركي السابق حاول هوالآخر للتعتيم علي فشله في إدارة البلاد أن يوهم المواطن البسيط أن الفوز في مباراة كرة قدم للمنتخب هو انتصار قومي وسياسي كبير يعكس مدي تقدم المجتمع وذلك لإلهاءه عن تفشي مظاهر الفقر والجهل والتخلف والمرض التي قادنا إليها نظام مبارك الفاسد .. ولكن نحمد الله أن الشعب فاق وتخلص من تلك الخدعة الكبري ووضع الكرة في مكانها الطبيعي وأصبح يعلم وهو يستعد لبناء دولته الحديثة مع قيام ثورة يونية المجيدة أن الفوز بمباراة كروية لا علاقة له علي الاطلاق بالتقدم والتطور الاقتصادي والعلمي والتكنولوجي والصناعي المنشود ليلحق بركب الحضارة الحديثة وبالعودة للفيفا والذي يعد قلعة الفساد الأولي في الحركة الرياضية العالمية بعد فضيحة رجالاته باسناد مونديال 2022 لقطر لحصولهم علي رشاوي كشفت عنها وفضحتها الصحافة والاتحاد الانجليزي لكرة القدم فإن بلاتر قبل أن يعلن مؤخرا عن إجراء تعديل موعد مونديال قطر ليقام في الشتاء لينقذ اللاعبين من جهنم ولهيب الطقس في الدوحة فمن الأفضل له أن يدعم طلب الاتحاد الأوروبي برئاسة الفرنسي ميشيل بلاتيني بسحب المونديال من قطر والتي لا تتوفر بها أي مقومات كروية فلا تاريخ ولا جماهير ولا ملاعب لإقامة هذا الحدث وهو ما يؤكد أن اسناد المونديال للدوحة يمثل اكبر واقعة فساد في تاريخ الكرة العالمية..وإنه لا بديل عن انقاذ هذا المونديال من الفشل بسحب التنظيم من قطر ويمكن اعادة المبالغ التي دفعنا رشاوي إليها سواء ممن تثبت إدانته من اعضاء الفيفا أو من ميزانية الاتحاد الدولي والفيفا ولكن علي سبيل التعويض.