محمد العباسي أحد أبطال حرب أكتوبر ابن مدينة القرين بمحافظة الشرقية وأول من رفع العلم المصري علي أرض سيناء الحبيبة في انتصارات حرب أكتوبر المجيدة. يقول الحاج محمد العباسي الشهير ب "محمد افندي" سجدت لله شكراً وباكياً عندما اعتليت أول نقطة حصينة بخط بارليف ونكست العلم الإسرائيلي ورفعت علم مصر عالياً مخترقاً سحب دخان معركة العزة والكرامة وكانت أجمل فرحة في حياتي كلها عندما رفعت العلم المصري بعد العبور ولازلت أتذكر صوت قائد الكتيبة في أذني وهو يصرخ "ارفع العلم يا عباسي" وسط هتاف الله أكبر وتحيا مصر. يضيف العباسي: ولدت في 21 فبراير 1947 بمدينة القرين الشهيرة بمواقفها في مقاومة الاحتلال الإنجليزي سواء في معارك التل الكبير أو في العدوان الثلاثي علي مصر وكان الأهالي يهاجمون معسكرات العدو ويستولون علي أسلحتهم من آن إلي آخر ومنذ ذلك الحين انغرس في قلبي حب الوطن وازداد حبي له وودت أن أكون من بين المقاومين. في فترة النكسة تم استدعائي لأداء الخدمة العسكرية عام 1968 وانتقلت حينها إلي الإسماعيلية ومنها إلي قناة السويس. مضيفاً: كنت حينها بسلاح المشاة وفور وصولنا قناة السويس كان الجيش الإسرائيلي يدشن خط بارليف وكانت النيران تغلي في عروقنا كجنود مصريين وكفلاح شرقاوي ولكن كان علينا الصمود أنا وزملائي حيث كانت التعليمات لدينا بعدم ضرب النيران علي الأعداء في تلك الفترة وكانت مصر كلها في وعكة اقتصادية كبيرة وكان الدخل كله مخصص للقوات المسلحة حتي رزقنا الله بالقادة العظام المخلصين الذين أعدوا الجيش في فترة الاستنزاف. من هنا نشطت القناصة المصرية علي شط قناة السويس وفي تلك الفترة بدأت إسرائيل تشن حرب نفسية علينا عن طريق إمداد جنودهم بالزاد ونحن كنا نأكل وجبة واحدة في اليوم وقيامهم بإحضار الفتيات لإثارة الغريزة عندنا لكن دائماً إيماننا بالنصر وبالله كان أقوي سلاح. ثم توالت الأعمال القتالية وبدأنا نضع الألغام في طريق الدبابات الإسرائيلية حتي جاءت الأوامر بعبور مجموعة من الجنود المصريين قناة السويس ليلاً وانتظار الدورية الإسرائيلية وتدميرها وأخذ الأسري منهم وكان عددنا 12 جندياً وانتظرنا حتي مرت الدورية وقمنا بتدميرها وفتح ناقلات الجنود وأخذ 3 أسري وقمنا بتوثيقهم ووضعنا عوامة في رقبتهم لكي لا يغرقوا منا وسبحنا بهم في ا لقناة وبعدها قامت الدنيا ولم تقعد في إسرائيل كيف لجنود مصريين معهم بندقية وكريك يقوموا بتلك العملية وقاموا بالرد علينا بالطيران واستشهد 4 منا وأصبت بدفعة نيران بفخذي الأيمن ونقلت إلي مستشفي الصالحية القديمة للعلاج وخشيت أن تعرف أسرتي فبعثت لهم رسالة كتابية أخبرهم فيها أني أعالج من البلهارسيا في المستشفي. يتابع: أخذت إجازة قصيرة ورجعت الموقع تاني للقتال مع الجنود حتي جاء يوم 5 أكتوبر 1973 جاءت التعليمات أن غداً صرف وجبة إفطار لجميع الجنود رغم أننا في شهر رمضان وكانت صلاة الجمعة عن الاستشهاد ومكانة الشهيد وهنا شعرت بأن ساعة الثأر قد حانت خاصة أننا في صلاة الجمعة كنا نسجد علي علم مصر وفي صباح يوم السادس من أكتوبر 1973 بدأت عمليات التمويه فكان جنود مصر يلعبون كرة القدم والشطرنج وفي حالة استرخاء وكانت جميعها حركات تمويهية إرادية ثم كانت ساعة الصفر وعبرنا قناة السويس وكنت في طليعة المتقدمين نحو دشمة حصينة بخط بارليف ولم أهتم بالألغام والأسلاك الشائكة وقمت بإطلاق النار علي جنود حراسة الدشمة الإسرائيلية وفي الوقت نفسه كانت المدفعية المصرية تصب نيرانها علي الهدف ذاته وتمكنت من قتل عدد من الأعداء وهنا دقت الفرحة في قلوبنا جميعاً وقلت لقائد الكتيبة المقدم ناجي من الفرحة مبروك يا ناجي مبروك يا ناجي قالي مبروك يا عباسي وارفع العلم يا بطل فقمت بانزال العلم الإسرائيلي ورفع العلم المصري رمز الدولة وعزتها . في ختام حديثه طالب العباسي الرئيس السيسي بأداء فريضة الحج العام القادم هو وزوجته متمنياً مزيداً من الاستقرار لمصر والتوحد بين شعبها العظيم.