كان الرئيس عبدالفتاح السيسي قادراً علي أن يرد الصاع صاعين للرئيس التركي ويفضحه علي رءوس الاشهاد ومن فوق منصة الأممالمتحدة ويكشف أغراضه وأمراضه بالحقائق والأدلة المؤكدة. لكن.. لأن الرئيس السيسي رجل محترم ويعرف جيداً قدر نفسه والبلد الذي يرأسه والشعب الذي اختاره.. فقد ترفع عن الرد علي تجاوزات هذا المخبول ورفض النزول لمستواه المتدني واخلاقه الوضيعة.. وهو موقف رائع يحسب له. ورغم أنني أثمن هذا الموقف الرئاسي.. فانني في نفس الوقت أطالب بأن يكون لنا رد فعل مناسب تجاه تجاوزات وخزغبلات ومزاعم هذا الاردوغان وتدخله السافر المتتالي في الشأن الداخلي لمصر.. فقد نفد صبرنا فعلا. لا أري أي مبرر للسكوت علي المحاولات الكثيرة لتهريب شحنات ضخمة من طبنجات الصوت القابلة للتحول إلي سلاح ناري قاتل وتهريب طائرات تجسس صغيرة وكلها آتية من تركيا للإخوان وصبيانهم الإرهابيين دون اتخاذ موقف. ولا أري أي مبرر للسكوت علي تحويل تركيا إلي مقر دائم للتنظيم الدولي تعقد فيه الاجتماعات التآمرية ضد مصر بحضور مسئولين اتراك دون اتخاذ موقف. ولا أري أي مبرر للسكوت علي إصرار أردوغان وقبيله علي أن ثورة 30 يونيه انقلاب والتطاول علي الجيش المصري والرئيس والحكومة ومؤسسات الدولة دون اتخاذ موقف. كيف يكون موقف أردوغان هكذا ومازالت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قائمة كما هي. ومازالت الحركة التجارية المتبادلة دون إيقاف أو تخفيض. ومازالت الاعمال الفنية التركية تغزو شاشاتنا..؟؟ ياعالم.. للصبر حدود.. وكما يقولون "جبنا آخرنا معاهم".. وبالتالي.. لابد من موقف رسمي قوي وواضح وصريح من هذا المخبول مع كامل الاحترام والتقدير والاعزاز للشعب التركي الذي تربطنا به ع لاقات تاريخية قوية. اسحبوا سفيرنا من أنقرة وأعضاء السفارة واطردوا سفير أردوغان من القاهرة.. لو فعلتم لن تكون بدعة فهي حق أصيل تجاه نظام معاد لنا وسبق للزعيم الخالد جمال عبدالناصر عام 1954 أن طرد السفير التركي "الشتام" ويبدو أن عقدة جيش مصر تقض مضاجع القيادات التركية في مختلف الأزمنة. أوقفوا المعاملات التركية وغزو المسلسلات التركية.. فليس من العقل ابداً أن ندعم الاقتصاد التركي في ظل رئاسة أردوغان الحاقد وقليل الأدب. سوف نسمع من البعض أن هذه الإجراءات يجب الا تتخذ بتسرع.. وسوف يرفض اصحاب المصالح وقف التجارة البينية والمسلسلات.. لكن لابد ان يعي الجميع ان مصر وسمعتها فوق المصالح الضيقة.. مصر تعلو ولا يعلي عليها. نريد قرارات ثورية جريئة تؤدب أردوغان وتضعه في حجمه الطبيعي وتحذر كل من يحاول ان يقلده أو ينتهج نهجه. ونحن في الانتظار.