نقل اللواء أركان الحرب مختار الملا عضو المجلس الأعلي للقوات المسلحة تحيات المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة وتمنياته الطيبة لندوة "الإعلام.. الريادة والتحدي" بكل التوفيق فيما ستصل إليه من توصيات لها دورها البناء في إقامة إعلام مستنير يدرك قيمة الريادة المصرية في كافة مجالات الاتصال الجماهيري. كما يدرك في الوقت نفسه التحديات المعاصرة التي تواجه إعلامنا المصري في هذه المرحلة الفاصلة من تاريخ الوطن.. جاء ذلك في افتتاح الندوة التي نظمتها القوات المسلحة وحضرها نخبة من الإعلاميين والأكاديميين والمثقفين. أضاف لقد احتفلنا منذ أيام قلائل بالعيد السابع والسبعين للإذاعة المصرية التي انطلقت في أثير الشرق الأوسط يوم الحادي والثلاثين من شهر مايو عام 34 من القرن الماضي. أكد أن ريادة الإعلام المصري لم تقتصر علي الإذاعة فحسب بل كانت له ريادته في مجال الصحافة عندما أنشأت مصر جريدة الوقائع المصرية مطلع القرن التاسع عشر ثم جريدة الأهرام التي صدر العدد الأول منها في الخامس من أغسطس عام 1976 توالي بعدها إنشاء العديد من الصحف والمجلات والإصدارات بكافة أشكالها وألوانها معبرة عن الحاة اليومية لشعبنا السياسية والآدمية والثقافية والاقتصادية وغيرها. أشار اللواء الملا إلي تطور وسائل الاتصال الجماهيري حيث كان لمصر الريادة في إنشاء التليفزيون المصري في يوليو من عام 1961 لتدخل مصر مجالاً جديداً من مجالات الإعلام بالصوت والصورة وكانت في ذلك سباقة في منطقتها والعالم ليقوم بدور جنباً إلي جنب مع الإذاعة المصرية بكافة شبكاتها المعروفة اليوم. ومع ظهور كل جديد في عالم الاتصال الجماهيري كانت مصر سباقة في هذا المجال وقائدة ورائدة فكانت أول دولة بالمنطقة تمتلك أقماراً صناعية تخدم أهدافها الإعلامية بتقنيات حديثة ومتطورة تواكب كل تطور في مجالات الإعلام المختلفة. قال: لقد كان وراء هذا كله إعلاميون آمنوا بدورهم في خدمة مصر وشعبها عملوا علي نشر الفكر المستنير والثقافات بكل أشكالها وألوانها والفنون الراقية التي سمت بوجدان شعب مصر العظيم في إنكار للذات وبغير هوي أو مأرب ففتحوا آفاق العلم والثقافة والمعرفة أمام جماهير الشعب من غير شطط أو ذلل. أضاف الملاء ومع تعدد وسائل الاتصال الجماهيري التي جعلت من العالم قرية صغيرة فإننا نعيش منعطفاً إعلامياً تاريخياً تحديات كبار. علينا مواجهتها وتخطيها والمحافظة علي دورنا الريادي في هذا المجال الحيوي من مجالات بناء الدولة العصرية الحديثة وإنشائها المعاصر. أشار الملا إلي أنه في مقدمة التحديات أن تمتلك مصر إعلاماً ينحاز للحقيقة ويعبر عنها إعلاماً يعيد بناء المجتمع ويؤكد روح الولاء والانتماء للوطن في نفوس أبنائه نحن بحاجة إلي إعلام يخاطب العقل والوجدان وينشر الثقافة والفكر المستنير المعاصر إعلاماً يبني ولا يهدم يوحد بين أبناء الشعب ولا يفرقهم يرعي مصالح الوطن العليا وأمنه القومي ويؤمن المجتمع ولا يهدده ويحافظ علي مبادئه وقيمته وتقاليده العريقة إعلاماً عبقرياً يأخذ بتقدم العصر وأساليبه المتطورة.. إعلاماً يقوم علي الحوار الهادف البناء الذي يقيم لمصر حاضراً ويضع لها مستقبلاً بالتفاؤل والأمل. شروط التفوق والريادة أشار إلي أن للتفوق أسباباً وللريادة شروطاً وتحديات الحاضر والمستقبل تفرض علي الإعلام المصري أن يحافظ علي هذه الأسباب والشروط وأن تظل ريادته التي تواكب كل أسباب التقدم الفكري والتطور العلمي في مجالات الإعلام بكل كفاءة واقتدار. تعيد لمصر مكانتها كمنارة للعلم والثقافة والإبداع ونموذج عالمي فريد في وحدة أبنائه وتآلفهم وتحابهم وحمايتهم لسلامهم الاجتماعي الوطني. أهمية التنسيق أكد اللواء إسماعيل عتمان مدير إدارة الشئون المعنوية وعضو المجلس الأعلي للقوات المسلحة أهمية التنسيق بين وسائل الإعلام في مصر موضحاً أن التنسيق لا يعني التشابه بينها ولكن التنسيق يهدف الحفاظ علي أمن واستقرار البلد. أشار اللواء عتمان إلي ضرورة مراعاة طريقة التعامل مع الموضوعات العسكرية ومع القوات المسلحة لأنها أمور تمس أمن وسلامة البلد موضحاً أن الدعوة لعدم التعرض للقوات المسلحة ليس لأن العسكريين هم أفضل من أحد أو فوق أحد ولكن لأن هذا أمن قومي للبلد فالموضوعات الأمنية لها طبيعة خاصة. قال إنه إذا كان هناك موضوع يتعلق بالبنك المركزي فإنه إذا تم نشره بشكل يهدد الاقتصاد أو في حالة نشره من الممكن أن يكون لها تأثير سلبي علي اقتصاد البلاد فهنا فإننا نعتبره موضوعاً أمنياً لأنه يتعلق بالبلاد. أضاف اللواء عتمان أن القوات المسلحة هي لمصر وأفرادها مثل بقية الشعب المصري يعملون علي أمن الوطن ويشعرون بالخوف والقلق علي الوطن وأمنه القومي مشدداً علي ضرورة الحفاظ علي أمن وهيبة القوات المسلحة وهيبة الدولة المصرية. قال: إننا نأمل أن تكون هذه الندوة نقطة انطلاق نحو تحقيق استعادة الإعلام المصري للريادة والمشاركة في بناء المجتمع فالجميع يدرك أن الإعلام المصري قبل الثورة أنقسم إلي إعلام حكومي يتحدث باسم الدولة ويتناول موضوعات تخدم النظام السابق وتحمي سياسته وتمجد أشخاصه. وفي الجانب الآخر للإعلام المعارض سواء "صحف مستقلة وبرامج وقنوات فضائية" والتي عملت علي التركيز علي سلبيات المجتمع المصري بدون حيادية في تناول بعض الموضوعات وعرض وجهات نظرمحددة. أشار إلي أنه مع قيام ثورة 25 يناير فقدت بعض وسائل الإعلام المصري بوصلته في الأيام الأولي ثم توحدت جميع وسائل الإعلام ضد النظام السابق وهاجمته وركزت علي الفساد والمطالب الفئوية ومظاهر الانفلات الأمني وابتعدت عن المظاهر الإيجابية والمكاسب التي حققتها الثورة وهو ما لا يساعد الشعب علي التهدئة والعودة للعمل وزيادة الإنتاج وهو ما تنعكس إثارة علي المجتمع حتي الآن. أضاف.. اليوم نري أن الإعلام المصري يقوم الآن ببعض المهام بنسبة كبيرة ويفعل لبعض المهام الأخري الإعلامية بنسبة أقل مثل المسئولية الاجتماعية تجاه الشعب والتثقيف والتنوير وتكوين الرأي العام وتشكيل الشخصية المصرية وفهم صحيح حقائق الأمور بدون أهواء شخصية أو مصالح خاصة كما أن للإعلام دوراً رئيسياً في نقل صورة مصر إلي العالم الخارجي وهو ما ينعكس علي فرص التحول الاقتصادي والاجتماعي الذي ننشده بعد ثورة 25 يناير. كما ظهرت سيطرة رأس المال علي بعض وسائل الإعلام الخاص وهو ما جعلها تسعي إلي تحقيق بعض أهدافها الخاصة علي حساب الوطن وتقفل بعض وسائل الإعلام المصداقية في نشر الخبر والشفافية في عرض الأخبار وتناولها بشكل سليم وتحقيق التوازن بين مختلف الآراء والتركيز علي بعض الشخصيات المكررة ومحاولة بعض الإعلاميين فرض آرائهم الشخصية ووجهات نظرهم علي الجمهور وهو ما يخالف أحد مبادئ الإعلام الرئيسية. كما أن البعض استبدل النظام السابق بالمجلس العسكري ويقوم بمعارضته أو مدحه في حين أن هدف المجلس العسكري أن يصبح لمصر إعلام حر مسئول يحمي الثورة ويتكامل مع دور القوات المسلحة في تبني مطالب الشعب ويحقق تطلعاته بدون قيود وبرقابة ذاتية تراعي الله ومصالح الوطن. دراسة مقارنة لإبراز ما نشر خلال الفترة الماضية وما تم تناوله من موضوعات ومدي التنسيق والتعاون المتبادل بين الجهات الإعلامية المختلفة. ظروف صعبة شدد اللواء إسماعيل عتمان مدير إدارة الشئون المعنوية علي أنه لا أحد يشكك في القنوات الخاصة لافتاً إلي أن أول ظهور لأعضاء المجلس العسكري كان في قنوات خاصة.. عن القول إن الحكومة يدها مرتعشة قال الله يكون في عونها فهي تعمل في توقيت صعب ومطالب فئوية كثيرة فهناك من طالب مني حداً أدني للمرتبات وحداً أعلي ومن أين تأتي موجهاً حديثه للإعلام قائلاً: لا تستفزونا بتحريك الشارع لماذا لا تشاركون معنا في القضية وإيجاد حلول لها بدلاً من إثارة الشارع ليقوم بعمل اعتصام فالاعتصام يغلق الطريق ويؤثر علي الطريق وبالتالي علي السياحة وعلي البلد كلها. وفي النهاية دعا المشاركون في الندوة إلي إنشاء جهاز غير حكومي للإشراف علي المؤسسات الإعلامية وأن يكون للمؤسسات الإعلامية مجلس أمناء علي غرار هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي". التوصيات أكدت التوصيات التي خلصت إليها الندوة في ختام أعمالها وألقاها اللواء مختار الملا عضو المجلس الأعلي للقوات المسلحة ضرورة سرعة إصدار قانون حرية المعلومات. كما دعت التوصيات إلي تحديد أهداف لجميع وسائل الإعلام في إطار خطة إعلامية وخارطة طريق منسقة وملزمة للجميع وأن يكون هناك جمعية مدنية لمراقبة الإعلام. كما شدد المشاركون في الندوة علي ضرورة أن تكون الحقيقة واضحة وضرورة التركيز علي المستقبل والاستفادة من التكنولوجيا لتطوير العمل الصحفي.