بعد أن صدر قرار التقسيم الجديد للمحافظات تلقيت العديد من الشكاوي والاستغاثات الهاتفية من أصدقائي أهالي الواحات البحرية يتضررون فيها من أن تكون الفرافرة هي عاصمة محافظتهم الجديدة.. ويطالبون بأن تكون مدينتهم "الباويطي" هي العاصمة.. لأنها أكبر مدن الواحات جميعاً وأكثرها ثراء اقتصادياً وسكانياً وسياحياً وتعليمياً وثقافياً.. وأكثر من ذلك فهي أقرب مدن الواحات إلي القاهرة.. وكل سكان المدن الأخري الواقعة في المحافظة الجديدة مرتبطون بها.. ويمرون عليها وهم في طريقهم إلي القاهرةوالجيزة ذهاباً وإياباً. يقول الأهالي إن قرار التقسيم جعل العاصمة في الفرافرة في حين أن الواحات البحرية تبعد عن القاهرة بحوالي 360 كم ويفصلها عن الفرافرة 290 كم.. أي ان الواحات البحرية تقع في الوسط بين العاصمة المقترحة والقاهرة.. وان السكان سوف يتكبدون مشقة كبري كلما أرادوا السفر إلي الفرافرة التي كانت طوال الوقت تعتمد علي الواحات البحرية وليس العكس. وإلي جانب ذلك فإن الواحات البحرية أكثر كثافة وبها رواج تجاري ومزارات سياحية ويأتيها حوالي 120 ألف سائح كل عام.. وتوجد بها آثار فرعونية ورومانية وقبطية وإسلامية.. وبها حوالي 6 آلاف مومياء فرعونية و11 مركز شباب وقصر ثقافة والعديد من المدارس وسكانها يمثلون ثلاثة أضعاف سكان الفرافرة.. وأية رحلة تقصد الفرافرة لابد أن تمر علي الواحات البحرية. أما عن الجانب الاقتصادي فالواحات البحرية تمثل مركزاً تجارياً مهماً.. وتعد أكبر مراكز التعدين في الشرق الأوسط.. ففيها أكبر منجم للحديد والصلب إضافة إلي الاحتياطي الذي يكفي مصر قرابة 300 عام.. وتزخر صحراؤها بالعديد من المعادن.. والعديد من حقول البترول ابتداء من الكيلو ..104 وهذا يجعلها منطقة واعدة للاستكشافات والصناعات البترولية. ويلتمس أهالي الواحات البحرية أن يتم النظر إلي قضيتهم بشكل جاد وعادل.. خصوصاً فيما يتعلق بالمستقبل والمقدرات التي يمتلكونها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.. فلديهم الأرض الخصبة وانتاجهم من التمور فقط وصل 40 ألف طن سنوياً يصدر ثلثاه لدول جنوب شرق آسيا ودول المغرب العربي وتمتلك الواحات البحرية 5.1 مليون نخلة بالإضافة إلي مصانع التمور والزيوت وأهم محميات مصر الطبيعية وأهم موقع للحفريات الطبيعية "الديناصورات" علي مستوي العالم. يؤكد أصدقائي أهالي الواحات البحرية ان كل هذه المقومات تستدعي أن تكون عاصمة المحافظة الجديدة في الواحات البحرية.. وإذا تعذر ذلك فإنهم سيطالبون بالعودة إلي محافظة الجيزة مرة أخري كما كانوا. الغريب في الأمر ان أهالي واحة الداخلة الضلع الثالث من أضلاع المحافظة الجديدة يرفضون أيضا أن تكون العاصمة هي الفرافرة.. ويطالبون بأن تكون مدينتهم هي العاصمة. وإضافة إلي ذلك فإن العديد من مدن محافظة البحر الأحمر ترفض نقل تبعيتها إلي الصعيد.. ووصل الأمر إلي حد الوقفات الاحتجاجية والدعوة إلي العصيان المدني.. ولذلك لابد من رؤية شاملة لحل المشاكل التي أوجدها قرار التقسيم الجديد للمحافظات.