قال وزير الدفاع الباكستاني إن بلاده تعد لحملة أمنية انتقائية علي المتظاهرين الذين يحاولون إسقاط حكومة نواز شريف محذرا من اقتحام المباني الحكومية. واقتحم المتظاهرون بقيادة زعيمي المعارضة عمران خان وطاهر القادري مبني التلفزيون الرسمي وحاولوا التقدم إلي مكان إقامة شريف في وسط إسلام أباد ما بدد أي فرص للتوصل إلي اتفاق بين الحكومة والمعارضة. وقال وزير الدفاع خواجة آصف لرويترز في مقابلة في منزله بعد ساعات من اقتحام مبني التلفزيون إن الحكومة لن تتردد في فرض سلطتها وهو ينظر في شن حملة علي الأشخاص الذين يهاجمون الدوائر الرسمية. وقال آصف "يمكن أن نستخدم القوة بشكل انتقائي اذا لم نقم باعتقالات جماعية" في إشارة إلي أحد الخيارات التي يمكن أن تقرر الحكومة اللجوء إليها بعد اجتماع بين شريف وكبار مساعديه. وأضاف "يجب فرض سلطة الدولة ونأمل أن نقوم بخطوة حاسمة فورا. وأضاف "أشعر شخصيا أن الساعات القليلة المقبلة ستحدد مسار الأحداث الآتية." واختلفت آراء المعلقين بشأن ما يمكن لشريف أن يفعله لتنفيس الأزمة وتأتي تصريحات آصف لرويترز لتؤكد أن الحملة الأمنية هي احدي الخيارات التي يمكن النظر فيها في إطار الخطوات المقبلة للحكومة. وعلي الرغم من ميله لخيار التفاوض مع المتظاهرين غير أن آصف بات واحدا من عدد متزايد من الوزراء الذين يعتقدون أن الوقت قد حان لاتخاذ تدابير أكثر صرامة تجاه آلاف المتظاهرين المحتشدين في إسلام أباد للمطالبة باستقالة نواز شريف. وفشلت جولات من المفاوضات في إنهاء الأزمة التي اجتاحت باكستان لأكثر من أسبوعين مع إصرار قادة المتظاهرين علي عدم التراجع إلا إذا استقال شريف. ويتوقع أن يلعب الجيش دورا في حسم مسار الأزمة لكنه لم يتدخل مباشرة حتي الآن وشدد علي حل الأزمة عبر القنوات السياسية. واتهم مسؤولون في مكتب شريف الجيش بدعم المتظاهرين لإضعاف الحكومة التي نفذت سياسات يعارضها الجيش. غير أن آصف نفي هذه التكهنات. وقال "إن الجيش كمؤسسة لا علاقة له علي الإطلاق بما يحصل. لقد دعموا العملية الديمقراطية. وهذا أمر جيد جدا ومطمئن للغاية ويمنحنا الكثير من الراحة." ومع تزايد التوتر قال الجيش إن الحكومة طلبت منه المساعدة في حل الأزمة. لكن من غير الواضح كيف يمكن التوصل إلي حل للأزمة مع رفض المعارضة بشكل قاطع مغادرة الشارع حتي استقالة شريف. وفي هذا السياق قال آصف إن استقالة شريف خارج النقاش. وقال "تسألون عن فرص استقالة رئيس الوزراء؟.. إنها صفر." وبالسؤال عن احتمال أن يقوم الجيش بانقلاب قال آصف "صفر.. بالطبع صفر." وحكم الجيش باكستان علي مدي نصف تاريخها كدولة مستقلة. وسبق أن أطاح الجيش بشريف نفسه في انقلاب عسكري عام 1999. وهذه المرة يتوقع القليل من المراقبين أن يتدخل الجيش ليضع يده علي السلطة ولكنه قد يشعر بأنه مجبر علي التدخل بطريقة ما إذا ما خرجت أعمال العنف في الشارع عن السيطرة. لكن بالنسبة إلي آصف سيكون التدخل العسكري أسوأ الحلول. وقال "أسوأ ما قد يحصل هو حصول شيء خارج إطار الدستور.. أي شيء ليس مطابقا للدستور وليس وفقا للمبادئ المستقرة للقانون.