تتلاحق الأحداث والتطورات الأمنية والسياسية علي الساحة الليبية في الأيام الأخيرة بما يضع المجتمع الدولي ودول الجوار أمام تحدي احتواء الانهيار الفعلي للمؤسسات الدستورية في البلاد ما ينذر بانهيار ليبيا التي تتنازع قيادتها فرق مختلفة وعلي الأرض المجموعات مسلحة. اعتبر مصدر برلماني ليبي أن المؤتمر الذي تهيمن عليه التيارات الإسلامية يسعي من وراء هذه الخطوة إلي محاولة "شرعنة" عمل المليشيات الإسلامية التي أعلنت السيطرة علي مطار طرابلس الدولي. وذلك بعدما أعلن المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته عزمه عقد جلسات استثنائية في طرابلس لضمان سيادة الدولة. أوضح المصدر أن المليشيات الإسلامية المتشددة تحاول منذ فشلها في الانتخابات النيابية الأخيرة إلي تحقيق مكاسب ميدانية وخلق مؤسسات دستورية رديفة لتخطي هذه الهزيمة عبر تعميق الأزمة. أكد المصدر البرلماني أن علي مجلس الأمن إصدار قرار علي غرار ذلك الذي أصدره الأسبوع الماضي تحت الفصل السابع بشأن قطع التمويل عن الدولة الإسلامية وجبهة النصرة وإدراج عدد من الأشخاص المرتبطين بالتنظيمين علي لائحة العقوبات الدولية. انتخب مجلس النواب الليبي الليلة الماضية العقيد عبدالرازق الناظوري رئيساً للأركان العامة للجيش خلفاً للواء عبدالسلام جاد الله العبيدي. حيث فاز الناظوري بأصوات 88 نائباً من أصل 124 حضروا الجلسة التي انعقدت في مدينة طبرق. حسب ما قال مسئول الإعلام في ديوان البرلمان محمد التومي لفرانس برس. اتخذ المجلس قراراً بترقية الناظوري إلي رتبة لواء بعد فوزه لخلافة العبيدي علماً بأنه تقدم ضمن 6 مرشحين آخرين لنيل المنصب لكن المفاضلة تمت بين ثلاثة منهم. من جانبهم أعلن قادة الجيش الليبي التابعون لرئاسة الأركان العامة تمسكهم بقيادة رئيس الأركان اللواء الركن عبدالسلام جاد الله العبيدي واعتبروا أن منطقة طبرق العسكرية خرجت عن سيطرة الجيش ورئاسة الأركان! أكد بيان صادر عن قادة الجيش الليبي المجتمعين في قاعدة طرابلس الجوية رفضهم القاطع للقرارات التي اتخذها البرلمانيون المجتمعون في مدينة طبرق "أقصي شرق البلاد" وجاء في البيان أن منطقة طبرق العسكرية والوحدات الواقعة في نطاقها أصبحت خارج سيطرة الجيش الليبي ورئاسة أركانه. كما أعلنوا رفضهم ما تقوم به القوات التي تسمي نفسها الجيش الوطني والمعروفة بعملية الكرامة ويقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر. وحذروا من ينتسب إليها من الملاحقة القانونية. كان نواب مجتمعون في مدينة طبرق أعلنوا أنهم يعتبرون قوات "فجر ليبيا" وكتيبة أنصار الشريعة جماعات إرهابية خارجة علي القانون. أفادت مصادر عن قيام مليشيات متطرفة مسلحة بإحراق مطار طرابلس يأتي هذا بعد أن أعلنت مليشيات مصراتة والكتائب الإسلامية المتحالفة معها في قوات الفجر الجديد سيطرتها علي مطار طرابلس الدولي بعد معارك عنيفة استمرت حوالي شهر مع مليشيات الزنتان المدعومة من اللواء المتقاعد من الجيش خليفة حفتر. لكن القائد الميداني محمد الزنتاني الذي كان يقاتل ضمن لواء القعقاع داخل المطار في قوة حماية المطار قال لوكالة فرانس برس إن: غرفة العمليات أمرتنا بالانسحاب التكتيكي من المطار وتركه في انتظار تعليمات جديدة! أضاف الزنتاني أن المعركة مازالت في بدايتها ربما نخسر معركة لكن الحرب بدأت من الآن دون إعطاء مزيد من التفاصيل. مؤكداً أن الساعات القليلة القادمة هناك مفاجآت كبيرة ومن يفرح أخيراً يفرح كثيراً. نقلت قناة "النبأ" التليفزيونية القريبة من قوات فجر ليبيا صوراً من داخل المطار لما قالت إنها قوات فجر ليبيا التي يتحدر معظمها من مدينة مصراتة "200 كم شرق طرابلس" وحلفائها من الإسلاميين في مختلف مناطق غرب البلاد.