يوم 30 نوفمبر سنة 1854 فتح سعيد باشا والي مصر امتياز تأسيس شركة عامة لحفر قناة السويس واستثمارها لمدة 99 عاماً ابتداءً من تاريخ فتحها للملاحة حيث تم افتتاحها في 17 نوفمبر سنة 1869- وكان عقد امتيازها ينتهي في 16 نوفمبر سنة .1968 أعد المهندسان لينان بك وموجيل بك تصميماً لإنشاء قناة مستقيمة في أضيق نقطة بين موقع بيلوزة علي البحر المتوسط "بورسعيد" والسويس علي البحر الأحمر.. علي الفور قام فرديناند ديليبس بجمع حصص تأسيس شركة القناة من بعض الماليين - في الوقت نفسه قرر سعيد باشا تشكيل لجنة دولية من مهندسين فنيين لدراسة المشروع دراسة تفصيلية وذلك لبيان إمكانيات التنفيذ.. وبناء علي قرار هذه اللجنة الأجنبية أصدر سعيد باشا عقد الامتياز الثاني بتاريخ 5 يناير 1856 حيث تضمن شروط الامتياز وكانت شروطاً فادحة لا ترضي بها حكومة رشيدة ساهرة علي مصالح البلاد.. فمثلا تنازلت الحكومة للشركة مجاناً عن جميع الأراضي المملوكة لها والمطلوبة لإنشاء القناة وحفر ترعة المياه العذبة وتوابعها وهي مساحات شاسعة علي طول القناة والترع المزمع إنشاؤها بعرض كيلو مترين علي الجانبين- كما ذكر عبدالرحمن الرافعي في كتابه عصر إسماعيل جزء "1". كذلك تنازلت الحكومة عن جميع الأراضي التابعة للزراعة لتستصلحها الشركة مع إعفائها من الضرائب لمدة عشر سنوات وكان يحق للشركة ان تنزع الأراضي المملوكة للأفراد.. من عجائب امتياز إنشاء شركة القناة أن في الامتياز الأول المؤرخ 30 نوفمبر 1954 كان ينص في مادته الرابعة علي إنشاء الحصون التي تري الحكومة انشاءها في منطقة القناة لا تكلف بها الشركة وهذا أمر طبيعي ولكن في الامتياز الثاني طار هذا النص ولم يظهر له وجود وهذا يفسر ان لا حق للحكومة في إقامة الحصون!! بالإضافة إلي ذلك عارضت إنجلترا بشدة إنشاء وحفر هذه القناة وسر هذه المعارضة ان إنجلترا خافت من استبداد النفوذ الفرنسي في مصر وخوفاً من المرور للبضائع والجديد إلي الهند تحت سيطرة دولة أخري غيرها. ثم عادت ووافقت علي مضض وراحت تتحين الفرص للاسيتلاء علي القناة فقط ولكن باحتلالها مصر كلها. ودارت الأيام.. وبقيت القناة علي حالها بدون الاستفادة منها الاستفادة الاقتصادية المثلي.. بل كانت سببا في خراب مصر وفقدانها لحريتها.. إلي ان خرج الانجليز وتم تأميم القناة.. وأصبحت ملكاً لمصر.. بإدارة مصرية وإرشاد من المرشدين المصريين. وأمس كان الاحتفال ببدء نهضة محور القناة ولكن علي أسس مصرية وبفكر مصري.. وخلال عام واحد بإذن الله سيتم حفر تفريعة جديدة للقناة بطول 34 كيلو متراً بخلاف إنشاء عدد من الموانئ وعدد من المشروعات السياحية والتجارية والمخازن.