أشاد علماء الدين بقرار فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بتكليف المكتب الفني بالمشيخة بجمع التسجيلات المنتشرة عبر المواقع الإلكترونية ووسائل الإعلام التي تدور حول إنكار عذاب القبر وعذاب تارك الصلاة لعرضها علي مجمع البحوث الإسلامية لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد كل من يثبت تورطه في إثارة البلبلة داخل المجتمع. كان الإعلامي إبراهيم عيسي قد أدلي بتصريحات في برنامجه "مدرسة المشاغبين" أنكر من خلالها وجود عذاب في القبر وأنه لا يوجد شيء اسمه "الثعبان الأقرع" وغيرها من التصريحات التي أثارت حفيظة علماء الدين وشرائح كبيرة من المجتمع. ناقش "المساء الديني" هذه القضية مع العلماء وكانت هذه آرائهم. يقول الشيخ عبدالناصر بليح المتحدث باسم نقابة الأئمة والدعاة إن منكر عذاب القبر ونعيمه مرتد لأنه أنكر أمراً معلوماً من الدين بالضرورة فأهل السنة والجماعة وجمهور المسلمين قالوا إن عذاب القبر ونعيمه يكون للروح والجسد معاً إذا هو من قبيل الممكن ولأن ظاهر النصوص الواردة تقتضي ذلك. فلا حاجة إلي التأويل. وكل ما جوزه العقل وورد به الشرع من أمور الغيب وجب الإيمان بثبوته بلا تأويل كعذاب القبر ونعيمه ورد الروح إلي الميت في قبره والميزان والصراط والحوض والشفاعة. طالب الشيخ بليح فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر بضرورة وجود لجنة دائمة تكون مهمتها مراقبة الفضائيات ومنع غير الأزهري من التحدث في الدين. كما ناشده بسن قانون يقر بمعاقبة أي قناة أو صحفية لمن يخالف تعاليم الدين أو يزدري ويسخر منه وذلك وفقاً للمادة السابعة من الدستور. ثابت في القرآن والسنة د.أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق يؤكد أن عذاب القبر ثابت بالقرآن والسنة.. أما بالقرآن فيقول الله تعالي: "النار يعرضون عليها غدواً وعشياً ويوم تقوم الساعة ادخلوا آل فرعون أشد العذاب". وهذه الآية تشير إلي أن النار التي يعرضون عليها غدواً وعشياً إنما هي قبل يوم القيامة. لأنه قال بعد ذلك "ويوم تقوم الساعة ادخلوا آل فرعون أشد العذاب" ومعني هذا أن النار التي يعرضون عليها قبل يوم القيامة هي من صور عذاب القبر. أضاف د.هاشم أن قول الرسول صلي الله عليه وسلم: "القبر إما روضة من رياض الجنة وأما حفرة من حفر النار" فهذا أيضا دليل علي أن هناك عذاباً في القبر قبل يوم القيامة. وفيما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه حديث القبرين اللذين مر عليهما رسول الله صلي الله عليه وسلم وأوحي الله إليه أنهما يعذبان. فقال عليه الصلاة والسلام: "أما إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان لا يستبرئ من بوله وأما الآخر كان يمشي بين الناس بالنميمة". وهذا الحديث أخبر به الرسول أن اللذين في القبرين يعذبان فهذا يثبت عذاب القبر من الكتاب والسنة ولا شك في هذا. إذن لا يصح لأحد أن ينكر ما جاء في القرآن الكريم أو ما جاء في السنة الصحيحة. أما بالنسبة لتارك الصلاة قال د.هاشم إن الصلاة ركن من أركان الإسلام ومن أقامها فقد أقام الدين ومن هدمها فقد هدم الدين. وعن رأيه في مسألة "الثعبان الأقرع" والاستهزاء به في البرنامج.. قال إن حكاية "الثعبان الأقرع" فهذا خاص بالنسبة للإنسان الذي لا يؤدي زكاة ماله يعذبه الله في قبره بأن يأتيه ثعبان ومعني أقرع فإنه نوع شديد السم يضمه بين فكيه ويقول له "أنا مالك أنا كنزك" وهذا حديث صحيح. ومن ينكر هذا الحديث فأنه يعتبر آثماً لأنه أنكر سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم. ضمة القبر الدكتور سيد جودة عضو لجنة الفتوي بالأزهر الشريف يقول: أجمع علماء الأمة علي أن هناك عذاباً وضمة للقبر. وذلك واضح في حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم لسعد بن معاذ عندما قال: "إن للقبر ضمة لو نجا منها أحد لنجا منها سعد" والضمة نوع من أنواع العذاب. فلماذا ينكر البعض ثوابت الدين؟! تساءل د.جودة ألم يقرأ منكرو القرآن والسنة ما جاء من آيات قرآنية وأحاديث نبوية كلها تؤكد أن عذاب القبر ثابت في كتاب الله وفي أحاديث رسول الله صلي الله عليه وسلم؟! أكد أن من ينكر شيئاً من ثوابت الدين فإنه آثم ولابد من عقابه. أشاد عضو لجنة فتوي الأزهر بقرار فضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الأزهر بتشكيل لجنة للرد علي هؤلاء واتخاذ ما يلزم تجاه هذه التصريحات التي تشكك الناس في أمور دينهم.