شهدت إعلانات رمضان الماضي انتقادات عديدة من الجمهور والنقاد والمتخصصين. حيث أكدوا ان أغلب إعلانات هذا العام موجهة لفئة واحدة فقط من الشعب وهم الأغنياء. وباقي الإعلانات بها إساءة كبيرة لصورة مصر في الخارج وخاصة من خلال إعلانات "بنك الطعام" والجوع والموت. وتصوير الحياة في مصر بالمأساوية. قدمت "المساء" في هذا التحقيق تقييماً عاماً لمجمل هذه الإعلانات ما يراه المتخصصون وأساتذة علم النفس والاجتماع من تأثيرها علي نفسية المشاهد. علق خبير الإعلام صفوت العالم قائلاً: للأسف اعلانات هذا العام تنقسم إلي ثلاثة أقسام أولها تخاطب فئة الأثرياء فقط بعرض عروض للفيلل والقصور والمنتجعات السكنية الكبيرة.. وغيرها وثانيهما تركز علي الأفكار الإعلانية الجديدة علي المستهلك المصري من خلال الاعتماد علي التكنولوجيا واستخدام الأفكار المبتكرة كإعلان القوة الخارقة. أما ثالثهما إعلانات التبرعات والمستشفيات ومشروعات ترعي حقوق البسطاء والفقراء وهذه الإعلانات يعيبها عدم تحديد الميزانية الخاصة بها وتوضيح للمشاهد مصاريف الانفاق وما يحتاجونه لأن أغلب نوعية هذه الاعلانات تعتبر "سبوبة" لأصحابها لذلك لابد من معرفة مصادر إنفاقها. اتفق معه د. عدلي رضا أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة الذي اكد ان أصحاب المنتجات يسعون لعرض منتجاتهم في المسلسلات الضعيفة باعتبارها أكثر إثارة للمعلنين. حيث توجد بعض الإعلانات لا تتناسب مع قيم وثقافة المجتمع. وتساءل عدلي قائلاً: لماذا إعلانات التبرعات لا تظهر إلا في شهر رمضان فقط ويكون وجودها بهذه الكثافة؟؟ وللأسف الإجابة بسيطة وهي استغلالهم لتعاطف الشعب من خلال تكرار الإعلان بصورة مستفزة تصدر صورة غير لائقة عن مصر. أضاف "ليس لدي مانع من وجود هذه الإعلانات ولكن يجب ان يكون هناك توازن في المحتوي والمضمون حيث نجد في مقابلها إعلانات فلل وقصور تؤدي إلي إحباط المشاهد وتزيد من تطلعاته وانتشار الأحقاد الاجتماعية. أكد الخبير الإعلامي د. محمود علم الدين علي ان إعلانات هذا العام بها العديد من الأفكار المسيئة لمصر. أضاف: بالرغم من وجود التجديد والابتكار في أسلوب الاعلانات الا ان هذا لا يمنع وجود قدر كبير منها ينتشر العنف إلي جانب إعلانات "التبرعات" التي تعمل علي تخويف وإرعاب المشاهد كما تعمل علي استغلال أمور الدين. أضاف: ضمت الإعلانات أيضاً كماً من التناقضات الذي يجعل الإنسان يفقد تأثيره بنوعياتها فمثلا نجد إعلان عن الجوع والموت ويليه إعلان آخر عن المنتجعات السكنية وغيرها.. بالاضافة لهبوط المستوي اللفظي والانحدار الأخلاقي في الإعلانات واستخدام العنف. أشار علم الدين إلي ان إعلانات هذا العام تعمل علي محاصرة المشاهد وإجباره علي التبرع بأي ثمن حيث قال: أطالب بوقف عرض إعلان "بنك الطعام" فهو إعلان غير واقعي بالمرة. ويصور مصر بطريقة محزنة. بالتأكيد لدينا فقراء ولكن لم نصل للمجاعة". اعتبر الناقد طارق الشناوي ان إعلانات هذا العام من اسوأ الاعلانات الت يمرت في تاريخ التليفزيون حيث وصفها بانها "ثقيلة الظل" قائلاً "للأسف هناك إعلانات تزيد من الرصيد الفني للفنان وإعلانات تخسف به. وهذا العام هو الاسوأ بكل المقاييس". أضاف: كما تحتوي الإعلانات علي تناقضات رهيبة وخيالية ما بين إعلانات "شحاتة" من المستشفيات والمجمعات الخيرية التي زادت بدرجة كبيرة هذا العام. وما بين الفيلل والقصور للأغنياء. وصراحة في الحالتين فشلوا تماماً. وصفت د. سامية خضر أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس إعلانات رمضان بأنها "سمك لبن تمر هندي" حيث قالت "للأسف الإعلانات بها "فجاجة" كبيرة اخرجتنا عن القيم التي تربينا عليها. وبالرغم من أهميتها بالنسبة للقنوات الفضائية إلا انه لابد ان يتم تنفيذها بطريقة سليمة. أضافت: للأسف إعلانات هذا العام تؤدي إلي "الحقد الطبقي" حيث أصبح لها تأثير سلبي علي الفقراء من خلال إبراز الفرق بين طبقات المجتمع بطريقة مفزعة. مشيرة إلي انها ستكون سبباً في المستقبل لنشر الإرهاب والعنف.