كشف د. محمد الطوخي نائب رئيس جامعة عين شمس لشئون الطلاب والتعليم عن ان الغاء مكتب تنسيق القبول بالجامعات بشكل تدريجي سيبدأ من العام القادم عن طريق تطبيق نظام جديد للتوزيع الاقليمي من خلال تقسيم الجمهورية إلي مناطق وتوزيع الطلاب علي الكليات الموجودة بالمنطقة التابعة لهم فقط ولا يسمح للطالب بدخول الكليات الموجودة في المناطق الأخري. أكد "الطوخي" ل "المساء الاسبوعية" أن هذا النظام يساهم في انهاء مشكلة الاغتراب مشيرا إلي أن المجلس الأعلي للجامعات يشرف علي دراسته حاليا تمهيداً لتنفيذه من العام القادم ومازل مكتب التنسيق يثير جدلاً واسعاً حيث يطالب البعض بضرورة الغائه مؤكدا أنه لا يحقق العدالة والتسبب في زيادة نسبة البطالة بين الخريجين.. بينما يحذر البعض الآخر من الغاء مكتب التنسيق يفتح الباب علي مصراعيه للرشاوي والواسطة والمحسوبية. * أوضح الدكتور حسين عيسي رئيس جامعة عين شمس ان مكتب التنسيق بصورته الحالية يحتاج إلي إعادة النظر لان دخول الطالب الكلية حسب درجاته أمر غير كاف ويجب تعديله وهذا مرتبط بإصلاح منظومة التعليم ككل وخاصة ما قبل الجامعي فهناك نصف مليون طالب ثانوية عامة كل عام ويعتبر مكتب التنسيق هو الآلية التي تحقق قدراً مناسباً من العدالة للطالب في ظل هذه الظروف مشيرا إلي أن القبول في الجامعات بالدول المتقدمة لا يمر بمرحلة التنسيق بل يتقدم الطالب مباشرة للكلية التي يرغب الالتحاق بها طالما تنطبق عليه الشروط وقد يقبل أو لا يقبل. أضاف أنه بالنسبة لكلية الطب فإن الطالب يتقدم من الصف الثاني الثانوي للكلية ويتم تكليفه بإعداد مجموعة من الأبحاث التي تحددها الكلية ثم يتم تقييم هذه الأبحاث بجانب درجات المرحلة الثانوية وهذا يحقق رغبة الطالب في الكلية التي تناسب قدراته. أضاف أن هناك دولاً أخري تجري امتحان قدرات يكشف مدي توائم الطالب مع نوعية الدراسة في الكلية أما النظام الحالي بالجامعات المصرية فانه يرسخ مفهوم ان صاحب المجموع الاكبر يدخل كليات الطب أو الهندسة أو الاقتصاد أو العلوم السياسية وهذا أدي لخلل كبير في سوق العمل والدليل انه يتم تخريج 12 ألف طبيب كل سنة ويوجد اطباء بلا عمل بينما هيئة التمريض تعاني من عجز شديد. عيوب التنسيق ويري الدكتور صبحي غنيم رئيس جامعة المنوفية أن أهم عيوب التنسيق تتمثل في توزيع طالب علي كلية لا يرغب الدراسة بها لنقص المجموع الذي حصل عليه بينما يحتل طالب آخر مكاناً في كلية لا يستحقها وإنما بضربة حظ. قال انه لابد ان يكون المجموع هو المعيار الوحيد للتأهيل لكليات بالاضافة إلي إعداد امتحانات تأهيلية تخصصية لاكتشاف القدرة الحقيقية والابداع لدي الطالب. * يري سيد عطا رئيس الإدارة المركزية لمكتب التنسيق أن أفضل طرق للالتحاق بالجامعات هو مكتب التنسيق لانه يحقق العدالة والمساواة حسب مجموع الطالب وبالتالي يكون الطلاب وأولياء الأمور مطمئنين إلي أن مجموع الطالب هو المتحكم في الكلية التي يدرس فيها وهذا يبعد شبهة الواسطة إذا تم الالتحاق عن طريق امتحان للقدرات أو المقابلات الشخصية والتقييم النظري والذي تتحكم فيه الأهواء والميول والانتماءات وغيرها. مع المدرسين والطلاب المدرسون والطلاب اختلفوا حول الغاء مكتب التنسيق. يقول سمير فؤاد موجه أول مادة الاحياء والجيولوجيا: ان مايحدث في نظام التعليم لا يحقق العدالة للطالب خاصة ان هناك عمليات تصحيح تتم بطريقة عشوائية واحياناً يقوم بالتصحيح مدرس غير متخصص في المادة وهو ما حدث في مادة الاحياء حيث تم الاستعانة بمدرس الجيولوجيا للتصحيح للعجز الشديد في مدرسي الأحياء. أضاف في ظل هذه الظروف لو تم إلغاء مكتب التنسيق يفتح الباب علي مصراعية للرشاوي والمحسوبيات. ويري الحل يتمثل في عدم تدخل العنصر البشري وان يتم وضع الامتحان علي أجهزة الكمبيوتر امام لجنه وتخرج النتيجة في نفس الوقت وترسل إلي الإدارة العامة للامتحانات التي تحدد فوراً الكلية التي تناسب مفاهيم وقدرات الطالب وبهذا نضمن عدم الغش وعدالة التصحيح وحصول الطالب علي حقه كما يحدث في الدول المتقدمة التي تحترم رغبة الطالب وهذا يتم بالتدريج قلب الإلغاء الكامل لمكتب التنسيق. اتفق معه رمضان جنيدي مدرس اللغة العربية بالمرحلة الثانوية وأضاف: أن منظومة التعليم تحتاج إعادة نظر وثورة علي الاساليب الجامدة ولاعقيمة التي لا تخدم الطالب ولا تحترم رغبته في الترشح للكلية التي يرغب بها. * أما عن رأي الطلاب تقول ميادة فكري حاصلة علي مجموع 367 قسم الادبي ان التنسيق ظلمنا لانه ساوي بين الحاصلين علي 90% بالحاصلين علي 75% ولم يترك جزءاً من كليات القمة لهذه الفئة والمفروض ان تكون كلية الأثار والألسن في المرتبة التالية لكليات الاقتصاد والإعلام ولم يقتصر الأمر علي هذا بل ان هناك ارتفاعاً في التنسيق الداخلي للكليات والذي يشترط مجموع اللغات بنسب عالية رغم ما حدث في مادتي العربي والانجليزي وبالتالي لم يبق سوي التجارة والتربية. وتقول أمنية جمال حاصلة علي 85% ان التنسيق ظالم وبه ألغاز لا أحد يستطيع فهمها خاصة التنسيق الداخلي للكليات ففي قسم الايطالي يتم قبول 30 طالبا فقط علي ان يتم اضافة مجموع اللغات علي المجموع الكلي ليكون المجموع النهائي 530 درجة رغم ان مجموع الثانوية العامة 410 ولا أعرف الحكمة في هذه الحسبة وفي قسم الالماني يشترط ان يكون الطالب خريج المدارس الالمانية وبالتالي يتم حصر الحاصلين من 80% وحتي 90% في كليات التجارة والتربية فقط وفي النهاية مجرد شهادة وياخسارة المجهود وفلوس الدروس الخصوصية!! * أضافت علا محمد من الهرم حاصلة علي 347 أدبي ان التنسيق لم يراع ما حدث في العربي والانجليزي وايضا المجاميع بصفة عامة بسيطة وبالتالي اصبت بإحباط ولم أجد كلية مناسبة أكتبها في الرغبات عن اقتناع والكليات تجارة إنجليزي أو تربية انجليزي بمصروفات عالية جدا ولا استطيع دخولها رغم إن دراستي بمدارس لغات والآن أصابتني خيبة الأمل ولا أعرف ماذا يفعل بي التنسيق الذي يدمر أحلامنا علي فروق بسيطة وقد يكون وراءها التصحيح. .. والمتفوقون يرفضونه! * حتي المتفوقون يرفضون التنسيق يقول أندروا عبدالسيد حاصل علي 98.5% ان مجموعي كبير ولم أجد مشكلة في التنسيق ولكن أتمني إلغاءه ويكون القبول عن طريق القدرات بدلا من اجتياز امتحان الثانوية بمواد ليس لها علاقة بما أتمني دراسته مشيرا إلي أن التنسيق عقيم لاشتراطه ملء 48 رغبة رغم انه يكفي كتابة 10 رغبات فقط مؤكدا أن أغلب الطلاب يكتبون الرغبات دون النظر إليها ولكن لمجرد إتباع قواعد متخلفة. اتفق معه صديقه مارك ماجد علمي علوم حاصل علي 96.1% يقول عائلتي أغلبها أطباء وأعشق مهنة الطب وكنت أتمني الالتحاق بها ولكن التنسيق العقيم حرمني وغير مستقبلي حيث قبلت الطب 96.3% وبالتالي أتمني إلغاء هذا التنسيق المدمر الذي يقضي علي اهالينا وأحلامنا لمجرد درجات بسيطة جدا. * أما عن رأي خبراء التعليم فتؤكد الدكتورة عايدة أبوغريب عضو المجلس القومي للبحوث التربوية: أن التنسيق مازال الآلية المناسبة لتحقيق العدالة المنقوصة لدخول الجامعات خاصة في ظل حالة التدهور الشديد والمستمر للتعليم والذي أدي إلي الهبوط في النظام بأكمله ورغم إجراء دراسات واقعية ومقارنة بين دول العالم في مجال التعليم وتقديمها إلا أن صناع القرار لم يأخذوا بها والأمر يبدأ من أسلوب الامتحان الذي يجب ان يتم علي مراحل الشفهي والتحريري والبحثي بدلا من أسلوب الحفظ مؤكدة علي ضرورة تأهيل الطالب للبحث ليواكب التطور. قالت إن الدول الاوروبية لا تعترف بالتنسيق بل يتم عمل معادلة بعد الثانوية يحدد من خلالها لأي كلية يصلح الطالب تحقق العدالة والرغبة في الكلية وهذا يحتاج لثورة في النظام التعليمي.