التجاوز والتطوير والتجريب والتمرد. ضرورات فنية يسعي إليها الراسخون في الابداع. سواء في المسرح أو غيره من فنون الكتابة : شعراً ونثراً. بعد أن تضيق أمامهم "قماشة" الكل التقليدي لهذه الفنون.. وهذا سبب فني للتجريب. لكن المجتمع نفسه قد يدفع في هذا الاتجاه. بعد أن يمل الاشكال التقليدية للتعبير. وبعد أن يتمرد علي واقع سياسي واقتصادي غير موات وغير عادل. وربما بعد الحروب والأزمات الكبري التي يمر بها المجتمع البشري. كالحربين العالميتين : الأولي والثانية : لا يختص أحد بعينه بالتجريب في المسرح. كما يذكر جمال عمر في كتابة الجديد "رؤي تجريبية في المسرح المعاصر" الصادر عن هيئة الكتاب. بل هي عملية مركبة جماعية يشارك فيها المؤلف والمخرج والممثل وفنان الديكور والموسيقي وربما الناقد كذلك.. ولذا فمع المقدمة التي كتبها د. محمود نسيم للكتاب والتمهيد المستفيض الذي أرخ فيه جمال عمر لنزعة التجريب هذه. أجري حواراً مع رموز التجريب المسرحي كسعد أردش وسامح مهران. ومحمد سلماوي وأسامة أبوطالب وصالح سعد ونبيل راغب وأحمد العشري ونهاد صليحة وحسن عطية وانتصار عبدالفتاح وسليمان البسام من الكويت. حول دور الممثل في عملية التجريب يقول الكاتب في صفحة 40 : "الممثل علي خشبة المسرح مشروع كبير يراه المخرج من عدة زوايا ورؤي تصميمية داخل لوحات مشهدية بحريبية هذه المشاهد تمثل الشكل الهرمي للرؤية العامة لموضوع العرض المسرحي الذي في النهاية يأخذنا إلي قطعة حياتية من الواقع أو مجموعة شخصيات تمثل واقعاً مجتمعياً بما يحمل من مشكلات إنسانية وسياسية واجتماعية في النهاية يتفاعل معها المتلقي أو يرفضها. لأن العرض المسرحي ليس بالضرورة أن يضع كل من يجلس داخل صالة المسرح. وهنا يصبح الحافز الرئيسي أن يضيف جديداً أو يبتكر تجارب فنية تأخذ شكل التمرد علي الشكل التقليدي المتعارف عليه فالمسرح. التجريبي في تعريف بافيس : هو مسرح يكرس نفسه للبحث عن صيغ جديدة للتعبير وعمل علي الممثل وطرح للتساؤلات حول مكونات الفعل المسرحي في إطار هذا المفهوم للتجريب يصبح المسرح التجريبي اتجاهاً فنياً معاصراً وهو كذلك بالفعل باعتباره حركة أو تياراً يسعي إلي البحث عن أساليب مسرحية جديدة للتعبير. ومحاولات التجريب هذه حتي في مصر لم ترتبط بمهرجان المسرح التجريبي الذي كان يقام. بل كانت قبله. وبدونه كذلك!!