كشفت الاحصائيات الصادرة مؤخراً عن جهاز التعبئة العامة والاحصاء عن خلل كبير في منظومة استهلاك الطعام حيث أكدت أن 30% من الطعام لدينا بعد اعداده يهدر ويذهب إلي صناديق القمامة رغم وجود ما يزيد علي 3.5 مليون جائع لدينا. الخبراء أكدوا أن المصريين ينفقون سنويا علي الطعام ما قيمته 200 مليار جنيه منها 15% في شهر رمضان فقط ومع ذلك فالغالبية لا تفكر في احتياجاتها الاساسية وما يحتاجه الجسم بالفعل من طعام. قالوا إننا في حاجة إلي ضبط معدلات الانفاق علي الغذاء وتعديل السلوكيات في هذا المجال بحيث يتناسب الانفاق مع الاحتياجات الفعلية. أشاروا إلي أن بنك الطعام فكرة جيدة للاستفادة من الطعام الزائد عن الحاجة بشرط تطويرها واسنادها إلي اشخاص أكفاء في العديد من المحافظات من أجل القضاء علي الجوع والنهوض بالطبقات الفقيرة. * د. حامد أبوطالب عضو مجمع البحوث الإسلامية اوضح ان زيادة عدد الفقراء والمحتاجين في مصر أمر يحتاج إلي الدراسة من المتخصصين لوضع وسائل العلاج لأن مصر بها من خيرات الله ما يكفي أهلها ويزيد. يرد علي التساؤل بقوله: إن هناك سوء توزيع وسوء تفكير بدليل إهدار 30 % من الطعام رغم ما يتكلفه من مبالغ طائلة وكذلك اهدار أموال الزكاة في وصولها في معظم الاحيان إلي غير مستحقيها. أضاف انه ليس معقولاً وليس من العقل ونحن في شهر الصيام أن تصل معدلات الانفاق علي الطعام التي تهدر فيما بعد إلي مليارات الجنيهات ويزداد معدل استهلاك السلع الغذائية كما تؤكد الاحصائيات فالمصريون ينفقون 30 مليار جنيه تقريبا في هذا الشهر ونسبة كبيرة تلقي في القمامة. أوضح ان استمرار هذه السلوكيات يولد الحقد بين أفراد المجتمع فهناك من يصاب بالتخمة من كثرة الطعام وهناك من يبحث عن الطعام في صناديق القمامة. وقد آن الأوان للاتجاه إلي الترشيد والتوقف عن هذا السفه.. أشار إلي اننا في حاجة ماسة إلي التوسع في تطبيق فكرة بنك الطعام في مختلف أرجاء مصر بشرط أن يدير المنظومة اشخاص أكفاء مدربون لديهم القدرة علي الوصول بالفعل للفئات المحرومة وفي نفس الوقت يتميزون بالأمانة ونحتاج ايضا إلي تكاتف ابناء المجتمع للنهوض بالطبقات الأشد احتياجاً. أرقام وإحصائيات * د.أشرف عبدالغني عميد الاقتصاد المنزلي : بالرغم من الشكوي الدائمة من سوء الاوضاع الاقتصادية لكن الارقام والاحصائيات تسير عكس الاتجاه حيث تشير إلي زيادة انفاق المصريين علي الطعام وأحدث دراسة أكدت ان حجم الانفاق علي الطعام في مصر سنويا يصل إلي 200 مليار جنيه والنسبة في شهر رمضان من النسبة الكلية تصل إلي 15% وهو رقم مخيف. أضاف أن اهدار 30% من الغذاء يؤكد غياب الثقافة الغذائية وسوء العادات في هذا المجال فالغالبية العظمي لا تفكر في احتياجاتها الحقيقية من الطعام ولا الجسد يحتاج بالفعل إلي أي العناصر وهذه السلوكيات الخاطئة تظهر أكثر في شهر رمضان الذي هو من المفترض انه فرصة لتربية النفس وتهذيبها فيما يخص شهوة الطعام بدليل ان هناك بعض السلع يتضاعف فيها الاستهلاك بنسبة 300% وخاصة في ال 10 أيام الأولي في الوقت الذي يوجد لدينا ملايين المواطنين لا يجدون الطعام. أوضح ان دورنا لمؤسسة تعليمية رفع الثقافة الغذائية من خلال الدورات والندوات ومشروعات التخرج للطلاب لتحسين مستويات الانفاق علي الغذاء وعلي الدولة في نفس الوقت اقامة مشروعات للاستفادة من هذا الكم الهائل من الفاقد سواء من خلال الأسر أو الفنادق والذي غالبا ما يكون مصيره صناديق القمامة وهنا أمامنا تحد كبير في هذا المجال بحيث نحقق الترشيد في الاستهلاك وتوجيه الفائض إلي المحتاجين والفقراء. أوضح ان مصر من دول العالم التي تواجه تحديات في توفير الغذاء طبقا لدراسات منظمة الفاو وليس منطقيا في نفس الوقت ان نهدر هذه الكمية من الطعام في وقت تؤكد فيه الدراسات ارتفاع نسبة من يعانون من نقص الأمن الغذائي من 14% عام 2009 إلي 17% في عام 2011 مما يعكس الخلل الذي نعاني منه. مطلب ثوري د.سامية المراسي استاذ التغذية بكلية الاقتصاد المنزلي أكدت ان هناك عوامل عديدة ساهمت في زيادة اعداد الجوعي والفقراء في مصر يأتي علي رأسها فشل مصر في تخفيض الاعداد وفقا للمبادرات التي شاركت فيها مما يعني وجود خلل يؤكد وجود إهدار في الطعام رغم وجود من يحتاج إليه والعامل الثاني الاضطرابات التي حدثت عقب ثورة 25 يناير اعاقت الدولة عن توفير الغذاء للمواطنين رغم ان العيش كان أهم مطالب الثورة. أضافت أن الاهدار في الطعام يؤكد غياب الوعي المجتمعي بالفقراء وعدم الاحساس بالمسئولية تجاه الفقراء لدرجة ان البعض لا ينظر إلي الفقراء في منطقته ولا يمنحهم الطعام الذي يلقي به في صندوق القمامة. أوضحت ان الأسر مطالبة بسرعة منح الفائض إلي الأسر الفقيرة وفي نفس الوقت علي المنشآت السياحية سرعة تغليف الأطعمة الباقية في حالة جيدة ومنحها من خلال جمعيات أو مؤسسات للاشخاص الأكثر احتياجاً. المجتمع المدني * آية أيوب مدير تسويق ببنك الطعام أكدت انهم يحاولون قدر الامكان الوصول إلي أماكن الجوعي من خلال الجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء الذي تؤكد دراسته أن أكثر من 4.4% من المصريين تحت خط الفقر مما يعني أن اعدادهم أكثر من 3.5 مليون جائع. أضافت انه يوجد تعاون مع منظمات المجتمع المدني العاملة في مجال خدمة البيئة باعتبارها الأقدر علي تحديد الأسر التي تحتاج إلي الطعام ولدينا باحثون للتأكد من مدي الاحتياج حيث يوجد بينهم ايتام وعجزة ومسنون وهؤلاء الأكثر للطعام بجانب أصحاب الأمراض المزمنة التي تعوقهم عن العمل وعدا ذلك يتم اعداد برامج تنموية لهم لتدريبهم حتي يستطيعوا العمل وتوفير الطعام لأنفسهم. أوضحت انه لسد الجوع ووقف الاهدار بدأنا برنامجاً ضخماً بالتعاون مع المطاعم والفنادق الكبري بالحصول علي جزء من الطعام الطازج وليس الفضلات والقيام من خلالنا بتغليفها ومنحها للفقراء والمحتاجين عن طريق المتطوعين بالبنك. أضافت: إننا نحرص ليس علي كمية الطعام ولكن علي جودته فالطعام لا يوجد به فرز ثان حتي لو كان للفقراء ونحن من جانبنا نوفر الطعام ل 210 آلاف أسرة شهرياً وهذا لا يكفي للقضاء علي الجوع في مصر.