تكشف مفاجآت جديدة في الفضيحة الأخلاقية التي شهدتها مستشفي الصحة النفسية بالعباسية التي فجرتها "المساء" في عددها الصادر الخميس قبل الماضي والتي انتهك فيها عامل مؤقت بالمستشفي عرض مريض نفسي فاقد الأهلية داخل غرفته بالمستشفي. كانت أولي المفاجآت التي كشفتها تحقيقات أحمد مجدي عبدالغني مدير نيابة مدينة نصر ثان في الواقعة أن المريض مصاب بداء الغرور ويري نفسه أفضل من كل البشر وادعي أنه نبي مرسل وخاتم الأنبياء. وقال في النيابة: لازم أمشي ومحدش يحقق معايا لأني نبي!" في الوقت الذي أمرت فيه النيابة بعرضه علي المركز الإقليمي للطب النفسي وجاء تقريره ليؤكد أنه سليم تماماً ولا يحتاج للعلاج بالمستشفي. وأمرت النيابة بحبسه بناء علي التقرير بتهمة ممارسة الفجور. كانت المفاجأة التالية التي أثارت الشكوك.. تلقي النيابة تقريراً من مستشفي العباسية بضرورة عودة المريض لتلقي العلاج داخل المستشفي حتي يكتمل شفاؤه. وأكد التقرير أن المريض ظهر أنه سليم ذهنياً لأنه كان تحت تأثير العلاج. والمثير أن النيابة لم تطلب من المستشفي أي تقارير طبية والمستشفي هي الذي تبرع بذلك!! بالتوازي مع صدور هذا التقرير تقدم شقيق المريض بتظلم للمستشار هشام بركات النائب العام للإفراج عن شقيقه. وبعد مداولات بين النائب العام والنيابة المختصة قررت النيابة إيداع المريض تحت الحراسة بالمستشفي لمدة 15 يوماً مع عدم السماح له بالخروج من غرفته أو التريض بحديقة المستشفي. كشفت النيابة عن امكانية إحالة المريض للمحاكمة الجنائية في حال تبين أنه تماثل للشفاء يوم ارتكاب الواقعة طبقاً للمادة "10" من لائحة الصحة النفسية التي تعتبر المريض المتماثل للشفاء "مريض دخول إرادي" يسأل عما يرتكبه من أفعال. وفي حالة لم يكن تماثل للشفاء فسيتم إخلاء سبيله واعتباره مجنياً عليه طبقاً للمادة "13" من نفس اللائحة التي تعتبر المريض غير مسئول عن أفعاله ويسمي "مريض دخول لا إرادي". وطلبت النيابة دفاتر المستشفي منذ دخول المريض وحتي يوم الواقعة لتحديد حالة المريض وقت ارتكابها. أمر أحمد مجدي عبدالغني مدير نيابة مدينة نصر ثان باستدعاء 3 أطباء كانوا مشرفين علي حالة المريض لسؤالهم حول ظروف وملابسات مرضه وعلاجه بالمستشفي.. كما أمرت النيابة باستدعاء مدير مستشفي الصحة النفسية لسؤاله عن الشق الإداري في الواقعة واستجوابه حول كيفية دخول العامل المؤقت لغرفة المريض ليلاً وأسباب حيازة العامل لمفاتيح غرفة المرضي وخلو العنابر من الرقابة من المشرفين.