ظاهرة جديدة تشهدها الدراما المصرية في الموسم الدرامي الرمضاني هذا العام وهي تراجع عدد من الفنانين والفنانات عن أداء أدوار البطولة المطلقة إلي أدوار البطولة الثانية.. ومن بين هؤلاء الفنانة وفاء عامر وبعد أن شاهدها الجمهوري في تقديم مسلسل كاريوكا عن السيرة الذاتية للفنانة الكبيرة تحية كاريوكا في رمضان الماضي وكانت تجسد دور البطولة المطلقة في المسلسل ستشارك في رمضان هذا العام في ثلاثة مسلسلات لكنها بعيدة عن البطولة المطلقة وأقرب للبطولة الجماعية. وأيضاً الفنان الكوميدي أحمد عيد الذي قام بأداء دور البطولة المطلقة في عملين دراميين هما أزمة سكر والذي قدمه في رمضان 2010 وكذلك ألف سلامة والذي قدمه في رمضان 2013 فوجئنا به يشارك هذا العام في مسلسل صاحب السعادة مع الفنان الكبير عادل إمام في دور ثانوي بعيداً عن البطولة. أما الفنانة صفاء سلطان والتي أدت دور البطولة المطلقة في مسلسل عن السيرة الذاتية للفنانة ليلي مراد بعنوان "أنا قلبي دليلي" فقد عادت للدراما المصرية الرمضانية هذا العام وبعد غياب 5 سنوات بمسلسل أمراض نساء مع النجم مصطفي شعبان في دور بعيداً عن البطولة المطلقة. عدد من الفنانين والفنانات أيضاً طالتهم هذه الظاهرة ومن خلال هذا التحقيق نتعرف علي أسباب ذلك من وجهة نظرهم وكذلك وجهة نظر بعض كتاب الدراما. يؤكد الفنان الكوميدي أحمد عيد أن العمل مع الزعيم عادل إمام يعد أمنية حياته ولقد تحققت هذه الأمنية فكيف يترك هذه الفرصة مهما كان حجم الدور الذي سيؤديه في مسلسل صاحب السعادة.. ويشير إلي أن العمل مع نجم مثل الزعيم عادل إمام إضافة كبيرة لرصيده الفني تساوي الكثير خاصة أن الزعيم لا يختار إلا الأعمال الجيدة التي يشاهدها الملايين في الوطن العربي بالتالي اعتبر أن المشاركة في مسلسل صاحب السعادة يعادل 20 بطولة مطلقة لأعمال فنية سواء التي قدمتها من قبل أو التي سأقدمها في المستقبل.. ويؤكد أن هناك أدوارا صغيرة المساحة قدمها كبار الفنانيين والفنانات القدامي في أمثال ماري منيب وأمينة رزق وحسين رياض وعبدالسلام النابلسي وغيرهم وكانت أدوار متميزة جداً رغم أنهم وقتها قدموا بطولات في أعمال فنية أخري. وتري الفنانة وفاء عامر انها لم تتخل عن دور البطولة في دراما رمضان المقبل ولكنها تقدم دور البطولة بشكل مختلف حيث إنها تقدم دورها في إطار البطولة الجماعية كما في مسلسل ابن الحلال مع محمد رمضان وانتصار وهالة فاخر أما في مسلسل جبل الحلال فهي صاحبة البطولة النسائية أمام الفنان الكبير محمود عبدالعزيز حيث أؤدي دور سيدة صعيدية متزوجة ولديها ثلاث فتيات. تواجه صعوبات في تربيتهن وتنتصر في حياتها للحق والعدل وذلك بعد مواجهتها العديد من المشكلات المرتبطة بالعادات والتقاليد في الصعيد.. حيث تجبرها ظروفها علي التعامل مع رجل متعدد العلاقات النسائية في البلد الذي تعيش فيه.. وهذه الشخصية هي محور الأحداث في المسلسل. وتدعم الفنانة وفاء عامر اهتمام الفنان بقيمة الدور مهما كان حجمه وانها من الممكن أن توافق علي قبول دور درامي قليل المساحة لكنه مؤثر في سير الأحداث داخل العمل الدرامي لأن المشاهد لا يهتم بكبر أو صغر حجم الدور ولكن بقيمته ومدي تأثيره في الأحداث الدرامية. وهناك العديد من الفنانين الذين نجحوا وعرفهم الناس من خلال أدوار درامية ذات مساحة صغيرة. وتشير إلي أن العمل مع الفنان الكبير محمود عبدالعزيز في مسلسل "جبل الحلال" تعتبره إضافة كبيرة لرصيدها الفني. أما الفنانة السورية صفاء سلطان فتنتقد حرص وتمسك بعض الفنانين بقبول أدوار البطولة المطلقة وتؤكد أن أول ما يلفت نظرها وقت قراءة أي سنياريو درامي ليس مساحة دورها ولكن ما سيخرجه هذا الدور من مواهب تمثيلية لديها فكيف يضيف هذا الدور إلي رصيدها الفني وبالتالي أقوم باختيار الأدوار الجديدة وأرفض المتكررة. وتضيف: أرفض وضع نفسي في قالب تمثيلي واحد ولذلك ابتعدت عن الساحة الفنية المصرية لمدة 5 سنوات لأن ما عرض علي من أدوار بعد مسلسل ليلي مراد كان قريباً من دور الفتاة الرومانسية الحالمة وهو نفس الدور الذي قدمته في المسلسل لذلك قررت الابتعاد حتي أعود بأدوار جديدة ومتنوعة مهما كانت مساحة هذه الأدوار ولكن كل ما يهمني هو تأثير الدور علي المشاهد وقيمة الدور وإضافته لي ورصيدي الفني. ويؤكد الكاتب والسيناريست مجدي صابر أن الأزمة المالية التي تعيشها شركات الإنتاج الدرامي في مصر بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيه أدت إلي قلة عدد الأعمال الدرامية والمسلسلات التي تنتج لشهر رمضان عن التي أنتجت في عام 2010 وهناك بعض الجهات في الدولة المصرية مثل صوت القاهرة وقطاع الإنتاج بالتيلفزيون المصري بهم أزمة مالية كبيرة منعتهم من الإنتاج أو استكمال بعض الأعمال الدرامية والتي بدأوا تصويرها بالفعل وهذا كله أدي إلي قلة الأعمال الدرامية المنتجة لشهر رمضان المقبل وبالتالي هناك عدد من الفنانين وافقوا علي الظهور في أدوار بعيدة عن البطولة المطلقة ومختلفة عما قدموه من أجل التواجد علي الخريطة الرمضانية.. ويعلل المخرج الكبير محمد فاضل هذه الظاهرة بأن معظم الأدوار الفنية التي تم تقديمها من بعض الفنانين والفنانات لتجسيد بطولات السيرة الذاتية لم تظهر كل إمكانات الممثل أو الممثلة وأن بعض من هؤلاء يمتلك مواهب تمثيلية ممتازة تظهر بتنوع أدواره واختياره لأدوار جيدة مهما كانت هذه الأدوار بعيدة عن زدوار ابلطولة المطلقة. وأشار إلي أنه يعتبر أن البطولات الجماعية داخل الأعمال الدرامية هي بمثابة بطولة مطلقة لكل مشرك فيه ومباراة في الأداء بينهم حيث يحاول كل منهم تقديم أفضل ما عنده أمام المشاهد وهذا يصب في مصلحة الأداء داخل العمل الفني.