رقم مهول عن عدد البلطجية المحترفين الذين ينشرون الرعب والفساد في مصر. ويقومون بأعمال تخريب وتدمير وترويع الناس وكل أنواع الموبقات. الرقم لم يعلنه شخص عادي أو جهة غير مسئولة.. لكن الذي أعلنه هو المستشار محمد عبدالعزيز الجندي وزير العدل.. وأعلنه في اجتماع رسمي للمجالس القومية المتخصصة أثناء مناقشة تقرير بعنوان "تفعيل تنمية وتعمير سيناء". فماذا قال المستشار وزير العدل؟! قال الوزير بالحرف الواحد من خلال ما نشرته صحيفة "الدستور": ان هناك ما يتراوح بين 300 ألف و500 ألف بلطجي محترف يتم تأجيرهم لليوم الواحد ب5 آلاف جنيه من أجل التفرغ للخراب فقط.. لذلك تم إصدار قانون لتجريم البلطجة. واتهم المستشار الجندي الذين هاجموا إصدار هذا القانون بأنهم يريدون تخريب مصر ووقف عجلة إنتاجها كما يريدون افساد الثورة وما حققته. هذا الكلام من أخطر ما قيل عن مظاهر الفوضي التي تعم مصر حاليا.. ولو أخذنا بالرقم الأقل الذي ذكره الوزير وهو 300 ألف بلطجي فإن معني ذلك أن هناك قوة مسلحة بأنواع مختلفة من الأسلحة ما بين أسلحة بيضاء ونارية وأتوماتيكية وبعضها تم سلبه من أقسام الشرطة وهذه القوة منظمة يحركها جهاز يخطط عملها وليست مجرد عمليات فردية وأن هناك جهة تمويل تمد هؤلاء البلطجية بالأموال للقيام بهذه العمليات التخريبية. 300 ألف بلطجي أو 500 ألف عدد يفوق أعداد رجال الشرطة والأعداد التي يستعان بها من قواتنا المسلحة للمساعدة في انضباط الأمور ومعني هذا أن هؤلاء البلطجية يشنون حرب عصابات داخلية في مصر.. ومعروف أن حرب العصابات تقض مضاجع القوات النظامية لأنها تنقض من جهات وأماكن غير معلومة لتفاجئ الناس بأعمالها التخريبية. لدينا جهاز أمني وطني الذي حل محل جهاز مباحث أمن الدولة.. ولدينا جهاز أمن قومي ولدينا وسائل متعددة وأجهزة متعددة.. ألا تستطيع هذه الأجهزة بكل ما تملكه من أدوات تكنولوجية الوصول إلي الجهة أو الجاهات التي تحرك هؤلاء البلطجية وضبطها وتقديمها إلي المحاكمة؟! وألا تستطيع هذه الأجهزة الوصول إلي الجهة أو الجهات أو الأشخاص الذين يمولون هذه العمليات التخريبية والتي لا تتكلف الملايين من الجنيهات فقط بل ربما المليارت؟! إذا كانت المعلومات والأرقام التي ذكرها المستشار وزير العدل صحيحة.. وهي بالقطع صحيحة لأنها صادرة من مسئول علي أعلي مستوي - فالمطلوب أن نعمل حكومة وشعباً وقوات مسلحة علي الوصول إلي الرءوس المدبرة لعمليات البلطجة والممولة لها.. وإذا وقفنا عاجزين عن محاربة هذه الظاهرة فالخوف محقق وحقيقي علي أمن مصر الداخلي والخارجي.. وعلي الثورة التي خلعت الديكتاتورية ووضعت مصر علي طريق الديمقراطية. من هي الجهة التي تقف وراء هذه الجريمة التي تدبر لتخريب وتدمير مصر؟! هل هي جهة داخلية؟! م خارجية؟! أم الاثنان معاً؟! الاجابة عند من بيدهم الأمر.