المفاوضات الجادة مع الجانب الاثيوبي التي تحدث عنها نبيل فهمي وزير الخارجية خلال لقائه مع منسق شئون المياه في وزارة الخارجية الامريكية ومبعوث الاتحاد الاوروبي لمنطقة القرن الافريقي وسفير الاتحاد الاوروبي تعتبر خطوة في طريق تحقيق منافع للطرفين دون الاضرار بمصالح مصر أو اثيوبيا. اكد خبراء باللجنة الثلاثية لدراسة اثار سد النهضة الاثيوبي وخبراء بناء السدود واساتذة العلوم السياسية ان المفاوضات تصل لنتائج محددة منها اطالة فترة ملء السد بما يجعل التأثير علي حصة مصر من المياه شبه معدومة مع امكانية تغيير مواصفات بناء السد من 74 مليار متر مكعب من المياه الي 40 مليار متر مكعب فقط مع امكانية زيادة حصة مصر من المياه من خلال بحر الغزال وقناة جونجلي والنيل الابيض وتحقق المفاوضات الجادة استفادة كبيرة للجانب الاثيوبي من خلال امكانية قيام مصر بمساعدة بناء مفاعل نووي سلمي لتوليد الكهرباء لاثيوبيا واستيراد كميات كبيرة من اللحوم الاثيوبية وعمل مشروعات لتنمية الثروة الحيوانية بأثيوبيا وانشاء محطات حرارية لتوليد الطاقة الكهربائية وايضا شراء الكهرباء الزائدة عن حاجة اثيوبيا. د. محمد كامل استاذ بحوث المياه بالمركز القومي للبحوثا المفاوضات بين الجانبين المصري والاثيوبي تمثل ثمرة التحرك الدبلوماسي المصري علي المستوي الاقليمي والدولي وحتي الان لم يتم تنفيذ توصيات اللجنة الثلاثية حول سد النهضة الاثيوبي مع ضرورة مراجعة كافة الدراسات الخاصة بالسد المقدمة من الجانب الاثيوبي وعدم الاقتصار علي الدراسات البيئية. اضاف المفاوضات الجادة تمكن مصر من اجراء دراسة شاملة لمعاملات الامان لسد النهضة الاثيوبي بالحجم الذي اعلنت عنه اثيوبيا والجدوي الاقتصادية للسد وقيمة العوائد الاقتصادية علي دولتي مصر والسودان مع ضرورة عمل مشروعات لتقليل اثار السد السلبية علي دول المصب ويمكن من خلال المفاوضات ان يتم توفير حصص مصر من المياه عن طريق الاعتماد علي بحر الغزال والاستفادة من المياه المهدرة بدخولها الي النيل الابيض ثم قناة جونجلي ثم مجري النيل واستفادة مصر من بدائل الانهار الاخري مع ضرورة زيادة فترة ملء الخزان الي 5 سنوات بدلا من عامين في حالة تقليل سعة سد النهضة الاثيوبي. * د. علاء الظواهري عضو اللجنة الثلاثية لدراسة اثار سد النهضة الاثيوبي وخبير السدود والهيدروليكا لكلية الهندسة جامعة القاهرة يري ان التفاوض الجاد مع اثيوبيا يمكن ان يحقق نجاحا اذا كان التفاوض بالشروط المصرية فيمكن تقليل سعة السد عن 744 مليار متر مكعب مع زياددة فترة ملء السد والسماح لمصر بالمشاركة في ادارة السد لضمان عدم الاضرار بحصة مصر من مياه النيل مع امكانية استقطاب مصر المياه من السودان واثيوبيا بفتح مجاري مائية جديدة تزيد حصص دول المصب ويمكن ان يحدث هذا في منطقة اكوبو باثيوبيا ومشاريع الاستقطاب تزيد الحصص المائية لمصر.. واثيوبيا تحصل ايضا علي مكاسب من خلال هذه المفاوضات منها مساعدتها في بناء خزانات لتوليد الكهرباء بسعة اقل مع تغيير مواصفات بناء سد النهضة حتي لايكون خطرا علي دول حوض النيل في حالة انهياره مع بناء محطات حرارية وبناء مولدات كهرباء في أثيوبيا.. مؤكدا ان المفاوضات هي طوق النجاة من هذه الازمة. يشير د. محمود ابوزيد وزير الري الاسبق الي ان تحقيق التفاوض الجاد بين مصر واثيوبيا غير مؤكد لان التفاوض يتوقف علي تقديم الحلول وتقارب وجهات النظر لحل ازمة سد النهضة الاثيوبي ولابد ان تعرف اثيوبيا ان مصر تعتمد علي مياه النيل بشكل كلي ويجب ان تستند المفاوضات الي مبدأ المنفعة للجميع دون الاضرار بمصالح اي طرف فنهر اللنيل هو شريان للتعاون والتكامل وليس اداة للصراع ويمكن ان تحقق مصر مكاسب عن طريق المفاوضات اذا نجحت في تغيير سعر سد النهضة الاثيوبي وعمل تعديلات هندسية علي بنائه. * د. إكرام بدر الدين استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ومقرر لجنة العلوم السياسية بالمجلس الاعلي للثقافة ان تصريحات وزير الخارجية الاثيوبي تادروس ادهانوم تؤكد ان بلاده ملتزمة باجراء مفاوضات حقيقية مع مصر لازالة مشاعر القلق تجاه سد النهضة الاثيوبي وحتي تنجح المفاوضات لابد من تحقيق المصلحة المتبادلة للطرفين دون الاضرار باي طرف ومصر تحتاج المياه واثيوبيا تحتاج الكهرباء ويمكن ان تقوم مصر ببناء مفاعل نووي سلمي لتوليد الكهرباء في اثيوبيا بدلا من بناء سد النهضة بشكل يؤثر علي حصص مصر من المياه.