بعد صراع امتد لثلاث سنوات وانتقل لساحات القضاء الذي أنصف الفنان المبدع جلال الشرقاوي ويعاد فتح مسرح الفن لعرض "دنيا أراجوزات" الذي أدخل عليه تعديلات وتطويرا لتخفيف ثورة 25 يناير ما كان يحلم به الشرقاوي وطرحه في العرض. يقول جلال الشرقاوي: كان الصراع بيني وبين وزارة الثقافة ومحافظة القاهرة طويلا وقاسيا ومريرا ورغم ذلك قررت ألا تتوقف مسيرتي الفنية وبدأت التفكير في مشروع مسرحي جديد. أضاف: لم يحدث في حياتي كلها أن أخرجت مسرحية تحت هذا الضغط ولكن إيماني بما أعمل جعل شباب مسرح الفن يستأنفون المسيرة وقد وقع الاختيار علي عرض "دنيا أراجوزات" للكاتب محمود الطوخي وهي ما يطلقون عليه "الكباريه السياسي". وقد فسر بعض كتابنا ونقادنا كلمة "الكباريه" بشكل فج واعتبروه مرادفا لما يقدم في شارع الهرم بينما أصل الكلمة هو "كباريت" CAVARET وهي كلمة ألمانية وتعني المنتدي الثقافي الذي تناقش فيه أمور السياسة والاقتصاد والاجتماع. أشار قائلا: أخذت هذا الشكل الأوروبي ثم صغته في قالب من الظواهر المسرحية المصرية التراثية فاسخدمت الأراجوز وخيال الظل وألعاب السيرك والحكواتي "المذيع والمذيعة في شكله العصري" والنكتة والقافية فإذا أضفنا إلي ذلك مصرية أو محلية القضايا التي تطرحها المسرحية وجدنا أنفسنا أمام عرض مصري أصيل. العرض ويركز علي الكثير من أمراض المجتمع سواء تلك التي سببها الحكم أو التي سببها الناس وهو بذلك يدق ناقوس الخطر أمام الحاكم والمحكوم.