الحفل الذي اقامته ساقية الصاوي لفرقة "الليل والموال" علي مسرح النهر نموذج جيد للفرق التي تقدم اصواتا متميزة الاعتماد الأكبر فيها علي صوت المؤدي.. الفرقة اسسها المطرب والملحن رأفت يسري الذي كانت بدايته مع الفرقة القومية العربية للموسيقي بقيادة المايسترو سليم سحاب وسافر بعدها إلي أمريكا في جولة للغناء للجاليات العربية هناك ثم عاد بعدها لتكون له فرقته الخاصة والتي تعرفنا عليها من خلال انشطة وزارة الثقافة في القاهرة والاقاليم واصبح لها جمهورها وكانت تقدم الحفل ذات الموضوع حيث سبق ان قدمت في بيت السحيمي حفلا خاصا لألحان محمد الموجي وسبق ان قدمت علي مسرح الجمهورية بالتعاون مع دار الأوبرا حفلا لأغاني الشاعر عبدالرحمن الأبنودي وبليغ حمدي ولكن كان هناك حرص علي ان المشتركين في الغناء يجيدون أداء النغمات العالية وقادرون علي أداء الموال المصري. برنامج الحفل تضمن فاصلين الأول شارك فيه المطرب محمود فوزي بعدد من الأغاني بعضها أغان خاصة للراحل محمد فوزي والتي اشتهر بأدائها في فرقة عبدالحليم نويرة التي ينتمي إليها والبعض الآخر كان أغاني لوديع الصافي ولمحمد رشدي ولكن الأغاني التي تميز فيها هي الحان فوزي الذي يتشابه نسيج صوته معه ولكن بشكل عام كان يغني بشكل احترافي افتقد الاحساس وهذا ما لاحظته عليه في الحفلات التي يؤديها خارج اسوار الأوبرا بعكس ادائه المتميز مع فرقته ولكن لا ننكر انه حافظ للحن وتفاصيله ولكن عليه ألا يترك اغاني فوزي وعليه ان يبحث عن الجديد فيها ويكتشف كنوزها ليخرج من دائرة الأغاني التقليدية التي يؤديها من عشرين عاما. الفقرة الثانية كانت للمطرب جلال ابن الفنان الراحل شفيق جلال والتي اشاهده لأول مرة وادي اغنية "علي جري" الحان حلمي بكر وبعض اغاني وديع الصافي وحرص علي اداء بعض المواويل وجلال يمتلك صوتا جميلا وقويا ويسعي للخروج من عباءة والده ولكن الجمهور يرفض ذلك بدليل انهم كانوا يطالبونه بأغاني أبيه التي نفتقد اداءها في فرق الموسيقي رغم قيمتها الفنية ولهذا عليه بالتدريب المتواصل ومحاولة ايجاد شخصية خاصة به من خلال اغاني جديدة من الممكن ان تكون علي نسق اغاني والده ولكن بشكل ومضمون مختلف. الفاصل الثاني أما نجم الحفل رأفت يسري فقدم الفاصل الثاني بكامله وقدم الحانا متنوعة منها لحن سيد مكاوي وحياتك يا حبيبي واغنية محمد قنديل 3 سلامات واغنية أم كلثوم سيرة الحب ولكن ابداعه الحقيقي كان في اغنية "ودع هواك" احدي روائع التراث كلمات فتحي قورة والحان محمود الشريف والتي تعد من الالحان الصعبة حيث تحتاج لصوت قادر علي التلون والانتقال بين النغمات العالية والمنخفضة وايضا التعبير العاطفي والإحساس بالاضافة للتطريب ولحن الكلمة الواحدة كما في كوبليه "ما راح زمانك ويا زماني" وفي الأداء المميز لكلمة "هواك" وفي نفس الوقت الموسيقي المصاحبة سريعة والتي سبق الشريف بها زمانه.. الأغنية ذات لحن صعب في الأداء ورأفت يسري ابدع في ادائها وساعده علي ذلك أمران الأول انه نسيج صوته من نفس قماشة صوت طلب والأمر الثاني تدريبه وخبرته الطويلة ولهذا أري ان يركز علي اغاني عبدالمطلب ويبحث عن اعماله وتسجيلاته النادرة ويتخصص فيها لأنه علي مستوي الفرق جميعا نفتقد الخامة التي تؤدي أغاني طلب باستثناء واحد أو اثنين فقط.. كانت مفاجأة طيبة ان العازفين في هذه الفرقة كان علي رأسهم عازف الاكورديون المتميز فاروق سلامة واستطاعت هذه الفرقة الموسيقية الصغيرة ان تحقق معادلة المعاصرة في الشكل والحفاظ علي التراث رغم عدم وجود وتريات بها وقد تحقق ذلك لأن جميعهم علي درجة عالية من الاحتراف وهم محمد فريد "أورج" ورأفت ميسو "ساكس" ومحمد شعيشع "ناي" ومحمد صباحي "طبلة" ومحمد منصور "دف" ومصطفي علي "رق".