تسلمت محكمة استئناف القاهرة برئاسة المستشار نبيل صليب ملف قضية إحياء تنظيم الجهاد المتهم فيها الدكتور محمد الظواهري شقيق زعيم القاعدة و67 آخرون بتأسيس جماعة مسلحة مرتبطة بتنظيم القاعدة شاركت في أعمال القتال الدائر في سوريا من نيابة أمن الدولة العليا تمهيداً لتحديد موعد بدء محاكمة المتهمين الذين خططوا لمواجهة مؤسسات الدولة بعد عزل محمد مرسي من رئاسة الجمهورية. كشفت أقوال شهود الإثبات واعترافات المتهمين في القضية التي باشر التحقيق فيها المستشارون محمد جميل وحسام فتحي وأحمد جلال ومحمد محرم ومحمد الطويلة وأحمد عمران ومصطفي عبدالعزيز ومحمد بركات ومحمد وجيه رؤساء نيابة أمن الدولة العليا برئاسة المستشار خالد ضياء المحامي العام بإشراف المستشار تامر الفرجاني المحامي العام الأول عن قيام المتهمين بإحياء نشاط تنظيم الجهاد بزعامة الجهادي محمد ربيع الظواهري الشهير بمحمد الظواهري والمتهم بإنشاء جماعة تنظيمية تعتنق أفكاراً متطرفة تقوم علي الخروج علي الشرعية والإضرار بمؤسسات الدولة وتقويض السلم الاجتماعي والوحدة الوطنية. أكدت أقوال شهود الإثبات من ضباط قطاع الأمن الوطني أن المتهم الأول محمد محمد ربيع الظواهري القيادي بتنظيم الجهاد حاول إحياء نشاط التنظيم الجهادي وإعادة هيكلته مرة أخري من أجل ربطه بالتنظيمات الإرهابية المتطرفة بالداخل والخارج علي خلفية الإضرابات السياسية التي شهدتها البلاد خلال فترة حكم النظام السابق التي ترتب عليها انخفاض شعبية القائمين عليه وتصاعد الأصوات المطالبة بإسقاطه.. وأن المتهم الأول أنشاء علي خلاف القانون جماعة تنظيمية تعتنق الأفكار المتطرفة القائمة علي الخروج علي الشرعية وتكفير مؤسسات الدولة العامة وتخطط لتنفيذ الأعمال العدائية ضد الجيش والشرطة وكذلك ضبط الأقباط وكنائسهم في حالة عزل القائمين علي الحكم بهدف زعزعة استقرار البلاد والإضرار بالوحدة الوطنية. تبين من التحريات أن المتهم الأول قام باستقطاب المتهمين من الثاني حتي الخامس والستين وكلف المتهمين الثاني نبيل محمد عبدالمجيد المغربي والثالث محمد السيد حجازي والرابع داود خيرت أبوشنب والخامس علي إسكندر لوضع برنامج فكري وحركي وعسكري للتنظيم وقد اتخذوا مسجداً تحت الإنشاء بحي المطرية لتنفيذ مخططاتهم. كما قام التنظيم بالدفع بعدد منهم لما أسماه حقوق الجهاد الخارجية في دولة سوريا وتم إشراكهم في العمليات الجهادية هناك ثم استدعاهم بعد ذلك عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي وفض اعتصامي رابعة والنهضة للمشاركة في تنفيذ عمليات عسكرية ضد الشرطة والجيش ومؤسسات الدولة. قال الشهود إنه بعد القبض علي المتهم الأول محمد الظواهري في القضية رقم 318 لسنة 2013 حصر أمن الدولة العليا تولي المتهم الثاني نبيل محمد عبدالمجيد المغربي زعامة التنظيم واعتمد علي تكوين الخلايا العنقودية التي تعمل بمعزل عن بعضها البعض والتي ضمت عدداً من المتهمين. حيث قام بتكليفهم بتدبير كمية من الأسلحة النارية وإعداد بعض العبوات المتفجرة بعد إمدادهم بالمبالغ اللازمة لذلك. وكانت التعليمات تأتي إليهم بشكل غير مباشر من زعيم التنظيم. وبالفعل استطاع أعضاء التنظيم توفير الدعم المادي اللازم لتدبير الأسلحة والمواد المتفجرة وقد نجحوا في توفير مادة البرونز المستخدمة في تحفيز المواد المتفجرة داخل العبوات الناسفة. كانت تحقيقات النيابة العامة قد سجلت اعترافات المتهمين في هذه القضية.. حيث أقر المتهم الخامس عبدالرحمن علي علي إسكندر أنه انضم لمجموعة تنظيمية يطلق عليها مجموعة شبرا الخيمة بقيادة المتهم الثاني نبيل المغربي. حيث اعترف بأن الجماعة تعتنق أفكاراً تقوم علي تكفير الحاكم وتؤصل لمشروعية الخروج عليه بدعوي عدم تطبيق الشريعة الإسلامية وتتولي تنفيذ أعمال عدائية ضد مؤسسات الدولة ورجال الشرطة والجيش. أضاف المتهم أنه عقب عزل الرئيس السابق قام المتهم الخامس والمتهمان الحادي عشر والخمسون برصد محطتي كهرباء القاهرة الوراق كما رصد المتهم السادس المركز القومي للتحكم في الطاقة. كما أقر المتهم السابع عمر عبدالخالق عبدالجليل محمود أنه انضم لنفس الجماعة التي تعتنق أفكاراً معادية للدولة وأنه تولي مسئولية خلية كان نشاطها تصنيع كواتم الصوت والمتفجرات وكانت هناك لجنة إعلامية تختص بإصدار البيانات المكتوبة والمصورة بشأن ما تقوم به الخلية من عمليات. كما تم إنشاء الإدارة العسكرية التي اختصت بانتقاء الأهداف وقام عناصرها برصد وزارة الداخلية ومديريات الأمن تمهيداً لتنفيذ عمليات عدائية ضدها.. أما المتهم الحادي عشر أحمد محمد عبدالرازق عبدالعليم فقد أقر بانضمامه إلي هذا التنظيم والقيام بأنشطة ضد القوات المسلحة والشرطة ودور العبادة المسيحية. كما كشفت التقارير الأمنية أن التنظيم الإرهابي دفع بعناصر المدربة للاشتراك مع تنظيم القاعدة في عمليات عسكرية بدولة سوريا للقتال تحت لواء جماعة تسمي "الطائفة المنصورة" والأولوية العسكرية والسرايا التابعة لتنظيم داعش الدولة الإسلامية بالعراق والشام ضد قوات الجيش النظامي الموالية لبشار الأسد.. إلا أن محمد الظواهري قائد التنظيم خاطب مقاتليه المشاركين في العمليات القتالية الدائرة بالأراضي السورية وأمرهم بضرورة العودة سريعاً إلي الأراضي المصرية بالتزامن مع ازدياد الغضب الشعبي ضد حكم الدكتور محمد مرسي وسياسة جماعة الإخوان الإرهابية في السلطة. وذلك بهدف مواجهة مؤسسات الدولة الأمنية واستهداف المنشآت ونشر الفوضي إذا تم عزل الرئيس السابق من منصبه في تظاهرات 30 يونيو وهو الأمر الذي تم بموجبه الإعلان عن خارطة الطريق.