الرئيس السيسي يُهنئ قداسة البابا تواضروس بعيد القيامة المجيد    شم النسيم.. رفع درجة الاستعداد بمنشآت التأمين الصحي الشامل    القوات المسلحة تهنئ الإخوة المسيحيين بمناسبة عيد القيامة المجيد    توفيق عكاشة: شهادة الدكتوراه الخاصة بي ليست مزورة وهذه أسباب فصلي من مجلس النواب    إجازة عيد العمال وشم النسيم للعاملين بالقطاع الخاص.. الأحد والإثنين    خبير تربوي: التعليم التكنولوجي نقلة متميزة وأصبحت مطلب مجتمعي    أسعار الذهب اليوم السبت 4-5-2024| شاهد    محافظ القليوبية: توريد 50 ألف طن قمح للصوامع والشون    التنمية المحلية: تسريع العمل وتذليل المعوقات لتنفيذ مشروعات حياة كريمة بأسوان    محافظ الجيزة: بدء تلقي طلبات التصالح في مخالفات البناء من الثلاثاء القادم    «النقل الدولي»: مصر تتوسع في إقامة الموانئ الجافة لخدمة نشاط التصنيع    وزير الزراعة يلتقي نظيره الأردني ورئيس الهيئة العربية للاستثمار على هامش اجتماعات الرياض    وفد قطري يتوجه للقاهرة للمشاركة في المباحثات بين حماس وإسرائيل    حسين هريدي: الخلاف الأمريكي الإسرائيلي حول رفح متعلق بطريقة الاجتياح    أوكرانيا: ارتفاع قتلى الجيش الروسي إلى 473 ألفا و400 جندي منذ بدء العملية العسكرية    السيسي يعزي في وفاة نجل البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني    تقود إلى صراع محتمل.. الخارجية الروسية تهاجم تدريبات الناتو "المدافع الصامد"    تعرف على سبت النور ذكرى قيامة السيد المسيح    كاف يخطر الزمالك بقرار عاجل حول نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية    ارتفاع الأمواج ورياح تضرب هذه المناطق.. اعرف حالة طقس اليوم    الأقصر ترفع درجة الاستعداد لاستقبال أعياد الربيع    إصابة ثلاثة أفراد فى حادث تصادم سيارة برصيف بالدقهلية    «جنايات المنيا» تنظر 32 قضية مخدرات وحيازة سلاح    دفاع طفل شبرا الخيمة يتوقع أقصى عقوبة لطفل الكويت معطي التعليمات    متحدث التعليم يكشف تفاصيل عدم فصل التيار الكهربائي عن جميع المدارس خلال فترة الامتحانات    كيفية تجديد تصريح العمل إلكترونيا    ناقد فني: توقيت طرح فيلم السرب مع أعياد المسيحيين مثالي    نغمات الفرح وأنسام الربيع: أجمل التهاني لعيد شم النسيم 2024    عيونه دار.. آيتن عامر مفاجأة حفل تامر حسني بالعين السخنة    عرضه بالسينمات 22 مايو.. طرح البوستر الرسمي لفيلم بنقدر ظروفك    دعاء يحفظك من الحسد.. ردده باستمرار واحرص عليه بين الأذان والإقامة    علي جمعة: قلة الحياء من موت القلب والروح    عو ض تاج الدين: مصر في طريق القضاء على مسببات سرطان الكبد|فيديو    الكشف وتوفير العلاج بالمجان ل2078 حالة في قافلة طبية بأهناسيا ببني سويف    رئيس هيئة الدواء: دعم صناعة الدواء في أفريقيا لتصل إلى المقاييس العالمية    بعد ما أثير عن "أسترازينيكا".. الصحة: التجلط عرض نادر الحدوث    وزير الرياضة يُشيد بنتائج اتحاد الهجن بكأس العرب    ما حكم تهنئة المسيحيين في عيدهم؟ «الإفتاء» تُجيب    موسم عمرو وردة.. 5 أندية.. 5 دول.. 21 مباراة.. 5 أهداف    بدر بن عبدالمحسن.. أمير تغنى بأشعاره نجوم الطرب العربي (بروفايل)    ضياء السيد: أزمة محمد صلاح وحسام حسن ستنتهي.. وأؤيد استمراره مع ليفربول (خاص)    رئيس الوزراء يتفقد عددًا من المشروعات بمدينة شرم الشيخ.. اليوم    وزير الري: نعمل على توفير حياة كريمة للمواطنين بالصعيد    إسماعيل يوسف: كهربا أفضل من موديست.. وكولر يحاول استفزازه    «الإسكان»: دفع العمل بالطرق والمرافق بالأراضي المضافة حديثاً لمدينتي سفنكس والشروق    مصرع 14 شخصا إثر وقوع فيضان وانهيار أرضي بجزيرة سولاويسي الإندونيسية    هل بها شبهة ربا؟.. الإفتاء توضح حكم شراء سيارة بالتقسيط من البنك    حملات لرفع الإشغالات وتكثيف صيانة المزروعات بالشروق    «أتوبيسات لنقل الركاب».. إيقاف حركة القطارات ببعض محطات مطروح بشكل مؤقت (تفاصيل)    برج «الحوت» تتضاعف حظوظه.. بشارات ل 5 أبراج فلكية اليوم السبت 4 مايو 2024    إيرادات فيلم السرب على مدار 3 أيام عرض بالسينما 6 ملايين جنيه ( صور)    الصحة توجه نصائح هامة لحماية المواطنين من الممارسات الغذائية الضارة    بايدن يتلقى رسالة من 86 نائبا أمريكيا بشأن غزة.. ماذا جاء فيها؟    محمود بسيوني حكما لمباراة الأهلي والجونة في الدوري    تشكيل أرسنال المتوقع أمام بورنموث| تروسارد يقود الهجوم    المطرب هيثم نبيل يكشف كواليس فيلم عيسى    هبة عبدالحفيظ تكتب: واقعة الدكتور حسام موافي.. هل "الجنيه غلب الكارنيه"؟    دينا عمرو: فوز الأهلي بكأس السلة دافع قوي للتتويج بدوري السوبر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإسماعيلية التلوث والردم والشاليهات تقضي علي البحيرات "التمساح" أفسدها الصرف الصناعي.. "المرة" تباع بالقيراط
نشر في المساء يوم 14 - 05 - 2011

هل بقي شيء من الاسماعيلية القديمة علي حاله؟.. للأسف لا.. فالمحافظة التي اشتهرت ببحيراتها الجميلة الرائعة لم تعد كذلك بسبب السباق الجنوني علي تلويث تلك البحيرات عمداً ومع سبق الاصرار والترصد أو ردمها وبيع الأرض المردومة بالفدان والقيراط والمتر لمواجهة العجز الفادح في الأراضي.. حيث الاسماعيلية بلا ظهير ومساحة أرضها محدودة جدا.
والحاصل أن عملية الصراع علي مياه البحيرات المرة والتمساح وغيرهما بدأت منذ فترة طويلة. ربما وأثناء فترة المحافظ الأسبق عبدالمنعم عمارة الذي وزع قطع أراض بلا حساب علي كبار رجال الدولة في بداية عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك ومنهم صفوت الشريف وغيره من الوزراء وذلك لإنشاء شاليهات فيما عرف بلسان الوزراء.
هدأت وتيرة اغتنام الأراضي لفترة بعد عبدالمنعم عمارة ومن جاء بعده من المحافظين. لكن في الآونة الأخيرة زاد سعار ردم مناطق شاسعة من البحيرات المرة خصوصا والاستيلاء عليها.
البحيرات يقع عليها مركز فايد. وتمتد من حدود السويس بمنطقة كوبري السيل حتي الدفرسوار وكانت مياه مالحة هادئة يقضي أهالي مدينة فايد وتوابعها سرابيوم وأبوسلطان وفنارة أيامهم ولياليهم عليها وكانت مصدراً للأسماك بأنواعها.
الآن صارت البحيرات المرة أشبه بالهيكل العظمي بسبب النهش المتواصل لجسدها قطعة قطعة وفي وضح النهار.. كل من يمتلك أرضاً زراعية غرب شارع القناة خلف مصرف الملاريا يستولي علي المساحة التي تقع أمامه.. بل يقوم بردم مياه البحيرات بالدبش والحجارة والرمال ويتوغل عشرات الأمتار إلي الداخل.
هؤلاء بمساعدة بلطجية أقاموا عششاً ومباني. ووضعوا عليها لافتات تفيد ملكيتهم لها! وبعض اللافتات تحمل أسماء مسئولين صغار ومتوسطين وكبار المهم ان لا أحد يتدخل لوقفهم سواء من مسئولي المحافظة أو هيئة قناة السويس صاحبة الولاية علي البحيرات. حتي تحولت المياه فجأة إلي أراض فضاء!
هذه الظاهرة مستمرة منذ فترة: ردم أجزاء من البحيرات. بيعها بأبخس الأثمان ربما 300 جنيه للنصف فدان لمن يريد من القاهريين إنشاء فيلا أو شاليه بل ان البعض قام بانشاء قري سياحية علي المياه التي تم ردمها وذات بلاجات خاصة أيضا.
ظاهرة الردم امتداد لما بدأه عبدالمنعم عمارة بانشاء لسان الوزراء في أبوسلطان لكن الاستيلاء علي المياه أو الأرض كان بمثابة نقمة علي أهالي مركز فايد من جميع الجوانب فطريق القناة الذي كان يربط حركة المواصلات من الاسماعيلية إلي السويس ماراً بفايد أغلق تماماً لدواعِ أمنية من الدفرسوار حتي منطقة كبريت بالسويس والمرشدون بهيئة قناة السويس الذين كانوا يستخدمونه غيروا مسار طريقهم من علي الطريق الصحراوي وتم حجب منطقة البحيرات بامتداد الساحل عن الأهالي وأصبحت المياه ملكاً لمن قام بانشاء فيلا أو قري سياحية أو شاطيء وبدلا من إنشاء كورنيش علي امتداد طريق القناة علي البحيرات المرة ليظل المكان مفتوحا أمام الجميع تم غلقه تماما وأصبح متنفسا فقط لأصحاب الفيلات والقري السياحية والشواطيء وتم هدم السور الموجود علي امتداد القناة والذي كلف هيئة قناة السويس الكثير وهو سور كان يفصل بين البحيرات المرة وطريق القناة بشكل جميل بسلالم ينزل من عليها الأهالي للسباحة داخل البحيرات التي لم تعد صالحة لذلك بسبب تلوث البيئة من جراء قيام أصحاب الفلل والقري السياحية والشواطيء بصرف الصرف الصحي داخل البحيرات المرة علاوة علي مصرف الملاريا الذي يلقي بمياهه الملوثة داخل البحيرات مما أدي إلي تلوث شامل.
ورغم أن الاسماعيلية تتوسط مدن قناة السويس ويقع فيها المبني الرئيسي لإدارة القناة إلا أنها محافظة "فقيرة" وكما يطلقون عليها "بلد موظفين" ولا تستفيد هي الأخري من ايرادات قناة السويس وتحصد أكبر نسبة تلوث في بحيرة التمساح.. ويؤدي هذا التلوث إلي تدمير الثروة السمكية.. كما أنه يغتال السياحة تلك الصناعة الوحيدة التي تميز الاسماعيلية لانتشار العديد من شواطئها المطلة علي قناة السويس.. ولكن للأسف تسيطر قناة السويس ايضا علي تلك المساحات الشاسعة من الشواطئ وتخصصها لأبناء العاملين بالهيئة وتحرم ابناء الاسماعيلية الغلابة من دخولها إلا إذا سددوا رسوما تبدأ بعشرة جنيهات للفرد الواحد.
كما أن الاسماعيلية تشتهر بالعديد من البحيرات التي تدر عليها كميات وفيرة من الاسماك ويطلقون عليه "سمك الكنال" إلا أنه اختفي هو الآخر واصبح الاسماعيلاوية يأكلون "سمك المزارع".
يدخل مشروع تطهير بحيرة التمساح غرفة الانعاش لحين إشعار آخر.
* يقول الدكتور صلاح سعيد- مدير جهاز شئون البيئة بمحافظة الاسماعيلية: هناك دراسة جاهزة للتنفيذ بشأن تطهير بحيرة التمساح بشكل مستمر علي أن تتولي هيئة قناة السويس تكريك البحيرات الواقعة بنطاق محافظة الاسماعيلية بجانب أعمال الصيانة الدائمة والحفاظ علي الوضع البيئي لهذه البحيرات والقضاء علي التلوث وغلق جميع المصادر التي تؤدي إلي تلوث مياه البحيرات المرة والتمساح خاصة بمناطق الشواطئ.
أضاف: الفترة الماضية شهدت هروب المصطافين من شواطئ الاسماعيلية وفايد بسبب تلوث المياه بجانب الترسبات والتراكمات بقاع القناة الناتجة عن حوادث السفن التي تلوث القناة بالبترول.. وبالتالي تؤثر بشكل كبير علي الإنتاج السمكي. ويؤثر ايضا بدوره علي انتاج الصيادين ويتسبب في تردي حالتهم الاقتصادية.
اختفت انواع مميزة من الأسماك منها: السهلية.. والهليلي.. في أوقات كبيرة.. بجانب شعور الصيادين بالاضطهاد من جراء قرارات منعهم من الصيد بقناة السويس نظرا لعبور العديد من السفن الحربية للقناة.
التقارير تشير إلي وجود حوالي 22 مزرعة سمكية مطلة علي البحيرات المرة بمساحة 1162 فدانا وجميعها مملوكة لمستثمرين مصريين تأثرت كثيرا بهذا التلوث وفي بعض الأحيان وصلت بقعة التلوث الزيتي إلي داخل أحواض وحضانات التربية بالمزارع السمكية وقتلت جميع ما بها من اسماك.
الخبراء يضعون الحلول العاجلة لتطهير البحيرات ويؤكدون أن البداية بغلق جميع مصادر التلوث.. عن طريق الانتهاء من مشروعات الصرف الصحي بالمناطق المحيطة ببحيرة التمساح والتي تصب مخلفاتها بها.
يقول مدير جهاز البيئة بالمحافظة: إن مصرف المحسمة هو المصدر الرئيسي لتلوث مياه بحيرة التمساح. وكذلك الصيادون حيث يضخ حوالي مليون متر مكعب من المياه المحملة بالملوثات في البحيرة.. بالإضافة إلي مصارف الصرف الزراعي التي تحتوي علي نترات ومبيدات زراعية ومركبات سامة وعناصر ثقيلة.. وهناك ايضا صرف غير صالح ناتج من الوصلات المخالفة بالمناطق التي لا ترتبط بشبكات الصرف الصحي. ويقوم الأهالي بتفريغها مباشرة علي المصارف الفرعية الموصلة لمصرف المحسمة.. بالإضافة إلي مياه مصرف أبوجاموس الذي يتصل مباشرة ببحيرة الصيادين.
هناك ايضا مخلفات الصرف المختلط وهو مياه محملة بالصرف الصحي غير المعالج واردة للاسماعيلية من مصرف الوادي بمحافظة الشرقية والذي يصب بدوره ايضا في مصرف المحسمة.
لكن لماذا لم يتم البدء فورا في تطهير بحيرة التمساح السر في هيئة هناة السويس فهناك قرار وزاري يقضي بتكليف هيئة قناة السويس بتحمل تكاليف التطهير بمعداتها الخاصة.. لأنها تتحمل جزءاً كبيراً من اسباب التلوث كما ان محافظة الاسماعيلية لاتستفيد من قناة السويس بأي شيء. والحكاية كلها تحتاج 150 مليون جنيه للتطهير وهناك ايضا خطة واضحة بأن يتم التنسيق مع جهات عديدة لتحديد مكان نقل المخلفات خارج البحيرات المرة ليأتي الوقت وتتخلص بحيرة التمساح من أوجاع التلوث.
عصام الدين عطية- مدير عام السياحة بمحافظة الاسماعيلية يؤكد أن السياحة بالمحافظة "تلقت ضربة" بفعل فاعل والفاعل الأساسي هو تلوث بحيرة التمساح. وللأسف نحن في الاسماعيلية نملك كل المقومات.. ولا نجد موقعنا المناسب علي الخريطة السياحية ولنا الحق في أن نصف مدينتنا بأنها سياحية وذلك لعدة عوامل طبيعية منها المسطحات الخضراء والمائية ووجود شبكة طرق وكباري تربط بين بورسعيد والاسماعيلية والسويس والعريش بجانب العديد من الخدمات التي تقدمها المحافظة لروادها ولكن هرب المصطافون من الاسماعيلية بسبب تلوث مياه بحيرة التمساح.
هناك عشرات الشواطئ المطلة علي بحيرة التمساح ولكن تسيطر عليها هيئة قناة السويس وتغلقها بالضبة والمفتاح أمام غير ابناء العاملين بهيئة قناة السويس.. وفرضت رسوما تبدأ من 10 جنيهات للفرد بجانب ايجار الكراسي والشماسي فماذا يفعل المواطن الاسماعيلاوي صاحب الأسرة المكونة من خمسة افراد؟ انه يحتاج إلي حوالي 75 جنيها رسوم دخول وإيجار كراسي في اليوم الواحد.
هناك ثلاثة شواطئ تابعة للمحافظة وهي الملاحة والفيروز والتعاون ويتم فرض رسوم دخولها ايضا في اطار ما يسمي تنمية مواردها ولذلك لجأت المحافظة إلي اقامة شاليهات داخل الشواطئ الثلاثة للبحث عن مصادر مالية دائمة لاستخدامها في أعمال الصيانة الدورية والتطوير الشامل للشواطئ كل عام ولصرف مكافآت وحوافز العاملين بها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.