لا شك أنه لا يوجد بيت يخلو من الخناقات الزوجية.. حق كل زوجة ان تغضب ومن حقها ان تعبر عن غضبها وفي نفس الوقت من حق الزوج ان يختلف مع زوجته وان يعبر عن سخطه. * خبراء العلاقات الزوجية وعلماء النفس والاجتماع ينصحون كل زوجين بأن الخناقات الزوجية لها أصول ولها قواعد وانه لابد من الالتزام بهذه القواعد والأصول حتي لا تنهار الأسرة كلها ويدفع الأولاد الثمن في النهاية. تقول الدكتورة سامية خضر- استاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس: علي الزوجة الذكية ألا تتصيد كل صغيرة وكبيرة لتثور عليها بل يطلب منها ان تعطي لزوجها حيزاً معقولاً من الأخطاء البسيطة واذا صممت علي الثورة فعليها ان تثور عند الأمور الكبيرة والأخطاء الضخمة لتكون منطقية في ثورتها كما يجب علي الزوجة ان تتجنب الهجوم الشخصي بل عليها ان تعرض سبب ضيقها بطريقة عاقلة حتي يشعر بالندم داخله ويحاول تفادي ما يزعجها في المرات القادمة..أكدت علي ضرورة ألا تلجأ الزوجة الي الخناقات أمام الأبناء لأن ذلك يكون له أضرار سلبية عليهم ويزيد في اشعال البيت كله. أشارت د. سامية الي أنه علي الزوجة ان تعلم ان الخناقات ظاهرة صحية في الحياة الزوجية من أجل مزيد من التقرب والتفاهم والحب بين الزوجين مؤكدة علي ضرورة ألا تلجأ الزوجة الي أسرتها أو قاربها أو صديقاتها لحل المشكلة الزوجية لأن ذلك سيؤدي الي اشعال الخلافات أكثر وأكثر وقد تؤدي الي عواقب وخيمة. ويري الدكتور أمجد العجرودي- استشاري الطب النفسي: انه يجب علي الزوجة ملاحظة لغة جسدها أثناء الخناقة مثل التلويح باليدين أو جحوظ العينين أو تحريك الرأس بصورة متشنجة فهذه الحركات الغريبة قد تؤذي الطرف الآخر أكثر من الكلمات الجارحة التي قد تصدر منه أثناء النقاش الساخن. أوضح ان الدراسات الحديثة أكدت ان الخناقات تعتبر من أهم المؤشرات التي تنبيء بإمكانية بقاء الزوجين معاً أو احتمال انفصالهما فالزوجان اللذان يحافظان علي مساحة من الود بينهما أثناء الخناقة الزوجية مع بعض المرح والسخرية فلا خوف عليهما من الفشل أما الزوجان اللذان يصلان بالخناقة الي طريق مسدود بتعنتهم وعنادهم ومكابرتهم فعلاقتهما مهددة بالفشل القريب..أوضح د. العجرودي انه علي الزوجة الذكية ان تحافظ أثناء الخناقة علي مساحة من الاحترام حتي لو لم يوفرها الطرف الآخر نتيجة لعصبيته وتوتره لأن المصيبة تبدأ عندما يفقد الزوجان الاثنان أعصابهما معاً ويتصرفان بحدة وحماقة وتهور..يري أنه لكي لا تتفاقم المشاكل الزوجية يجب البعد عن سوء الظن والبعد تماماً عن المعايرة والإهانة لكل طرف من الآخر مؤكداً علي أنه لابد من توافر ثقافة الاعتذار حتي لا تخرج الخناقة الزوجية عن المألوف. دليل علي الحب أما الدكتورة سهير سند- أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية: أنه غالباً ما تكون الخلافات والخناقات دليلاً حيوياً علي حميمية العلاقة الزوجية وهذا علي النقيض مما يعتقده ويروج له الكثيرون ممن يؤكدون ان السعادة الزوجية لا تتحقق في وجود خلافات بين الزوجين ويصورون أي خلاف علي أنه فشل في العلاقة الزوجية. أضافت انه لا يجب ألا يسمح الزوجان لطرف ثالث بالتدخل في النقاشات التي تدور بينهما الا اذا وصل الأمر الي طريق مسدود يتطلب تدخل أحد الأشخاص المقربين والموثوق في نياته لتقريب وجهات النظر بين الزوجين المختلفين. يتفق معها في الرأي الدكتور أحمد جمال ماضي أبوالعزايم مستشار الطب النفسي والرئيس السابق للاتحاد العالمي للصحة النفسية سابقاً مؤكداً: ان ادارة الزوج والزوجة لحالة الشجار التي تنشب بينهما من وقت لآخر لها أصولها وقوانينها التي يجب ان تراعي جيداً وانه لا توجد علاقة زوجية تخلو من حالات الشجار بل ان الاختلاف يعد ظاهرة صحية خاصة في العلاقة الزوجية لأنه يعطي الفرصة لكل من الزوج أو الزوجة بأن يفهم أحدهم الآخر وان يعبر أحدهما عن أسباب غضبه واعتراضه حتي يتوقف الآخر عن الاستمرار في بعض التصرفات التي تغضبه وتسيء إليه. أشار ان أسلوب التعبير عن الغضب عند الرجل بسبب اختلاف طبيعة كل منهما وبالتالي يجب علي الزوج والزوجة فهم ذلك حتي لا تتعمق خلافاتهما ويصعب حلها فالزوجة لديها قدرة أكبر علي التغيير اللغوي من حيث الدقة في اختيار الكلمات وفي شرح وجهة نظرها بالإضافة الي تفضيلها التوصل الي حلول واضحة ومحددة فضلاً عن انها لا تغفر بسهولة تجاهل مشاعرها وأحاسيسها من قبل الزوج.. أما الزوج فبطبيعته لا حب الكلام كثيراً ولا يجيد التعبير عن نفسه بالكلمات حتي انه قد يستخدم ألفاظاً غير دقيقة ومبالغاً فيها تتسبب أحياناً في شعور الزوجة بالاهانة. تقول الدكورة نجلاء فهمي- مدير جمعية الترابط الاجتماعي ان الخلافات الزوجية قد تكون أمراً صحياً أو شر لابد منه- وان الأسلوب الزمثل لوضع حد لهذه المنازعات هو ضبط النفس والتفكير في المشكلة وفي كل كلمة قبل التفوه بها والالتزام بالهدوء أثناء المناقشة مع الطرف الآخر والاستماع لرأيه..أكدت علي ضرورة الحوار بين الزوجين ووضع أسس صحيحة لعلاج أي سوء فهم قد يطرأ علي الحياة الزوجية حتي لا تتراكم المشاعر السلبية بينهما. تقول نبيله عبده- مسئولة ادارة الجمعيات الأهلية بالمجلس القومي للسكان: ان الأطفال هم الذين يدفعون ثمن الخناقات الزوجية حيث يصابون بالاحباط والخوف وعدم الاستقرار مما يؤثر علي مستواهم التعليمي. أضافت انه علي الزوجة بصفة خاصة ان تحكم عقلها وتفكر في أطفالها قبل افتعالها أي مشكلة مع زوجها مشيرة ان الزوج غالباً ما يتسبب في هذه الخناقات بسبب الظروف الاقتصادية. مع السيدات التقينا عدداً من السيدات فكان لهن رأي في هذه القضية.. تقول سامية محمود- ربة بيت: ان الخناقات الزوجية الان أصبحت أكثر اشتعالاً بسبب الأزمات الاقتصادية فأنا زوجي عامل بسيط حيث يعمل باليومية ولدي 4 أولاد في مراحل التعليم المختلفة وأكبرهم في الصف السادس الابتدائي وأنا عاملة في احدي الجمعيات الأهلية للانفاق علي المنزل والأولاد. تضيف صفية عبدالرحمن- محاسبة: أنا متزوجة حديثاً منذ عام.. وفي انتظار ابني الأول وزوجي يعمل محاسباً بإحدي شركات القطاع الخاص.. ولكن دائم الشجار بسبب وبدون سبب بالرغم من أنه أثناء فترة الخطوبة كان الأمر مختلفاً حيث كان وديعاً يتسم بالهدوء وهذه الخناقات بسبب عدم الاستقرار في العمل مع رؤسائه التي تتمثل في عدم صرف المرتب بانتظام نتيجة الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد الان. تضيف مني عبدالعزيز- ربة منزل: انها لا تثق في زوجها الان بعد مرور 6 سنوات علي الزواج.. وانجاب 3 أولاد وأصبح لا يداوم علي منزل الزوجية بحجة أنه يسافر من أجل العمل فهو تاجر متجول للملابس.. وعندما يأتي للمنزل يختلق المشاكل ويأججها بشكل كبير.