تبخرت وعود المسئولين في الإسكندرية بالقضاء علي عشوائية الباعة الجائلين بالأسواق الشعبية وتنظيم تواجدهم لاعادة الجمال المفقود لعروس البحر.. والمثال سوق شارع اللاجيتيه بالإبراهيمية وسوق الساعة حيث السيطرة للبلطجية يؤجرون نهر الطريق للباعة الجائلين الذين تبين ان الكثير منهم يحملون "مؤهلات عليا" هربا من البطالة بينما المسئولون يكتفون باطلاق التصريحات الوردية أمام الكاميرات. رصدت "المساء" شكوي المارة والأهالي ومعاناة الباعة.. وسألوا عن مبادرة المحافظ التي أعلنها لتنظيم الأسواق وطالبوا بتنفيذها. يقول محمد توفيق "صاحب فرش ملابس محجبات" إن المسئولين خاصموا شارع اللاجيتيه منذ سنوات وان معظم الباعة من حملة المؤهلات العلمية ولكنهم لجأوا للعمل ب"فرش" البضائع علي الرصيف بعدما خاب أملهم في البحث عن وظيفة تحقق لهم الاستقرار. يضيف انه خريج كلية الحقوق لكنه لم يجد عملا بمؤهله وطالب المحافظة بتقنين أوضاعهم بطريقة تضمن البقاء دون تأثير علي حركة مرور السيارات. ويقول محمد إبراهيم "صاحب فرش ملابس حريمي" انه خريج معهد ولكنه لم يجد سوي مهنته سبيلا لاستكمال الحياة. ويضيف ان جميع الباعة مستعدون لسداد ايجارات شهرية للمحافظة مقابل تنظيم وقوفهم في الشارع بصورة شرعية ترحمهم من بطش البلطجية ومطاردة شرطة المرافق التي تصادر بضائعهم. أما محمود خلاف "صاحب فرش ملابس حريمي بسوق الساعة" فيري ان الباعة الجائلين مشكلة مزمنة ازدادت في ظل الانفلات الأمني.. يقول انهم يواجهون تحديات صعبة من أجل الحصول علي لقمة العيش سواء من البلطجية الذين يفرضون عليهم الإتاوات نظير وقفتهم بالشارع أو هربا من شرطة المرافق التي تلاحقهم بين الحين والآخر. ويضيف يسري عطوان "بائع متجول بسوق الساعة" أن البائع يدفع يوميا لصاحب المحل الذي يقف أمامه ثم يقوم بدفع الإتاوات للبلطجية التي توجد بالمنطقة نظير السماح لهم بالوقوف وبالرغم من ذلك لم نسلم من مطاردة شرطة المرافق لنا بسبب تعطيل الحركة المرورية بالشارع لاستحواذ الفرشة علي أكثر من نصف الشارع الرئيسي مما يتسبب في غلقه تماما طوال ساعات اليوم. طالب اللواء محمود مصطفي رئيس حي وسط الإسكندرية الباعة الجائلين بشارع اللاجيتيه. باختيار وفد منهم للتحدث باسمهم والتوجه لمقر الحي لمناقشة مشاكلهم والعمل علي حلها.