مشكلتي ببساطة تتلخص في أنني سيدة عمري 34 سنة متزوجة منذ 10 سنوات ورزقني الله بولد وبنت هما كل حياتي ولكن أعاني من عدم سعادة غير طبيعي بسبب عدم رضائي عن حياتي الزوجية وعدم القدرة علي التكيف مع ظروفي. ببساطة زوجي الابن الوحيد لوالديه فتربي علي الأنانية وعدم التفكير غير في اسعاد نفسه وعدم القدرة علي الاهتمام بالغير سواء أسرته الصغيرة أو حتي أبوه وأمه.. لا أنكر أنه شخص طيب. ولكن عيوبه طغت علي هذه الطيبة أصبحت لا أشعر بأي راحة في بيتي وأنا بطبيعتي شخصية مرحة أصبحت اضحك وألهو خارج المنزل فقط وبيتي بالنسبة لي أصبح كالسجن أشعر بالضيق بمجرد اقتراب عودتي إليه.. كل هذا وهو لا يشعر بأي تقصير من ناحيته ويري أنه لم يقصر لا في مشاعر ولا اهتمام. انظر حولي فأصاب بالضيق واتساءل لماذا أنا أعيش في مثل هذه الظروف ووصلت لمرحلة أنني عندما أري ولد وبنت يمشيان برومانسية اتمني أن أكون مكانهما.. فأنا أعاني من نقص شديد في حياتي وتكلمت كثيراً مع زوجي فيكون رده البارد الخالي من أي مشاعر: "أنت مش عارفة أني بحبك ولا ايه!!". هل لابد لأنني أم لطفلين أن أعيش هذه الحياة التعيسة لمجرد أنني اساءت الاختيار.. لدي أم ترفض تماماً ولو النطق بكلمة طلاق لأنه لو حدث سأكون الأولي في عائلتنا والأخيرة.. تفكير متخلف قاتل أصبحت أعاني من حالة اكتئاب وفكرت في زيارة طبيب نفساني وطلبت ذلك من زوجي وكالعادة لا يوجد أي اهتمام منه. تحولت لإنسانية عصبية جداً وغريبة الطباع ودائمة الصوت العالي هل من العقل أن استمر في هذه الحياة برغم العواقب النفسية والجسدية لمجرد عدم حصولي علي لقب مطلقة ولمجرد أن اطفالي يتربون بين أبيهم وأمهم.. بالله عليك أيهما أفضل لهم الحياة وسط الصوت العالي والخناقات والمشاكل أم يعيشون في استقرار مع أم تعشقهم ويحتفظوا بعلاقة جيدة مع والدهم وسط بيئة هادئة؟ لا أعرف إن كان تفكيري صحيحاً أم لا ولكن نفسي اتخلص من حياتي بعد شعوري بالاختناق وكلما انظر إلي زوجي أري إنساناً قبيح الشكل والطباع.. لا يهتم إلا بنفسه وهو مدخن ولا يقوم بغسل أسنانه فأصبحت لا أطيق الاقتراب منه.. اعلم أنك والقراء قد يقولون أن الموضوع هايف ولا يستحق لكن للأسف هذه هي مشكلتي التي تدمر حياتي.. وتأكد أنك أمام زوجة علي حافة الانهيار.. ساعدني. ر . أ قرأت رسالتك أكثر من مرة لمحاولة اكتشاف أسباب الأزمة وبدون أن تغضبي لم أجد شيئاً.. لا أقول هذا الكلام لأصبركي أو لتهدئة النفوس أو استهانة بمشاعرك وحزنك وإنما هي الحقيقة كما رأيتها. هل معني كلامي أنه لا توجد مشكلة بالطبع فأنا اتفهم ما تعانيه جيداً ولكن ما أقصده أنه ليس هناك أمر جلل يستحق كل هذا الصخب منك.. هي حياة روتينية مثل كثير من الأزواج يتجاهلون اللمسات الحانية وتبادل مشاعر لطيفة.. قد يكون زوجك أنانياً كما تصفينه لكن أليس تصرفاتك وضحكك خارج المنزل ثم العودة بالوجه العصبي الكئيب فيه من الأنانية ما فيه ويا تري لو تبادلنا الأدوار وكان زوجك هو كاتب هذه الرسالة فهل فكرتي ماذا سيقول عنك وكيف سيعدد من سلبياتك.. لاحظي أنك وجهتي له سباباً فماذا سيقول هو.. أري أنك تصعبين المشكلة وتفعلين الشيء نفسه أكثر من مرة وتنتظرين نتائج مختلفة وهذا ليس من الكياسة في شيء إن كان هناك سبب أو عدة أسباب تجعل فكرة الطلاق تسيطر عليك فهناك المئات من الأسباب التي تجعل من الطلاق خسارة لكل الأطراف لا لن يستقر الأولاد بعيداً عن أبيهم ولو حدث فماذا تفعلين في المستقبل عندما يكبر الطفل وكيف تسيطرين بمفردك علي شاب وماذا لو تزوج زوجك.. من أخري وانجب وانشغل عنكم.. ومن سيتقدم للزواج من ابنتك وهو يري والديهما منفصلان أشياء قد تريها بعيدة ولكنها أقرب من لمح البصر!! لست قاسياً لأطالبك بالبقاء مستسلمة نتدفعين ثمن ما تتصورينه خطأ اختيار الزوج لكن اطالبك بمحاولة اصلاح ماأفسدته الأيام بينكما.. أريدك أن تبدأي معه من جديد استغلي طيبته بشكل جيد كوني أكثر مرونة معه تمتلكين قلبه.. ابتعدي عن همزات الشياطين التي تعدد لك كل عيوب زوجك بتضخيم أكبر مما تتخيلي هو زوجك وأبو أولادك وكما أنه له عيوب فله مميزات وأنت بالمثل ونجاحنا أن نسعي لاكتشاف كل المميزات وتجاهل معظم العيوب أو تجاهلها لنواصل مشوار الحياة فليس فينا إنساناً كاملاً وكل حياة تتصورينها ستكون جميلة ووردية ستجدي فيها صعوبات وأزمات أكبر آلاف المرات مما أنت فيه الآن.. عودي إلي أسرتك بروح جديدة.. اقتربي من الله عز وجل أكثر وأكثر وتجملي بالصبر.. وضعي الخطة التي ترين أنها مناسبة لتستعيدي حيوية بينك وتكوني مع زوجك سبباً لسعادة الأطفال واستقرارهم وعودة الهدوء النفسي إلي كل الأطراف.. وعفواً أن كان ردي لم يأت علي عكس ما كنت تتمني ولكن اتفق مع ست الحبايب في رفضها فكرة الطلاق واتمني لك ولأسرتك المزيد من الاستقرار والله معك.