التوتر وأحداث العنف التي عاشتها الجامعات في الفترة الماضية استدعت عودة الحرس الجامعي ولكن في ثوب جديد من خلال ادارة التدخل السريع للأمن بالاتفاق بين المجلس الأعلي للجامعات ووزارة الداخلية لحماية منشآت الجامعات ونزع فتيل التوتر. أساتذة وعمداء الكليات أكدوا ان الادارة الجديدة تمثل فرصة جيدة لعودة الدراسة بعيداً عن الأحداث الدامية بشرط ان يتم تطبيق القانون بحزم علي كل من يرتكب حالات شغب ويؤثرعلي انتظام العملية التعليمية. قالوا ان الاستعانة بالأمن التابع للداخلية يمثل ضرورة لعودة الاستقرار ولو كرة الكارهون فالتجربة أثبتت أن الداخلية الأقدر علي تحقيق الحماية لكل أطراف المنظومة التعليمية. أوضحوا ان هذه الادارة ستقوم باعداد دورات للأمن الداخلي بالجامعات وهو ما يمثل فرصة جيدة لاعدادهم مهنياً وتقنياً بحيث يقومون بدور أكبر مستقبلاً. * د. حامد أبوطالب- عميد كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر سابقاً قال ان اقامة ادارة الأمن علي النحو الذي قيل من إنه ادارة خارج الجامعة وتستدعي عند اللزوم هو اقرار بالحقيقة في حياء ذلك ان الحقيقة التي أقر بها الجميع تتمثل في الحاجة الماسة إلي عودة الحرس الجامعي بلا مواربة أو خوف فالرجوع الي الحق خير من التمادي في الباطل. أضاف ان جميع أعضاء هيئة التدريس بالجامعات علي اختلاف انتماءهم أصبحوا يقرون بالحاجة الشديدة للحرس الجامعي بعد الهوان والمشقة التي عاشها الاساتذة والعمداء في الفصل الأول من هذا العام ولم تستقر الاحوال وتتم امتحانات نصف العام الا بعد تواجد قوات الأمن ومن هنا نقولها بصراحة ووضوح وبصوت عالي: لابد من عودة الحرس. استطرد قائلاً: ولكن هذا باسلوب جديد يناسب ثورة الشباب القائمة الآن بمعني ان يكون وجوده لاستتباب الأمن فقط والوقوف في وجه المشاغبين ومثيري المشاكل من الطلاب أو غيرهم فلاشك ان الكثير من غير الطلاب استباح ساحات الجامعات ودخلها وعاث فيها فساداً ولم يستطع أحد من الاساتذة والمسئولين ان يتصدوا لهؤلاء المشاغبين تحت ستار عدم وجود الأمن أو الشرطة مما ترتب عليه الخسارة الكبيرة ليس فقط في المباني ولكن في الأخلاق والسلوك ووجود هوة سحيقة بين الطلاب والاساتذة تمثلت في تجرؤ الطلاب علي اساتذتهم. مهام وواجبات * د. حسين خالد وزير التعليم العالي سابقاً قال: لابد ان نعترف ان كل جهة من جهات الدولة لها مهام وتخصصات وواجبات لابد ان تؤديها بكفاءة والكل يعلم ان الداخلية هي المنوط بها حماية كل مؤسسات الدولة سواء كانت جامعات أو صحفاً أو بنوكاً أو شركات. أضاف ان الجامعات الحكومية بها أصول تقدر بمليارات الجنيهات ما بين قاعات محاضرات ومعامل ومكتبات تضم كتباً نادرة وأبحاثاً متخصصة وكل هذه الأموال تحمل تكفلتها الشعب لتقدم الدولة التعليم الجامعي بالمجان وهذا من النادر ان نجده في معظم دول العالم وبالتالي حماية المؤسسات لابد ان تتولاه فقط وزارة الدااخلية لان لديها الخبرة والقدرة علي فرض الأمن. أوضح أننا يجب علينا ان ننحي جانباً ارضاء فصيل أو توجه معين أو الخوف من الهجوم علي الجامعات بحجة ان السماح بدخول الحرس الجامعي يهدد استقلال الجامعة لاننا كلنا نعرف أهمية وجود الحرس مع التفرقة بينه وبين تدخل أمن الدولة. قال: من الخطأ المناداة بشركات أمن أو أمن داخلي لان أداءهم المهني والتقني لن يكون بنفس مستوي رجل الشرطة وعلينا ان ننظر للأمور بعقل ووعي وحكمة وان نضع حداً لكل أعمال التخريب والدمار واهدار ملايين الجنيهات والعودة الي الصواب شيء مطلوب والقرار صائب وسليم وجاء في التوقيت المناسب. ملك الشعب * د. عدلي السيد رضا- الاستاذ بكلية الاعلام ومستشار وزير التعليم العالي قال: لا يخفي علي أحد ما تعرضت له معظم الجامعات خلال النصف الأول من العام الدراسي من تعطيل العملية التعليمية واعاقة أداء الجميع سواء كانوا اداريين أو أساتذة أو طلاباً مما انعكس سلبياً علي العملية التعليمية ككل. أضاف ان المنشآت الجامعية ليست ملك الحكومة لكنها ملك الشعب وأفراده ومن حقه الحفاظ عليها بكل السبل ومنها وجود شرطة متخصصة لحمايتها مثلما يحدث في باقي القطاعات والمؤسسات. اعترض علي وصف هذه الخطوة بأنها عودة للحرس الجامعي بصورته التقليدية مؤكداً ان الهدف هو تحقيق انضباط وانتظام العملية التعليمية وحماية ثروة الشعب من المباني والادوات التي بها نستطيع النهوض الي الأمام فالعلم وحده هو السبيل لذلك. أوضح ان البروتوكول الذي تم توقيعه سيجعل من قوات الأمن موجودة خارج الأسوار ولن تدخل الا بطلب رسمي من رئيس الجامعة وفي حالة وقوع حالات شغب أو عنف تشكل خطورة علي حياة الطلاب أو العاملين في الكليات المختلفة وهذا في رأيي الحل الأمثل لضمان اكتمال عام دراسي جامعي فقد الكثير من نصفه الأول في اضطرابات وأحداث دامية لم تشهدها الجامعات المصرية من قبل ولم يكن متوقعاً من طلاب جاءوا لتلقي العلم. * د. محمد الزيدية- عميد علوم المنوفية سابقاً قال ان فكرة ادارة التدخل السريع تمثل احياء للحرس الجامعي في ثوب جديد لان القانون 49 الخاص بتنظيم شئون الجامعات والذي علي أساسه تم انشاء الحرس الجامعي كان ينص علي ان مهمة الأمن هي حراسة الحرم الجامعي والمنشآت من أي مخاطر ولا يتدخل في أي نشاط طلابي في الداخل الا بعد طلب من رئيس الجامعة الذي سيكون بدوره قد حصل علي موافقة مجلس الجامعة. أضاف ان الادارة الجديدة ستقوم بنفس الدور وهي في نفس الوقت بمثابة رسالة مفادها ان الدولة لن تتواني عن توفير الحماية اللازمة للجامعات وحماية الوطن والمنشآت وان حجم تحرك هذه القوات لتقديم المساعدة للأمن الداخلي في الجامعات يتوقف علي حجم التوتر الحادث علي الأرض وليس بالتواجد الدائم داخل الحرم الجامعي. أوضح ان هناك ايجابية كبيرة لهذا الكيان الجديد تتمثل في أن من ضمن مهامه اكمال النقص الموجود داخل منظومة الأمن الداخلي من خلال تدريبهم وتنميتهم معنوياص وأمنياً من خلال الدورات والتدريبات المكثفة حتي يستطيع ان يدفع الشر الذي قد يحيق بهذه المؤسسات التعليمية وان كنت أفضل من البداية ان يكون الالتحاق بالأمن الداخلي للجامعات مقصوراً علي من لديه خبرة سابقة في هذا المجال مثل تأدية الخدمة العسكرية ولديه المؤهلات الجسمانية اللازمة. لذلك أكد ان الوضع الملتهب ليس وضعاً عاماً في كل الجامعات بل هو موجود في أماكن محددة وصفها بأنها بؤر صغيرة وأنه بمرور الوقت سوف تزول وستتحول هذه العناصر من مصدر للشر والهدم الي مصدر لبناء الوطن بعد ان تتضح لهم الصورة المغلوطة التي تم تبنيها من جانبهم. * د. وائل الدجوي- عميد هندسة القاهرة سابقاً ومساعد رئيس جامعة القاهرة للشئون الهندسية قال: لا أحد فوق القانون واحترامه واجب وبالتالي فان ما حدث في الفترة الماضية يستوجب الآن تطبيق القانون حتي تنتهي حالة العنف غير المسبوقة التي انتهجها بعض الطلاب داخل الحرم الجامعي الذي يجب الا تقل قدسيته عن حرم أماكن العبادة. أضاف: أوافق شكلاً وموضوعاً علي انشاء هذه الادارة طالما تنفذ القوانين وتلتزم بالاطر التي تنظم عملها مع تطبيق القانون فأي طالب اذا طبق عليه القانون وتم فصله من الجامعة نتيجة الشغب الذي يقوم به سيكون رادعاً لأي طالب من الاقدام علي المخالفة. قال: لابد من التفرقة بين وجود ضباط لحماية وتوفير الأمن حتي تستقر العملية التعليمية وبين أمن الدولة الذي كان يتدخل في الماضي في شئون الجامعات ولكن اعتقد ان هذا لن يتكرر مرة أخري. وصف التوقيت للقرار بأنه جاء في الوقت الصواب خاصة وان الفترة المتبقية من العام الدراسي ينبغي استثمارها بشكل أمثل حتي يعاد ترتيب البيت الجامعي من الداخل وحتي يتعلم الطلاب احترام الرأي الآخر والمشاركة المجتمعية بشرط احترام الاعراف والتقاليد الجماعية وعدم العنف أو التصادم مع الآخر لأن الجامعة ليست ساحة للعراك. آراء الطلاب قال كامل يوسف طالب بالفرقة الرابعة بكلية الإعلام جامعة القاهرة أرحب بعودة الحرس الجامعي في ثوبه الجديد ولكن لحماية منشآت الجامعة فقط.. خاصة في ظل ما تشهده الجامعات من تجاوزات وفوضي من جانب بعض الطلاب الذين انتهكوا حرمة الجامعة ومارسوا كثيرا من الأفعال الشاذة التي تحتاج إلي التصدي القوي والفعال من الأمن.. وعمرو العيسوي طالب بالفرقة الثالثة بكلية التجارة جامعة عين شمس : لابد أن نتفق أن مصلحة الجامعة هي الأهم سواء الاستعانة بأمن مدني بالداخلية.. مشيرا إلي أن الأمن التابع لوزارة الداخلية مدرب ومهيأ للتعامل خاصة في ظل ظروف انتشار أعمال البلطجة والشغب. فلا مانع من عودته ولكن بالأخلاق والتزام حدود الأدب وعدم التدخل في حرية الطلاب. لنيا تادروس طالبة بكلية الإعلام جامعة القاهرة: الأمن المدني يتهاون كثيرا داخل الجامعة ولا يقوم باتخاذ إجراء لتقليل التجاوزات داخل الجامعة.. مشيرة إلي أنها تتمني عودة الحرس الجامعي في أسرع وقت خاصة انهم مدربون علي التعامل مع البلطجية والمنحرفين أخلاقيًا. تري هاجر نبيل طالبة بالفرقة الثانية بكلية التجارة جامعة عين شمس ان التسيب من جانب الأمن الإداري تسبب في حالة الفوضي داخل الجامعة من مضايقات الشباب التي لا تنتهي وكثرة المشاجرات التي تتحول إلي معارك بالشوم والأسلحة البيضاء خاصة في ظل قلة عدد أفراد الأمن الإداري وعدم تدريبهم بالمقارنة بالداخلية. وائل محمد طالب بكلية الهندسة جامعة حلوان : قرار الجامعة بإنشاء إدارة للشرطة للتأمين عودة إلي الوراء وسيعمل علي تقييد حرية الطلاب والقضاء علي تنظيم الأسر وحظر النشاط السياسي داخل الحرم الجامعي. فيرونيا هاني طالبة بالفرقة الرابعة بكلية التجارة جامعة عين شمس : سعيدة بقرار وزارتي الداخلية والتعليم العالي بإنشاء إدارة للشرطة للتأمين.. خاصة انها امتنعت هي وزميلاتها عن النزول إلي الجامعة خلال الأيام الماضية بسبب أحداث العنف والفوضي التي تمت علي أيدي طلاب الجماعة الإرهابية.. وحمدي هلال طالب بكلية الحاسبات جامعة عين شمس : الطلاب لن ترضي بعودة الحرس الجامعي مرة أخري.. مشيرًا إلي أن القرار سيؤدي إلي غضب الطلاب وسيزيد من التوتر والعنف داخل الحرم الجامعي.