إذا كان معرض القاهرة الدولي للكتاب مظاهرة ثقافية تتكرر علي مدي 45 عاماً. فإن السؤال الذي رافق المعرض في كل دوراته حتي الآن: هل المعرض للكتاب. يناقش مشكلاته. ويحاول تذليلها. وتقديم الجديد والحديث في هذه الصناعة المهمة. أو انه سوف يعرض فيه الناشرون إصدارتهم. ويختار الزوار ما يرضي أفكارهم وأذواقهم وحبهم للمعرفة؟ يري د.محمد علي سلامة أن المعرض تحول إلي سوق للكتاب. والأسباب هي أن اللقاءات الفكرية المصاحبة علي حاله منذ عشر سنوات تقريباً. لا يوجد نظام. لم يلتفت إلي الكتب الجديدة الجيدة. بل تم تقديم الكتب القديمة. أو قدم كتاب صدر منذ سنوات ولم يلتفت إليه.. هل هناك متابعة لما تنتجه المطابع؟.. لا يوجد حيادية. هل هناك أشخاص تطمئن إليهم لاختيارات؟!! هي في الحقيقة مجاملات. هذا ما يجعل المعرض يتضاءل من سنة لاخري بين المثقفين. كان له بريقه لو أننا تصفحنا "كتالوج" من ثلاث أو أربع سنوات الضيوف هم هما.. هذا يجعل الجمهور ينفض عن الندوة ونفقد التواصل والتفاعل.. التجديد في الأفكار والآراء هو الذي يجعل الناس تتواصل مع الندوات واللقاءات لذلك يتجهون إلي المقهي الثقافي يمارسون النميمة!. وفي تقدير يوسف الشاروني أن المعرض بشكله الحالي هو شكل مثالي للمعرض. فلابد أن يكون معرضاً وسوقاً فيه ندوات تعرض خلاصة الكتب. والاثنان مرتبطان. الكتب تعني بتشغيل الفكر. ويظهر ثمره هذا في الندوات المختلفة للإبداع والفكر. وفي المقهي الثقافي.. هذا المعرض يجمع دور النشر المصرية والعربية وبعض دور النشر الأجنبية لقد دخلت مصر هذا المجال بعد ثورة 1952 تعبيراً عن اهتمام المؤسسة الثقافية.. نحن فقراء في الجانب الثقافي. والمعرض ينعش الروح. يذهب د.عادل وديع فلسطين إلي أن معرض الكتاب هو معرض. وهو تسويق للكتاب والهدف من هذه المناسبة السنوية أن يطلع الجمهور علي أكبر عدد من الكتب في مكان واحد. كل دور النشر أمامها فرصة لعرض أعمالها. التسويق هنا يعني التسهيل علي المثقف أو الكاتب أو الطالب. فهو يجد كل المطبوعات. وكل دور النشر موجودة. حتي لو كان كتاباً قديماً بسعر رخيص. هذه فرصة جيدة. ومهمة جداً لتسهيل عملية البحث عن الكتاب. وقد يكون الإنسان معتزاً بكاتب بعينه. ويحب لقاءه. فيجلس إليه في الندوات أو المناقشات والفعاليات كل هذا يجعل منه سوقاً ثقافية. بالاضافة إلي أنه تجمع ثقافي لبلاد كثيرة نعرف عنها الكثير في هذه التظاهرة الثقافية. ويقول الأديب مصطفي نصر: كنت أحرص علي أن احضر معرض الكتاب لا لحضور الندوات واللقاءات ولكن بغرض شراء الكتب. وكنت أقضي عده أيام في القاهرة لهذا المعرض. أما الآن فإن سور الأزبكية يقدم الكتب التي نريدها. بسعر في متناول الجميع. لكن هناك مشكلة ظهرت في السنوات الأخيرة.. أنا شخصياً كنت أول سكندري أنشر في سلسلة روايات الهلال الآن من معه فلوس ينشر. بصرف النظر عن المستوي. من يدفع ينشر. يحدث هذا الآن في الكتاب. الكاتب الجيد ليس له نصيب في النشر طالما أنه لا يملك دفع ثمن ما ينشر. إنه أمر خطير. ويهدد المستقبل الأدبي لمصر. ولم يعد يبقي لنا إلا هيئة الكتاب وهيئة قصور الثقافة لم يدخلا بعد في هذه التجارة. ويجد محمد قطب أن مصر تشهد كل عام موسماً ثقافياً مهما جداً يتمثل في معرض الكتاب الذي يقام بين شهري يناير وفبراير. حيث تحتشد الدولة بمؤسساتها الثقافية والفنية لإنجاح هذا العرس الثقافي الكبير. حيث يحتوي علي قاعات متعدده وكثيرة. والكتب بأنواعها المختلفة من إصدارات المؤسسات العامة ودور النشر الخاصة. ولا شك أن وجود عدد كبير من دور النشر المختلفة العربية والأجنبية فيه إثراء للحركة الثقافية والعقل العربي عامة. لأنه يعني الوقوف علي ما ينتجه العقل فناً وثقافة وإبداعاً وكتاباً في الدين والأخلاق. وما يحتاجه الإنسان في الحركة اليومية والإنسانية. والملاحظ تكالب الزائرين للمعرض أو التي تصدرها دور النشر الأجنبية والعربية وتسعد العين بوجود هؤلاء يمارسون هواياتهم في البحث عن الفكر والفن.