مجلس التأديب الدبلوماسي الذي عقدته وزارة الخارجية أمس الأول للسفير القطري بالقاهرة ردا علي تدخل بلاده في الشأن الداخلي لمصر.. من المؤكد أنه لا يكفي أبدًا لتقويم وتأديب وإصلاح تلك الدويلة التي "لما كبرت بقت قناة" كما وصفها أحد الشعراء السعوديين. لقد كان الهدف من استدعاء السفير القطري هو توصيل رسالة تحذير وتنبيه إلي "قصر الدوحة" بألا يتدخل في شئوننا مرة أخري.. وإذا كان يريد علاقات طبيعية بيننا فعليه أن يوقف فورا الحملة الحقيرة ضدنا في قناة "الخنزيرة" وأذنابها وأن يسلم ما لديه من إرهابيين مطلوبين للعدالة.. مع الإشارة إلي أن هذا الاستدعاء هو خطوة أولي رغم انها غير معتادة بين العرب يمكن أن تعقبها خطوات تصعيدية أكبر إذا استمرت الحال علي ما هي عليه. وأنا أؤكد لخارجيتنا من الآن ان الحال لن تتغير لسببين: * الأول.. نبرة التعالي والغرور التي تتميز بها الأسرة الحاكمة هناك مثل الإخوان تماما استنادا إلي أن لديها أكبر قاعدتين أمريكيتين خارجيتين في العالم تحميان نظامها التآمري الانقلابي.. كما تعتقد زورا وبهتانا ان أموال الشعب القطري التي تستحوذ عليها تستطيع إسقاط دول وتغيير أنظمة.. لقد صدق من قال "ان البغاث بأرضنا يستنسر"..!! * الثاني.. ان هذه الأسرة حتي لو تنازلت عن تعاليها وغرورها وفكرت في مضمون وساطات السعودية والإمارات والكويت لتحسين العلاقات فانها حتما لن تستطيع تنفيذ مطالب مصر.. فلا هي ستمتنع عن التدخل في شئوننا إذا ما أمرتها أمريكا بذلك. ولا في مقدورها وقف حملات "الخنزيرة" وأذنابها الممولة أصلا من إسرائيل وتتلقي أوامر تشغيلها وخطتها التحريرية من واشنطن وتل أبيب فقط وبالتالي فإن قصر الدوحة بلا تأثير يذكر عليها. ولا لديها إرادة حرة تجعلها تسلم الإرهابيين الذين توفر لهم ملاذا آمنا.. وأبسط كلمة ستقولها في هذا الشأن هي انهم غير موجودين علي أراضيها وتعالوا فتشوا..!!! بالتالي.. يجب علي الخارجية أن تضرب ضربتها مع أول رسالة إرهابية تبثها "الخنزيرة" ضد مصر وتستدعي سفيرنا من هناك أو تسحبه ثم تطرد السفير القطري باعتباره شخصا غير مرغوب فيه. السؤال الذي يضرب رأسي بقوة هو: أين جامعة الدول العربية من كل ما حدث ويحدث؟؟.. كيف يسمح نبيل العربيِ الأمين العام "المصري" لقطر أن تكون وكرا للإرهاب ضد مصر الدولة المؤسسة للجامعة والعضو بها؟؟.. كيف يتغاضي عن تدخلات الدوحة في الشأن المصري وعن ايوائها لزعماء الإرهاب علي أراضيها؟؟.. وكيف يسمح للسودان أيضا باستقبال الإخوان الإرهابيين الفارين من مصر واستخراج جوازات سفر سودانية لهم للسفر بها إلي الدوحة واسطنبول..؟؟ العربي عليه أن ينسي تماما أنه كان مرشح قطر لهذا المنصب وأن النظام الإخواني في الخرطوم كان وراء استبعاد د. مصطفي الفقي لتهيئة الطريق إلي كرسي الأمين العام له فقط.. وأن يراجع نفسه ومواقفه من جديد وبأمانة شديدة وبوطنية. والخارجية عليها أن تكشر عن أنيابها بمنتهي القوة والشراسة وتتخذ القرار الذي يريده الشعب. يا سادة.. انها مصر التي تستحق التضحية بأي شيء.. المنصب والجاه بل والحياة نفسها. ** شعب واحد.. لم تكن زيارة المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية للكاتدرائية حدثا عاديا.. لا وألف لا.. انها أول زيارة لرئيس مصري للكنيسة الأرثوذكسية للتهنئة بعيد الميلاد المجيد. وأكدت الطمأنينة في نفوس شركائنا الأقباط بأنهم في قلوب المسلمين مثلما نحن كمسلمين في قلوبهم ومثلما مصر في قلوبنا جميعا.. وأكدت كذلك اننا مسلمين وأقباطا أمة واحدة وشعب واحد لا يمكن أن يفرقها أو يفرقه تجار الدين والإرهاب. أهنئ مصر بعيد الميلاد المجيد.. ميلاد سيدنا عيسي رسول المحبة والسلام.. أعاده الله علي بلادنا بأقباطها ومسلميها بألف خير.. آمين يا رب العالمين.