شهدت العلاقات العربية الإيرانية عمليات جزر ومد. شد وجذب. نتيجة العديد من العوامل. في مقدمتها للأسف الاختلاف المذهبي. فعلي الرغم من أن الإسلام هو الديانة التي يعتنقها غالبية الشعبين العربي والفارسي. فإن اختلاف المذهب أو المذاهب التي تطبق من خلالها أحكام الشريعة. أفضت أحياناً إلي نتائج سلبية. انعكست علي التوجهات السياسية. لكن الخلافات العربية الإيرانية لم تقتصر علي البعد الديني. فقد عمقتها الأطماع الإيرانية لا يحضرني تعبير آخر والتي ربما تجد تعبيراً قديماً لها في مقولة مهيار الديلمي عن سؤدد الفرس ودين العرب!. تجسدت الأطماع الإيرانية في احتلال طهران للجزر الإماراتية الثلاث: طنب الصغري. طنب الكبري. أبوموسي. لم يقدم المسئولون الإيرانيون تبريراً موضوعياً لاحتلالهم الجزر الإماراتية. وحين سأل الكاتب الصحفي الراحل جلال كشك الرئيس الإيراني الأسبق أبوالحسن بني صدر: لماذا تصرون علي احتلال الجزر الثلاث؟. قال بني صدر: لأننا نرفض أن يسلمها هؤلاء الرجعيون يقصد حكام الإمارات إلي الغرب! رغم الإساءة المرفوضة من الرئيس الإيراني إلي قادة الإمارات وبلادهم بالمناسبة تحتل ترتيباً متقدماً للغاية في مجال الحريات وحقوق الإنسان فإن الإجابة السخيفة تحمل اعترافاً واضحاً بملكية دولة الإمارات للجزر. وأن احتلال بلاده لها. حتي لا تستولي عليها دولة أخري. تناسي الرجل أن أراضي الدول جزء من استقلالها الوطني. وأن اقتطاع جزء منها يعني فقدان البلاد جزءاً من استقلالها. بعد اتفاقية إيران ودول الغرب علي تجميد الأنشطة النووية الإيرانية. بدأت طهران تحركاً دبلوماسياً لرفع الحصار الذي أحكم الغرب تطويقها به. وبدأت المشكلات العالقة بين الجانبين خطوات الحل. وهو ما يفرض السؤال: لماذا تظل العلاقات الإيرانية علي جمودها الحالي؟ بالإضافة إلي قضية الجزر الإماراتية التي قد تجد نهاية سعيدة في محكمة العدل الدولية. فإني أجد في التحريضات الإيرانية ضد إيران سبباً رئيسياً في مواقف العديد من الأقطار العربية ضد إيران. وكان موقف القاهرة في عهد مبارك تعبيراً واضحاً عن الإصرار علي جعل الخلافات مع طهران مستحيلة أو تكاد. رغم غياب الأسباب الموضوعية لجمود العلاقات. فضلاً عن ترديها. رحل النظام الذي حاول دعاته أن يثيروا الفتن المذهبية. بعد أن دفع الثمن مواطنون مصريون نتيجة عمليات تحريضية مجرمة. وإذا كانت تلك التحريضات قد زالت. كما زالت بواعث التحريض الوافدة من وراء الحدود. فإن الوقت أنسب ما يكون للجلوس إلي مائدة المفاوضات. سعياً للبحث عن أوجه التقارب بين شعبين ينتميان إلي منطقة واحدة. وديانة واحدة. وتاريخ مشترك. متصل.