صدق أو لا تصدق.. مرت أول أمس - الأحد أول ديسمبر - ذكري رحيل ثلاث شخصيات من رموز الحقل الفني المصري هم: الفنانة القديرة برلنتي عبدالحميد ومؤلف الأغاني والزجال الساخر مصطفي الطائر والفنان المسرحي الدكتور عبدالرحمن عرنوس..ولأن الذكري لم يشعر بها أحد..تقدم "المساء" كعادتها هذا التقرير - المختصر - عن هؤلاء الرموز تقديرا لتاريخهم وبترتيب سنوات رحيلهم.. صحيح ان الرحيل في يوم واحد.. ولكن.. كل منهم في سنة مختلفة. مصطفي الطائر ذكراه تحمل رقم 34 فقد رحل في مثل هذا اليوم من عام 1979 بعد مشوار كبير أصبح خلاله من أشهر الذين كتبوا المونولوجات الاجتماعية الساخرة والأغنيات الخفيفة مثل: والنبي يا جميل حوش عني هواك لكارم محمود واتفضل قهوة وعطشان تعالي اشرب لعمرو الجيزاوي ويا مسافر المنصورة لعبدالغني السيد وادلعي لمحمد رشدي.. وغيرها. اسمه بالكامل مصطفي أحمد الطائر من مواليد عام 1934 في مدينة السنبلاوين بمحافظة الدقهلية.. انتقل إلي القاهرة بعد أن اتجه إلي كتابة الأزجال والأشعار العامية واحترف تأليف الأغاني والمونولوجات بالاضافة إلي عمله في مجال الصحافة بمجلتي "الصرخة" و"البعكوكة" الفكاهية.. قام الطائر بجمع أزجاله في ديوان صدر بعنوان "نفوس الناس" وورث ثلاثة من أولاده تأليف الأغاني.. هم: سمير الطائر الذي توفي أول فبراير عام 2008 بعد سلسلة من عمليات القلب وبعد أن تغني بكلماته عمالقة الطرب و"انسان الطائر" الذي رحل أيضا و"أمل الطائر" وقد تخصص انسان وأمل في كتابة الأغنيات الشعبية والمواويل. د.عبدالرحمن عرنوس أما الفنان الدكتور عبدالرحمن عرنوس فقد رحل عام ..2009 أي ذكراه الرابعة توفي بعد رحلة كفاح مريرة مع الفن بدأها من بلدته - بورسعيد - وأكملها في القاهرة.. وإلي جانب عمله كأستاذ أكاديمي شارك في العديد من الأعمال الدرامية التليفزيونية ومثل واخرج عشرات المسرحيات للفرق المحترفة وعدد من فرق الهواة.. وإلي جانب التمثيل والاخراج كون قبل استقراره في العاصمة فرقة في مسقط رأسه.. بورسعيد.. أسماها "ولاد البحر" قدم من خلالها ومن تأليفه.. أشهر نشيد وطني عن الزعيم الخالد جمال عبدالناصر عقب رحيله هو "الوداع يا جمال يا حبيب الملايين" والذي ظلت الجماهير تردده في جنازة ناصر. وعرنوس.. أحد القلائل الذين كانوا يهتمون بتدريب الممثل المسرحي في مصر.. وكانت هيئة قصور الثقافة قد أصدرت قبل رحيله بأسابيع قليلة كتابه "المختبرات المسرحية ونظائرها في تدريب الممثل.. دراسة نظرية وتطبيقية علي منهج عرنوس في مصر والأردن".. وهذا الكتاب يعد لبنة قوية لتمكين الاتجاه إلي التدريب العملي في مسرحنا. برلنتي عبدالحميد وبالنسبة للفنانة القديرة برلنتي عبدالحميد فإن ذكراها هي الثالثة.. فقد رحلت عام ..2010 اسمها الحقيقي "نفيسة عبدالحميد حواس" وهي حفيدة رجل الدين "حواس" شيخ الطريقة الخليلية الصوفية وله مقام في منطقة "الطشطوشي" وهو الذي اختار لها هذا الاسم.. حصلت علي دبلوم الفنون الطرزية ثم تقدمت لمعهد الفنون المسرحية قسم النقد لكن أستاذها الفنان الكبير زكي طليمات ألحقها بقسم التمثيل.. بعدها انضمت إلي فرقة المسرح المصري الحديث مع زملائها: عمر الحريري وشكري سرحان وسناء جميل وتوفيق الدقن وعبدالغني قمر.. ومن المسرح اختطفتها السينما عن طريق المخرج صلاح أبوسيف الذي قدمها لأول مرة في فيلم "ريا وسكينة" عام 1952 بعده قدمها المخرج توفيق صالح في أول أفلامه "درب المهابيل" فكانت نموذجا لبنت البلد المصرية. برلنتي أو الفنانة الأسطورة.. كما كان يطلق عليها.. عاشت إلي جوار صناع القرار السياسي والعسكري أكثر من عشر سنوات عندما تزوجت في مارس عام 1963 من الرجل الثاني في مصر.. المشير عبدالحكيم عامر واعتزلت الفن طوال أكثر من 17 سنة لتفرغها لتربية ابنهما "عمرو" الذي أنجبته في الرابع من ابريل عام 1967 وهو طبيب التحاليل المعروف.. وقد صدر لها كتاب بعنوان "المشير وأنا" روت فيه أسرار العلاقة بينها وبين المشير عامر وكشفت بعض الأسرار عن نظام الحكم في عهد عبدالناصر.