قضي في السجن عاماً ونصف العام تقريباً متهماً بالمشاركة في التخطيط والتنفيذ لموقعة الجمل ظل خلالها يؤكد أنه بريء ومظلوم حتي جاءت اعترافات مقدمي البلاغ الذين زجوا باسمه في القضية والذين أكدوا أمام قاضي التحقيق ثم أمام القاضي رئيس المحكمة أن الذي حرضهم علي تقديم البلاغ الكاذب ضد رجب حميدة عدد من قادة الإخوان منهم محمد البلتاجي وجمال تاج الدين وصفوت حجازي وعندها أمر رئيس المحكمة بحبس مقدمي البلاغ الكاذب 15 يوماً وكلف النيابة باتخاذ الإجراءات الجنائية لمحاكمتهم بتهمة الشهادة الزور وعندما خرج من السجن بعد قضاء عام ونصف العام ظلماً حاول الإخوان استرضاءه وحاول صفوت حجازي جذبه لصفوف الإخوان والتعاون معهم وهم في الحكم إلا أنه رفض وقال له: لن أعمل من خلالكم أو من خلال منابركم واحتسب فترة حبسي عند الله.. وبعدها انطلق رجب حميدة ليقول ويؤكد من خلال العديد من القنوات الفضائية ووسائل الإعلام.. انقلوا عني "مرسي والإخوان لن يكملوا عاماً في حكم مصر لأنهم ظلموا واستمروا في الظلم" فكان أول من تنبأ بسقوط مرسي والإخوان وهم في السلطة. "المساء الأسبوعي" حاورت رجب حميدة النائب الذي قضي جزءاً كبيراً من حياته في صفوف المعارضة وفجر العديد من قضايا الفساد ودفع الثمن قبل ثورة 25 يناير وبعدها.. وفيما يلي نص الحوار... * في البداية أين أنت الآن؟ ** أنا الآن مشغول في تأسيس حزب جديد باسم الطريق الثالث؟! * ولماذا حزب جديد؟ ** إنه حزب ليبرالي مدني يستهدف غالبية الشعب المصري الذين لم تستوعبهم الأحزاب الدينية أو الليبيرالية القائمة والتي لم تهتم بهم حتي هذه اللحظة فغالبية الأحزاب للأسف الشديد تهتم إما بصناعة نجوم عبر وسائل الإعلام لتحقيق مصالح شخصية وذاتية ضيقة أو منشغلة بالحصول علي أكبر قدر من المكاسب والمغانم منذ 25 يناير 2011 حتي المرحلة التي نعيشها.. غالبية الشعب المصري لها همومها ومشاكلها وأهدافها التي تسعي لتحقيقها وليس هناك من مجيب ومن هنا أبدع هذا الشعب بعبقريته في ابتعاده عن كل هذه الأحزاب والقوي المتصدرة للمشهد السياسي الآن لأنه شعب قادر علي الفرز والتمييز.. من هنا وضعنا نحن المؤسسين للحزب الجديد برنامجاً شاملاً يستهدف هذه الأغلبية الصامتة ويتضمن طرحاً موضوعياً للخروج بمصر من أزماتها وتقديم البدائل لحل كثير من المشكلات المطروحة علي الساحة لتعود مصر دولة محورية قوية إقليمياً ودولياً. المشهد عبثي * في رأيك ما تقييمك للمشهد الحالي علي الساحة ومن يتحمل المسئولية؟! ** المشهد الآن عبثي يتحمل المسئولية الكبري عنه النظام الأسبق "نظام حسني مبارك" الذي همش الأحزاب كثيراً وحاصر الشباب طويلاً سواء في داخل الجامعات أو في كل المنتديات فلم نجد كوادر سياسية قيادية بل إن غالبية قادة الأحزاب المعارضة لوثت أفكارهم وتحولوا إلي أدوات كانت تستخدم في السابق وتلهث الآن للقيام بأدوار أقذر مما كان في الماضي ويكفي أن أدلل علي ذلك بأن غالبية هذه الأحزاب ارتمت في أحضان الإخوان المسلمين وعاشت معها فترة ظنوها فترة ذهبية فلا يمكن أن نسقط من حساباتنا أو ينسي التاريخ تحالف بعض هذه الأحزاب مع الإخوان في الانتخابات البرلمانية الماضية وتحول الكثيرون منهم لمساندة جماعة الإخوان ممثلة في شخص محمد مرسي حتي وصل إلي سدة الحكم وأيضا سجل التاريخ علي هذه القيادات والأحزاب أنها شاركت في جميع أو غالبية فعاليات الإخوان وكانت قريبة منهم وهم في السلطة بل وتصدرت علي كثير من سياسات هذه السلطة ولولا ادراكهم أن المؤسسة العسكرية كانت هي المؤسسة الوحيدة التي استمرت بمبادئها القومية تعمل من أجل مصر وأمنها القومي وتحاول الخروج بمصر من أزمتها لولا إدراك هؤلاء القادة العبثيون لهذه الحقيقة مؤخرا لما كانوا قد غيروا مواقفهم وارتموا في أحضان المفجرين الحقيقيين لثورة 30 يونيو وهم بداية الشعب المصري الذي صمت طويلا ولم يشارك غالبيته في أحداث ثورة 25 يناير ومعهم قضاة مصر الذين حافظوا علي تاريخهم وشرفهم فعاشوا بمبادئهم السامية يواجهون الإخوان والسلطة الحاكمة وكنا لا نري المتصدرين للمشهد الآن يساندون قولا أو عملا بل إن بعضهم اليوم يحاول كاذبا وعلي غير سند من الحقيقة أن ينسب تحرك الشعب في 30 يونيو له.. ولكن الحقيقة أن الشعب المصري فاجأ الجميع وأذهل العالم بتحركه وعبقريته في التغيير وكانت إرادة المؤسسة العسكرية متحققة وبقوة في حماية مصر وأمنها القومي والخروج بها من أزمتها فحمت الشعب وحمت ثورته.. لذا أقول لقادة الأحزاب والقوي السياسية: تواروا وتراجعوا وحاسبوا أنفسكم. الإخوان ومرسي * ولكن ماذا عن الإخوان وفترة حكم مرسي؟ ** الإخوان جماعة فئوية سلطوية أراد قادتها أن ينتصروا لمبادئهم وأفكارهم التي لا تتوافق مع الواقع ولا يقبلها الشعب المصري وكانوا إقصائيين ظالمين لغيرهم وتعجلوا السيطرة علي مفاصل الدولة كلها فأقصوا الجميع بما فيهم التيار السلفي وارتموا في أحضان الجماعات الأكثر تطرفا ودموية كالجهاد والجماعات الإسلامية ونظروا بجهالة إلي المجتمع الدولي ولم يدركوا مواقع أقدامهم فظنوا أن أمريكا وأوروبا وتركيا وقطر تصنع لهم مجدا ومستقبلا فكانت النتيجة سقوطهم السريع والمدوي والمذهل.. لقد أثبتت الفترة التي حكم فيها الإخوان أيضا أنهم كانوا وهما.. أوهموا أنفسهم وأوهموا الشعب المصري كذلك أنهم جماعة منظمة تمتلك الكوادر والقيادات والعلماء وأنها قادرة علي إدارة بلد كبير مثل مصر ولكن سياساتهم وما طرحوه من بدائل وقيادات كشفت أنهم غير ذلك ولم تستطع هذه الجماعة رغم سنينها ال80 ورغم مشاركتها منذ عام 76 مشاركة سياسية فاعلة في الجامعات والنقابات والأحزاب والبرلمان.. لم تستطع أن تصدر للساحة المصرية كوادر سياسية قادرة علي صنع حركة سياسية فاعلة مما يؤكد أن عملهم الدعوي والنقابي هو المحطة الأخيرة لهم وما كان ينبغي عليهم أن يتجاوزوها.. الإخوان عرضوا مصر لسقوط مدو وانخدع فيهم كثير من دول العالم والله وحده هو الذي أنقذ هذا الوطن من النهاية المظلمة.. وللعلم فأنا أول من تنبأ بأن مرسي لن يكمل عامه الأول وإذا أكمله فلن يستمر أكثر من ذلك هو وجماعته لأنهم ظلموا واستمروا في الظلم وقلت لمرسي وهو في السلطة: اتق الله واحكم مصر بالعدل.. أنت أسير السمع والطاعة ومكتب الارشاد ونهايتك والجماعة ستكون قريبة. نصيحتي: ابتعدوا * وماذا تقول لهم اليوم وهل تعتقد عودتهم للساحة السياسية في الفترة القادمة؟! ** أطالبهم اليوم ان يراجعوا أنفسهم مراجعة صادقة فيتحللون من أفكارهم التي تقوم علي السمع والطاعة ان أرادوا عودة من جديد وان يسلموا بالواقع الذي نعيشه اليوم وهو الواقع الذي غيره الشعب المصري بإرادته الحرة.. وان يتخلوا عن عنادهم وغرورهم واستعلائهم ويقبلوا كل الأطروحات وفي مقدمتها خارطة الطريق ان كانوا صادقين وراغبين في ان يستعيدوا شيئاً مما فقدوه.. ان الإخوان يحتاجون الي ترتيب بيوتهم من جديد وهذا يتطلب أيضاً ان يقرروا الابتعاد عن الساحة السياسية لفترة انتقالية لا تقل عن 5 سنوات ينشغلون فيها بمراجعة أفكارهم وتقديم تصورات جديدة قادرة علي إعادة الشعب لهم من جديد وان كنت أري ذلك هدفاً بعيداً وغير متحقق إلا بعد زمن طويل. * وماذا تقول لشباب الإخوان؟ ** هذا الشباب تعرض للخداع والظلم وافتقد القادة والرؤية السياسية الواعية لذا أناشده بأن يراجع نفسه ليدرك ان جميع الأعمال التي يقوم بها ويتم دفعه للقيام بها هي ليست من الوطنية أو أعمال السياسة الراقية إنما هي أعمال في حقيقتها تصب في خانة "العدو" سواء كان داخلياً أو خارجياً.. أطالب هؤلاء الشباب ان يبحث من بينه عن قيادات صادقة وواعية ترسم له طريقاً مستقيماً لا يسلك منه سبلاً متفرقة وان يجتمع ليعمل من اجل مصر وينشغل بهمومها ليخرجوا من هذه الحالة الانعزالية التي صنعت لهم فهم الآن مرفوضون شعبياً لأنهم لم يدركوا ان طبيعة الشعب المصري رغم عبقريته وقدرته علي الثورة وإيمانه بالتغيير إلا انه شعب مسالم يرفض العنف وتعطيل المصالح وقطع الطرق وحرق المؤسسات والتصدي لمؤسسات الدولة الفاعلة كالجيش والشرطة. حكومة الببلاوي * وما رأيك في الحكومة الحالية بقيادة الببلاوي؟ ** الحكومة الحالية جاءت في ظروف بالغة الخطورة والأهمية وهي تتحمل المواجهة في كل المشكلات التي ورثتها عبر حكومات جاءت بعد النظام الأسبق سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية.. إلا انه كان ينبغي اختيار وزراء أكثر قدرة علي المواجهة وتقديم بدائل حقيقية للخروج بمصر من أزمتها فهب ان السعودية والكويت والإمارات لم تقدم دعماً اقتصادياً في الداخل وسياسياً في المحافل الدولية فكيف كان الحال وقتها؟!.. هذه الحكومة للأسف مرتعشة.. غير متجانسة.. غير قادرة علي مواجهة الواقع بحسم اللهم إلا علي المستوي الفردي لبعض الوزراء.. في النهاية هي حكومة تتحمل قدر كبير من المسئولين عن الازمات التي تعيشها مصر.. والمخرج من ذلك كله المضي قدما وبسرعة نحو تطبيق خارطة الطريق في المواعيد المحدودة لكل مرحلة ولكن اخشي ان تأتي عقبات تؤخرنا بعض الوقت. * من أين تأتي العقبات؟! ** للأسف القائمين علي وضع الدستور صدروا لنا العديد من المشكلات التي تتسبب في ارهاق الوطن وربما تخلي البعض عن مساندة الطعن المؤقتة القائمة لان واضعي الدستور للاسف متفرقون كل فريق يسعي للانتصار لأفكاره ومصالحه ولم يستطيعوا ان يحدثوا توافقاً وكأنهم لم يستفيدوا من المشهد السياسي العبثي في عهد الاخوان وخرجوا بلا دروس مستفادة واخشي ان تتزايد الخلافات وينقسم الشعب المصري فيخرج رافضاً لهذا الدستور.. عندها تسقط ثورة 30 يونيو وتسقط مصر وهذا ما لانتمناه فعلي لجنة الدستور ان تنظر إلي مصر ومستقبلها بدلاً من النظرة الضيقة التي يحاول كل فريق ان ينتصر لها. * بالمناسبة ما رأيك في الغاء مجلس الشوري؟ ** أنا ضد هذا القرار وكنت اتمني ان تضاف لمجلس الشوري صلاحيات واختصاصات تشريعية لتقويته والاستفادة منه ليكون مسانداً في اعمال الرقابة والتشريع. * والغاء نسبة العمال والفلاحين؟ ** رغم ان الواقع يؤكد اننا لم نعد في حاجة إلي هذه النسبة الا ان اللجنة اخطأت عندما قامت بالغائها دون وجود فترة انتقالية فالافضل لمصر الان ان ينص علي الالغاء بعد 5 سنوات.