الدكتور نبيل لوقا بباوي الأديب والكاتب ولواء الشرطة المتقاعد وعضو مجلس الشوري بالتعيين الأسبق, في حوار جريء وساخن مع الأهرام تناولنا فيه العديد من القضايا المطروحة علي الساحة المصرية ورؤيته المطروحة علي الساحة المصرية ورؤيته الي المستقبل في مصر, وما هي أهم مشكلات الأقباط. وتناول الحوار الانتقادات التي وجهت له كعضو بارز بالحزب الوطني المنحل, وخصوصا بإعرابه عن حبه لمبارك وموافقته لتولي جمال مبارك للحكم. وما رأيه حاليا في المطالبة بإقصاء أعضاء الحزب الوطني, بالإضافة الي تفاصيل أخري في الحوار.. كيف تصف المشهد السياسي حاليا؟ غير مفهوم, ولا يستطيع أحد أن يتكهن بما سيحدث غدا, لأن سرعة تقلباته غير مسبوقة, فالكل ينشد الاستقرار, ويرجو إنهاء الصراع السياسي بين العسكر والإخوان وأن يتم الوفاق ويصلوا الي صيغة ترضي وتصب في المصلحة العامة, لأنها هي الهدف الأساسي والتي لا يجوز التجاوز عنها, لان استمرار المشهد علي هذا الاسلوب سيتضيع معالم الثورة. ما الدور الذي تود القيام به في المرحلة المقبلة؟ دوري وجهدي كله سأوجهه للناحية العلمية حيث استعد لعمل الدكتوراه الثامنة عن دور اهدار حقوق الانسان, في الثورات المصرية, ويشرف علي هذه الدراسة الدكتور يحيي الجمل ود. ثروت بدوي. معني ذلك أنك تركت الساحة السياسية وتفرغت للناحية الأكاديمية؟ نعم تفرغت للناحية العلمية لان المشهد السياسي صعب المشاركة فيه وخصوصا بالقيم والمفاهيم الموجودة, بالاضافة الي العراك الدائم بين القوي السياسية. هل يرجع عزوفك عن المشاركة في المشهد السياسي لاعتراض البعض عن حديثك باسم الثورة أو عنها؟ أنا مواطن مصري مثل80 مليون مصري وكل واحد له حرية التعبير عن رأيه وبالنسبة لي تعجبني فكرة الثورة في كونها ألغت فكرة التوريث للحكم وتداول السلطة, بالاضافة الي أنني لم أعزف عن المشاركة السياسية بل المناخ غير صالح للمشاركة وأكرم لي التفرغ لعملي بدلا من متاهات وتحاورات لا تنتهي وتصل في النهاية الي الاهانة وليس لدي استعداد لتقبل أي اهانة, فمستوي الحوارات الخارجية وصل الي العنف واقصاء الآخر. سحبت أوراق ترشحك للانتخابات الرئاسية عن حزب المواطن المصري فلماذا لم تستكمل الإجراءات؟ بالفعل سحبت أوراق الترشح, لكني وجدت المناخ صعب المضي فيه لان90% من الشعب تقبل فكرة رئيس مسيحي عليهم وارتأيت أن ذلك استفزاز لهم, بالرغم من رغبتي الطيبة بأن أترشح ممثلا للوحدة الوطنية وبمحبة المسلمين والمسيحيين ولكني وجدت المناخ العام في الوقت الحالي قد لا يقبل هذا بارتياح. بالإضافة الي أن في غالب دول العالمك يتولي رئاسة الدولة رئيس ينتمي للديانة التي تمثل الأغلبية وديانة الأقلية فيها استفزاز ولها مشكلاتها. قيل إن هناك سعي لانشاء جماعة للأقباط موازية لجماعة الاخوان المسلمين, فهل تشجع تلك الفكرة وهل ستنضم اليها؟ في ظل ما أفرزته الثورة منت حرية الرأي والتعبير فمن حق أي انسان أن يعبر عن آرائه وتوجهاته واتجاهاته. ومن حق الأقباط أن يعدو كيان علي أساس طائفي حسب وجهة نظرهم. بالرغم من أن وجهة نظري لا أحبذ أي كيانات تقام علي أساس طائفي لأن الطائفية مستودع للخراب, مثل ما حدث في لبنان, فالمؤسسات السياسية بها مبنية علي أساس طائفي ولذا كثرت الحروب الأهلية, فأري أن الدولة التي تبني علي أساس طائفي تصنع حفر لتسقط فيها واذا تكونت مثل تلك الكيانات في مصر ستؤدي وستحدث حروب أهلية. فلابد لأي كيان سياسي أن يبني علي أساس من المواطنة ويجمع المسلمين والمسيحيين والسنة والشيعة بحيث يجمع كل الطوائف تحت هدف واحدوهو وضع رؤية لمستقبل مصر, فأي كيان طائفي سواء رضينا أم لم نرضي سيسعي لمصلحته الطائفية والتي تختلف مع مصلحة الطوائف الأخري, ومن هنا سوف تنشأ الحروب الأهلية, ولذا اذا نظرنا للدول المتقدمة تبني فيها الكيانات السياسية علي أساس السياسة والمواطنة, حتي الأحزاب التي لها اسم ديني لا يكون معبرا عن واقع وعمل الحزب بل هو مجرد اسم تاريخي. يحسب عليك أنك من رموز النظام السابق فهل تواجه صعوبات في حياتك اليومية جراء ذلك؟ لا أواجه مصاعب, لان مصر كلها أو99.9*% من الشعب كانوا يتعاملون مع النظام ومنهم رموز في المجتمع الآن سواء من الاخوان والسلفيين ورؤساء الصحف وغيرهم, وأغلبهم دخلوا في صفقات مع النظامحتي القضاة كلهم كانوا جزءا من النظام, وكذلك الشرطة وهم من كانوا يزورون الانتخابات لصالح النظام ومن ينكر ذلك الآن فغهو فاقد للمصداقية, هذا كله بالاضافة الي انني لن أكن في موقع لاخذ القرار, بل عضو مجلس شوري بالتعيين. صرحت في أحد الحوارات في أثناء فترة النظام السابق بأنك تحب مبارك وتؤيد تولي جمال مبارك للحكم لان البديل هو حكم الاخوان, فماذا تقول بعد وصولهم للحكم؟ الجميع جامل النظام السابق ومن عارضوه قلة قليلة وهم معروفون مثل عبدالحليم قنديل وجماعة كفاية وحركة6 ابريل وهؤلاء هم من قاموا بالثورة ومعهم نجحت الثورة. وأنا كنت أجامل مثل الجميع, فالاخوان أنفسهم كانوا بيجاملوا مبارك وجمال, ومثال ذلك أن مهدي عاكف نفسه قال انه ليس لديه مانع أن جمال ييجي فإن القصة أن الكل جزء من النظام. ماذا تقول بعد وصول الاخوان للحكم كما توقعت؟ أي محلل سياسي كان يعرف أن البديل لحكم مبارك هو الاخوان المسلمين لأنهم القوي الوحيدة المنظمة التي لديها القدرة أن تحل مكان النظام السابق, فلديهم خبرة وكوادر تكونت علي مدي80 سنة حيث بدأت الجماعة منذ عام.1928 أما وقد صدقت الرؤية وحلوا محل النظام وجاءت بهم صناديق الانتخابات. هناك من ينتقدون تصرفات الاخوان والرئيس محمد مرسي بعد توليه المسئولية فما رأيك في ذلك؟ أعتقد أنه يجب علينا أن نعطي الدكتور مرسي كرئيس منتخب فرصة, فهو ططالب بمائة يوم لتظهر انجازات عمله, فأري أن نمنحه خمسة شهور وبعد ذلك نحاسبه هل حقق ما وعد به من عدمه, واذا لم يحققها فميدان التحرير موجود وأري أه لا يجوز من أول يوم أن نهدده ونحاسبه فهذا ليس بعدل. القارئ لكتاباتك يجد نفسه في حيرة من أمره, وخصوصا عندما تدافع عن الإسلام وأنت قبطي وهو أمر غريب أن يصدر منه, فبماذا تزيل الحيرة عن القارئ؟ أنا متخصص لاني حاصل علي دكتوراه في الشريعة الإسلامية, وكذلك المسيحية, وأعلم لمن يعرف مدي وسطية واعتدال الاسلام ووسطيته واعتدال المسيحية, فهم عمري كله هي قضية الوحدة الوطنية لنوجد مناخ جديد كمسيحي يحب المسلم ومطلوب من المسلم ذلك. بالإضافة الي أننا نتكلم في المسائل الاتفاقية ونبعد عن المسائل الخلافية, حني نحيي ثقافة العقاد عندما كتب عبقرية السيد التمسيح وتم تقطيعه من المسلمين, ولكن يجب أن نتحدث عن الآخر كما يجب أن نحب أن يتحدث عنا, فعدد الكتب التي ألفتها عن الاسلام بنفس عددها عن المسيحية وكذلك دراساتي كانت بالتساوي بينهما حتي أوجد جسور المحبة بيننا كمواطنين في مصر لان حجر الزاوية في التمسيحية هي محبة الآخر. بماذا تفسر حالة الفوضي والانفلات الأمني الذي ازداد في الآونة الأخيرة؟ أرجعها للانكسار في جهاز الأمن نفسيا لأنه بعد الثورة وحرق الأقسام ونهب كل الأسلحة بها دون أن يجري تحقيق فيها, واستشهاد الكثير من الضباط وجنود الشرطة وهم يدافعون عن أقسامها دون اجراء أي تحقيق, هذا أوجد شروخا في نفسية ضباط الشرطة وجنوده. من واقع خبرتك كرجل شرطة.. ما هي الطرق استعادة الأمن في الشارع المصري؟ في البداية لابد من أن يصدر قانون رادع لمعاقبة بعض الظواهر الإجرامية التي ظهرت وتصل الي الاعدام, مثل الاغتصاب والسرقة بالاكراه وقطع الطرق, والخهطف وطلب الفدية والارهاب وتجارة المخدرات والأسلحة, كما لابد أ يغير جهاز الشرطة من استراتيجيته وتعامله مع المواطن المصري, فالسلوكيات والتعامل ما قبل الثورة لم يعد مقبولا بعدها لان كرامة الانسان المصري خط أحمر, وأن تتفرغ الشرطة لحماية الأمن العام فقط والمواطنين جنائيا. خشي بعض الأقباط من وصول التيار الإسلامي للحكم وذكروا انه في حالة حدوث ذلك سيتركون البلد, فما رأيك في ذلك؟ أري أنه اذا لم يأت د. محمد مرسي للحكم كان هاييجي غيره, أما عملية اننا نترك بلدنا عشان الرئيس لم يأتي علي هواننا فلا يجب علي الأقباط أن يخافوا من تولي التيار الاسلامي أو غير الاسلامي الحكم, لأنهم لو شعروا بالظلم في وقت من الأوقات فأمامهم الطرق كثيرة لرفع الظلم, فلهم الخروج لمسابيرو والتحرير وشيخ الأزهر وهذا المنا لم يكن موجودا من قبل, ولذا لابد ألا تخاف طائفة أو تيار من أي حاكم فهو الطرف الضعيف لان عليه رقابة هائلة, بالاضافة الي أن الرئيس محمد مرسي وعد بحل مشكلات الأقباط.