* في البداية ما تقييمك للفترة الحالية التي نعيشها وهل أنت متفائل بالمستقبل؟ ** ما نحن فيه الآن هو صرخة ما قبل الولادة ولا تنسي ان الألم أصل الإبداع.. والحراك السياسي الذي نعيشه طوال السنوات الثلاث الماضية وحتي الآن أدي إلي تحريك المياه الراكدة وتحريك العقول وتحريرها لذلك أتوقع ان مصر ستنهض قريباً جداً وسيكون المولود بعد الصرخة مولودا عملاقا لأننا بالفعل نملك كل مقومات صناعة مستقبل واعد وعلينا التعلم من كل تجاربنا ونجمع بين محاسن كل تيار ونترك مساوئه.. فأنا أتمني أن يكون رئيس الحكومة القادم بل الحكومة القادمة قادرة علي أن نأخذ من الاشتراكية عدالتها ومن الرأسمالية كفاءتها ومن العسكرية الانضباط ومن التيار الديني القيم الدينية والأخلاقية ومن الثورة الاستقلال الوطني إذا استطعنا توفير حكومة ورئيس حكومة بهذه المواصفات اطمئنوا سننطلق بقوة ونكون في مصاف الدول المتقدمة. التنمية .. والأمن * وكيف تجمع بين هذه المواصفات وهل هذا ممكن؟ ** نعم ممكن فكما قلت علينا أن نتعلم من تجاربنا ونأخذ الدروس منها والنظام العالمي الجديد تجده يأخذ من محاسن كل الأنظمة فلا يوجد اليوم في العالم نظام اشتراكي صرف أو رأسمالي صرف.. كل دولة تجمع بين مزايا النظامين وبالنسبة لنا نحن نتفرد باضافة مزايا القيم الدينية والأخلاقية ومزايا العسكرية من الانضباط.. وللعلم التنمية الصحيحة يجب أن تنم عن ثلاث ركائز هي: الأخلاق ثم العلم ثم العمل فسر نجاح دول العالم المتقدم الأمان فالعلم بدون أخلاق مفسدة والعمل بدون علم جهل وضياع وإذا أردت أن تنمي شعبا يجب ان تبدأ بالتعليم والصحة ومن خلالهما ستقضي علي البطالة وتتلاشي البلطجة بالتبعية لأن الفرد المثقف سيحافظ علي نفسه ومن لا يملك لا يخاف.. لذا فإن مفهومي للأمن والاستقرار يبدأ بضرورة تغيير مفهومنا بأن نبدأ بالأمن الاستباقي الذي يكون عن طريق توفير فرصة عمل وسكن وعلاج لكل مواطن بعدها يأتي دور رجال الأمن في التصدي للمنحرفين والخارجين عن الطبيعة وإذا نجحنا في توفير فرص عمل لشباب الخريجين وتوفير سكن للشباب يتيح لهم فرص الزواج تتحقق العدالة الاجتماعية وهي أحد أهم مطالب الثورات وبما تحقق الكرامة والحرية وللعلم مرة أخري اؤكد أننا قادرون ويجب ان نضع في اعتبارنا ان هناك أناس يحلمون فقط ولا يعملون.. وأناس يعملون ولا يحلمون.. وآخرون يفعلون ما يحلمون به وهؤلاء هم القيادات وصفوة العالم وقادته ويجب ان يكون هذا هو قدوتنا.. لذا يجب علينا ونحن نعيد صياغة حياتنا الجديدة ان نعيد النظر في نظام التعليم حتي يتماشي مع متطلبات سوق العمل فكثير من المصانع في مصر تبحث عن العمالة الفنية المؤهلة المدربة بأعلي الرواتب ولا تجدها في حين ان هناك تكدسا من الجامعيين بدون عمل ويجب ان يواكب إعادة النظر في التعليم ان يتم بالتوازي إعادة تأهيل الخريجين الحاليين بواسطة النقابات المهنية المختلفة وبالتعاون بين الحكومة ورجال الأعمال حسب متطلبات سوق العمل لتقليل البطالة والاستفادة من القوي البشرية كما يجب إعادة النظر في انشاء الكليات بالمحافظات والمدن المختلفة فمثلا مدينة بورسعيد تحتاج إلي خريجين في مجالات بناء السفن والسياحة وليس كليات خدمة اجتماعية وخلافه. الحكومة ورجال الأعمال * بمناسبة الحكومة ورجال الأعمال أين الدور الاجتماعي لرجال الأعمال وكيف يمكن ان يساهموا في دعم عملية التحول الاجتماعي تلك؟! ** هناك العديد من رجال الأعمال الذين يؤدون دورهم بشكل شخصي ومنفرد ولكن الأمر يحتاج إلي تنسيق وتنظيم حكومي لتعظيم الاستفادة وتوجيهها إلي مشروعات تخدم الدولة والشباب ولا تنسي مبادرة صندوق دعم اقتصاد مصر فقد نجحنا في توفير حوالي 770 مليون جنيه لو أسرعنا في توجيهها لمشروعات تخدم الشباب والدولة لحققت الكثير. بورسعيد الكنز المفقود * باعتبارك ابن بورسعيد هل تجاوزت المدينة الحرة أحزانها؟! ** للأسف بورسعيد الكنز المفقود لمصر الذي لم يستغل حتي الآن ولذلك بورسعيد لم تتجاوز أحزانها ومازالت تعاني من أهمالها من خريطة التنمية طوال 30 عاما وكل حكومة تقدم لها الوعود بمشروعات عملاقة طويلة الأجل والناس تحتاج إلي مشروعات حالية قصيرة الأجل لانقاذ الوضع المتردي هناك فبورسعيد محافظة تجارية سياحية وهي أولي بالشهرة من دبي وقبرص ومؤهلة للمنافسة بقوة بل وان تكون في المقدمة علينا فقط تسويق بورسعيد سياحيا وتجاريا ولا يعقل ان نترك السفن تمر في قناة السويس فقط كمجري ملاحي علينا أن نكون أكبر من ذلك ويمكن الاستعانة بالشركات العالمية للتخطيط والتسويق وسرعة الإنجاز بشرط أن تكون المشروعات بدون تمليك وحق الاستغلال لفترة محددة والشركات المنفذة لديها سابقة أعمال قوية قادرة علي التخطيط والتسويق والتنفيذ. الفترة الانتقالية * نعود للشأن السياسي.. ما تقييمك للفترة الانتقالية الحالية؟! ** لا أنكر أن هناك مخاوف من طول الفترة الانتقالية برغم أننا نسير حاليا وفق الجدول الزمني المعلن إلا أنني كنت أفضل ان نقصر تلك المدة فلماذا لا نجري انتخابات الرئاسة والشعب في وقت واحد كسبا للوقت والمجهود والمال.. وان كنت أري أيضا انه من الأفضل إجراء الرئاسية أولا لأن مصر تحتاج إلي رئيس يجعل العالم يشعر بانتهاء الفترة الانتقالية وعلينا ان نبدأ بالأهم ثم المهم. * وماذا عن نظام الانتخابات؟! ** الأفضل ان نجمع بين مزايا الفردي والقائمة علي أن يكون الثلثان للفردي والثلث للقائمة فبالتالي نعطي فرصا لتمثيل الأحزاب وقياداتها التي تمتلك رصيدا سياسيا وشعبيا بلا امكانات مادية وفي نفس الوقت نعطي فرصة للناخب لاختيار نائبه الملتصق والمتواجد معه ومحاسبتهم ونجمع بين الكفاءات والخبرات والمستقلين والشباب وهنا أتمني أن يساهم الإعلام والجميع في تغيير ثقافة الاختيار لدي الناخبين بأن تكون الأولوية لمن يملكون الرغبة والامكانات لاضافة جديد لمصر والقادرون علي التغيير وأصحاب الرؤي القادرين علي تحويل تلك الرؤي إلي نتائج ملموسة علي مستوي الدائرة ومستوي الجمهورية.