تعد قنا من المحافظات التي تجتاحها السيول خلال شهر نوفمبر كل عدة أعوام ويعد سيل عام 1954 هو أول وأقوي السيول التي اجتاحت المحافظة ودمرت أجزاء كبيرة من عاصمة المحافظة بالإضافة إلي عدة مدن وقري ورغم مرور 70 سنة علي هذا السيل إلا ان الاخطاء تتكرر. يقول محمود الضبع عضو مجلس محلي المحافظة السابق انه مازالت 17 قرية مهددة باجتياح السيول رغم انفاق 160 مليون جنيه علي انشاء 7 مخرات للسيول بقري دشنا وقوص وقفط وقنا إلا انها غير كافية. اضاف ان الكارثة هي قيام وزارة الاسكان بإنشاء قريتين في الظهير الصحراوي هما: قريتا العقب بقوص وكرم عمران بقنا بمواقع مهددة بأخطار السيول رغم تقارير وزارة الري التي تؤكد وقوعهما في مجري السيول مما يهدد بضياع عشرات الملايين من الجنيهات التي تم انفاقها لإنشاء القريتين. وقال سعيد ابراهيم وكيل مجلس محلي المحافظة سابقا انه تم إنشاء مدينة قنا الجديدة بمنطقة السيل الديم بطريق قنا - سفاجا وتم انفاق 50 مليون جنيه لإنشاء سدود لحماية المدينة من السيول واضاف ان محطة الصرف الصحي بمدينة قفط ايضا تم انشاؤها بمجري السيول وعند اكتشاف المسئولين الخطأ بدأوا في اعداد الدراسات لانشاء سد بتكلفة أكثر من 150 مليون جنيه. ومن جهته أعلن المحافظ اللواء عبدالحميد الهجان انه تم رفع درجة الاستعداد في الوحدات المحلية ومديريات الخدمات والهيئات المختلفة بالمحافظات استعدادا لمواجهة اخطار السيول مشيرا إلي انه تم عمل خطة شاملة للحد من اخطار السيول تتضمن دور كل من هذه الجهات قبل واثناء وبعد حدوثها ووقايتها خاصة في فصل الشتاء كما تم حصر القري التي يمكن ان تتعرض للسيول وتضم 19 قرية بمراكز نجع حمادي ودشنا وقفط ونقادة وتم تشكيل غرف عمليات تعمل 24 ساعة بجميع المديريات والمراكز والقري تكون علي اتصال دائم بغرفة العمليات المركزية بديوان عام المحافظة. أكد المحافظ انه تم التنبيه علي مديرية الري بقنا لصيانة وتجربة بوابات الافمام والحجوزات الرئيسية ومصبات النهايات علي المصارف لتكون جاهزة للعمل والتأكد من خلو المجاري المائية لمخرات السيول البالغ عددها 10 مخرات علي مستوي المحافظة تشمل مخر سيل قنا بالمعنا وحجازة وخزام والكلاحين وكرم عمران والشيخ عيسي وعدد 3 سدود اعاقة بنجع عبدالقادر بدشنا وازالة العوائق التي تحول دون مرور المياه بها إلي جانب تجهيز ماكينات الرفع المختلفة وتجهيز وسائل المواصلات اللازمة لتحريكها للمشاركة في مواجهة اخطار السيول في أي لحظة. اضاف انه تم تركيب 4 اجهزة لقياس ورصد مياه الامطار مربوطة بنظام التنبؤات الموجود بمعهد بحوث الموارد المائية والري بالقاهرة والذي يقوم باسرال تقرير يومي عن حالة الطقس لمدة 72 ساعة قادمة وذلك بالتنسيق مع الادارة العامة للموارد المائية والري وتم التنبيه علي المخابز البلدية باجراء الصيانة اللازمة لتشغيلها في أي وقت والاحتفاظ برصيد كاف من الدقيق والوقود كما تم التنبيه علي المطاحن بالاحتفاظ برصيد كاف من القمح وتجهيز سيارات لنقل الدقيق للأماكن المضارة بالاضافة إلي وضع خطة لتوفير الأرصدة من السلع التموينية لمدة شهر. أوضح انه تم التنسيق مع مديرية التضامن الاجتماعي لحصر الامكانيات المتاحة في حال حدوث السيول وتمتوفير 1866 بطانية و342 خيمة كاملة بمشتملاتها موزعة علي مراكز الاغاثة بالمحافظة وإنشاء وحدة اجتماعية مؤقتة للاغاثة بمواقع السيول تقوم بحصر المضارين وصرف الاعانات العاجلة وتسكينهم وتتولي تشكيل لجان لحصر الخسائر وصرف الاعانات وتلقي التبرعات وتوزيعها كما تم رفع درجة الاستعداد بالمستشفيات والوحدات الصحية والتأكد من توافر جميع الادوية والامصال واتخاذ كافة الاجراءات والاستعدادات الصحية اللازمة بالاضافة إلي التنبيه علي مديرية الطب اليطري بحصر وتجهيز انواع المبيدات والمطهرات لتطهير الأماكن المتضررة مع توفير اللقاحات والامصال لاجراء التحصينات اللازمة لعلاج الحيوانات المضارة لعدم انتشار الأوبئة كإجراء وقائي بعد السيول مشيرا إلي أنه تم تجهيز نزل ومراكز الشباب التي تقع في نطاق الأماكن المتوقعة حدوث سيول بها لاستقبال الحالات والاسر المتضررة مع الاستعانة بالفرق الكشفية للمعاونة والمشاركة في اقامة المخيمات واعداد المعسكرات وتسكين الاسر المنكوبة في أماكن الايواء المجهزة لذلك كما تم اعداد نشرة بالتعليمات الواجب اتباعها اثناء حدوث السيول وارسالها للمدارس.