شهد مقر البرلمان الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل الليلة الماضية انطلاق الدورة الثالثة عشرة لمؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للابداع الشعري التي تعقد تحت عنوان "الحوار العربي الاوروبي في القرن الواحد والعشرين".. نحو رؤية مشتركة والتي لم تخل من ذكر الاحداث في مصر وخروج الملايين مطالبين بعزل الرئيس السابق محمد مرسي باعتبار ان الديمقراطية لا تعني فقط صندوق الانتخاب وأن النازية والفاشية وصلتا إلي الحكم عن طريق الديمقراطية ثم ارتكبتا المآسي الفظيعة. جلسة الافتتاح حضرها أكثر من 300 سياسي ومفكر وباحث جاءوا من 52 دولة عربية واجنبية وتضمن حفل الافتتاح كلمات لكل من "نوكيا سيفي"رئيس اللجنة السياسية والأمنية بالبرلمان الأوروبي نائبة عن رئيس البرلمان "مارتن شولتز" والتي أكدت ثقتها في أن أعمال هذه الدورة ستنبثق عنها افكار ستكون محل دراسة من أوروبا التي تحتفل اليوم بذكري انتهاء الحرب العالمية الأولي التي دمرت بلادها.. وقالت إن أوروبا إذا كانت حتي الآن غير قادرة علي حل مشكلاتها مع جيرانها العرب فإنها علي قناعة بأن الحوار وقيم التواصل يمكن أن تؤدي إلي رؤية مشتركة مع الدول العربية. قال عبدالعزيز سعود البابطين رئيس مؤسسة البابطين إن أوروبا التي أدركت أن الحرب هي الخطيئة الكبري ونجحت في الاتحاد فإن هذا الاتحاد اصبح مثالا للدول الاخري لتتوحد في اطار التنوع مشيراً إلي أن القرآن الكريم أكد حتمية الاختلاف واقر أن الغاية من الاختلاف هي التعارف. اضاف "البابطين" اننا جئنا إلي أوروبا مركز الحضارة الحديثة التي جعلت من حقوق الانسان منهجا في التعامل مع شعوبها ونزعت عن نفسها رداء الاستعمارية والعنصرية جئنا نحمل في وجداننا عبق الديانات السماوية التي دعت إلي المحبة وحرمت إراقة الدماء.. قائلا: ان تحية الاسلام هي السلام عليكم وهي دعوة صريحة تؤكد أن السلام العادل مطلب كل الشعوب. وقال جورج سامبايو "رئيس البرتغال السابق ورئيس لجنة حوار الحضارات بالامم المتحدة" إن المتغيرات في العالم العربي شديدة التعقيد وهناك شرخ في العلاقات بين السنة والشيعة وبين الاصوليين والعلمانيين كما أن عملية التغيير تشهد العديد من المتناقضات وهناك حتي الآن عدم يقين بشأن هذه التحولات لكن المراحل الانتقالية عموما تشهد مثل هذه الأحداث وهو ما حدث في البرتغال عام 70 حيث كانت الديمقراطية أصعب مما توقعنا. وأكد مرزوق الغانم "رئيس مجلس الأمة الكويتي" أن الارهاب ظاهرة لا ترتبط بعرق أو دين أو جنسية.. وقال إن هناك صراعا الآن بين دعاة الاعتدال ودعاة التطرف مشيراً إلي أنه لا يوجد صراع حضارات وان الحادث الآن هو توتر متصاعد بين الثقافات. وتحدث مايكل فريندو "رئيس وزراء مالطا السابق" مؤكدا أن النازية وصلت الي الحكم بالديمقراطية وأن الديمقراطية لا تعني فرض رأي الاغلبية ضاربا المثل بالحشود التي خرجت في مصر تطالب بالتغيير وتتظاهر ضد مرسي الذي تولي الحكم بالديمقراطية.. وقال ان الديمقراطية نموذج ينبغي ان ينمو محليا. أما محيي الدين عميمور المفكر الجزائري .. فقال إن النازية والفاشية نموذج يرد علي الذين يريدون أن يجعلوا من الديمقراطية شريعة مقدسة. وتعقد ظهر اليوم الجلسة الثانية تحت عنوان "وسائل التواصل الاجتماعي.. فضاء جديد للديمقراطية" تديرها جيزيل خوري ويتحدث فيها جمال غيطاس وناهدة نكد ود. ماريا ليابوب.. تعقد بعدها الجلسة الثالثة عن "التعليم والمواطنة" بمشاركة يوسف الإبراهيم وخالد الحروب ولويجي موجيا وعبدالواحد اكمير وسايمون بيترمان يعقبها حفل الختام.