فجر د. عمرو عزت سلامة وزير التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا مفاجأة من العيار الثقيل خلال حديثنا معه.. قال: إنه ستتم إعادة هيكلة البحث العلمي بشكل شامل خلال الأيام القادمة.. حتي يستطيع هذا المجال الحيوي قيادة التنمية في البلاد وتمشيا مع العهد الجديد بعد ثورة 25 يناير. أوضح الوزير أننا لن نتقدم بالصورة الملائمة إلا إذا كان لدينا بحث علمي متطور.. ومن ثم فإن المهمة الرئيسية لوزارة البحث العلمي والتكنولوجيا هي: تحديد حال أو الواقع الراهن للبحث العلمي والتكنولوجيا في مصر وتقويمه. كما أننا يجب أن نعرف: أين نحن الآن من العالم؟ وحول الأهداف الاستراتيجية لمنظومة البحث العلمي قال د. سلامة: إنه يأتي في مقدمتها تقليص الفجوة العلمية والتكنولوجية بين مصر والعالم.. إضافة إلي توظيف البحث العلمي لدعم اتخاذ القرار وحل مشكلات المجتمع وذلك من خلال إقامة شراكات حقيقية مع مؤسسات الإنتاج والخدمات الحكومية والخاصة. بالإضافة إلي ذلك فإن الوزارة تقوم حاليا ببناء منظومة بحثية قومية متكاملة يتم من خلالها إطلاق خريطة بحثية شاملة تضم وتنسق جهود الباحثين في كافة قطاعات البحث العلمي في الجامعات ومراكز البحوث. أكد الوزير حرص الوزارة علي رعاية العلماء والباحثين الشبان والموهوبين ودعم الابتكار والاختراع وضرورة تعميق الثقافة العلمية والتكنولوجية بحيث يصبح الفكر العلمي أسلوب حياة داخل نسيج المجتمع. زيادة التمويل وبالنسبة لزيادة التمويل المتاح للبحث العلمي خلال الفترة القادمة أوضح د. سلامة.. ان الدولة حريصة علي زيادة ميزانية البحث العلمي حتي يستطيع أن يؤدي دوره في دفع عجلة التنمية ودعم العلاقات الدولية المستمرة والفاعلة مع المؤسسات البحثية العالمية.. والتأكيد علي قيم النزاهة والجوانب الأخلاقية في البحث العلمي. وحول دور مراكز البحوث في الأقاليم ومختلف المحافظات أكد الوزير أنه تم الاتفاق خلال اجتماعه مع المحافظين بحضور وزير التنمية المحلية علي التنسيق بين المحافظين ورؤساء الجامعات ورؤساء مراكز البحوث في الأقاليم.. بحيث يكون هناك تواصل دائم وربط بين خطط وبرامج مراكز ومعاهد البحوث وبرامج العمل التنفيذية في المحافظات. تنسيق كامل * سألنا الوزير.. ما دور مجلس مراكز ومعاهد البحوث؟ ** قال د. سلامة: مجلس مراكز ومعاهد البحوث يضم 11 مركزا ومعهدا بحثيا ودوره مهم للغاية وهو التنسيق الكامل بين هذه المراكز والمعاهد ووضع المشاكل الحقيقية للمجتمع المصري علي قمة الاهتمام مع توظيف البحوث العلمية لخدمة المشروعات في مختلف المجالات. * وماذا عن مراكز البحوث التابعة لبعض الوزارات والجهات الأخري؟ ** هناك جهود مستمرة لضم جميع المراكز البحثية إلي المجلس حتي تكتمل المنظومة فيما بينها جميعا من أجل خدمة التنمية. * تحدثتم عن فرق بحثية في المحافظات.. كيف؟ ** نعم.. سيتم تكوين فرق بحثية في مختلف المحافظات من الحاصلين علي الدكتوراة والماجستير وأوائل الكليات لربط احتياجات المحافظات بمنظومة البحث العلمي مع العمل بجدية في تطوير التعليم الفني مع ربطه باحتياجات المجتمع علي أن تكون هناك مراكز تدريب علي أعلي مستوي لتخريج عمالة ماهرة تستطيع العمل في الأسواق المصرية والعربية والعالمية. تطوير اللوائح * نعود مرة أخري لإعادة هيكلة البحث العلمي؟ ** هذه الهيكلة ستكون شاملة وتتضمن تطوير اللوائح وفي مقدمتها لائحة تمويل البحوث وكذلك لائحة الترقيات وقواعد تشكيل اللجان العلمية بالإضافة إلي زيادة الميزانية المخصصة لكل مركز أو معهد بحثي.. مع بحث ضوابط تعيين من تجاوز الخمسين أو أكثر في وظيفة باحث ومن وصل لسن الأربعين في وظيفة باحث مساعد.. وغيرها من القضايا الهامة في هذا المجال. * والمراكز البحثية بالجامعات الخاصة؟ ** إنها مستقلة ولها كل الحريات في أسلوب عملها ولكن تحت إشراف الوزارة وهناك تنسيق كامل مع المسئولين عنها من أجل اكتمال المنظومة في مصرنا الحبيبة خاصة أن الجميع يعيش في ظروف مختلفة وعظيمة بعد ثورة 25 يناير التي نقلت مصر إلي عالم مختلف ومتطور.. وهدفنا هو الانطلاق إلي المستقبل المنشود. مظاهرات * وماذا عن المظاهرات التي لا تتوقف أمام مبني الوزارة.. لدرجة وصلت إلي تحطيم زجاج الأبواب الرئيسية؟ ** مطالب أبنائنا سواء كانوا طلابا أو خريجين يريدون عملا كلها مشروعة.. وأنا دائما ألتقي بهم وأتحدث معهم وأوضح لهم أن الحلول قادمة.. لكن الصبر مطلوب حتي نجتاز الظروف الصعبة الحالية.