مازالت أفلام العيد للعام الثالث علي التوالي تناقش قضايا البلطجة بالرغم من انتقاد بعض السينمائيين لنوعية هذه الأفلام خاصة بعد فيلم" "الألماني" و"عبده موتة" للفنان محمد رمضان وحصولهما علي أعلي الإيرادات وقتها. مما دفع الكثير من المنتجين والمؤلفين في الاصرار لتكرار هذه الظاهرة في الأفلام حيث ظهر لنا هذا العيد إضافة للبلطجة. انتشار الراقصات حول المطربين. وتحويل أغاني المهرجانات وأبطالها "أوكا وأورتيجا وشحته كاريكا وفيفتي" من الأفراح الشعبية إلي عالم السينما. يعرض في السينمات فيلمان من عيد الفطر وهما "قلب الأسد" للفنان محمد رمضان وفيلم "كلبي دليلي" للفنان سامح حسين. ويدخل المنافسة فيلم "القشاش" للفنان محمد فراج وحورية فرغلي. وفيلم "8%" لأوكا وأورتيجا ومي كساب. وفيلم "عش البلبل" لسعد الصغير وبوسي ودينا. أما بالنسبة "هاتولي راجل" للفنان شريف رمزي وأحمد الفيشاوي ويسرا اللوزي وإيمي سمير غانم فقد سلك طريق آخر نحو الكوميديا الساخرة.. استطلعت "المساء" آراء النقاد وكتاب السيناريو والمنتجين في ظاهرة البلطجة التي زادت في الانتشار داخل الأعمال السينمائية. أشار حسام موسي مؤلف فيلم "قلب الأسد" إلي ان الفيلم ليس من نوعية أفلام البلطجة ولا يمت بصلة لها. وان الفيلم تدور أحداثه حول شاب يعمل بالسياحة وظروفه تجبره علي العمل بالسلاح عندما تدهورت السياحة بعد الثورة قائلاً: "يظن البعض انه يشبه الأفلام التي قام بها الفنان محمد رمضان من قبل ولكن الفيلم مختلف كلياً كقصة واخراج فأنا أشبهه بنوعية فيلم "مافيا" أو "تيتو" أو "أولاد العم" وليس مثلا ك "الألماني". أضاف: بالنسبة للأغنية التي عرضت في برومو الفيلم فمدتها 30 ثانية فقط وكانت ضمن إطار أحداث الفيلم وليست دخيلة عليه. كما ان الفيلم لا يحتوي علي أي لفظ خارج أو مشاهد عنف لأنني ضدها تماما بالإضافة لإرادة السبكي في اظهار الفنان محمد رمضان في شكل مختلف عما تعود عليه الجمهور. لذلك الفيلم يستطيع أن تدخله الأسرة بمختلف أعمارها. توقع موسي ان "قلب الأسد" سيكون فرس الرهان لهذا العيد وسيكسر ريكورت الإيرادات مثلما حدث في عيد الفطر الذي تخطي فيه ال 17 مليونا في أسبوع واحد وحتي في ساعات الحظر. ويري كريم السبكي مخرج فيلم "قلب الأسد" ان وظيفة السينما هي نقل الواقع قائلاً: "لا يشترط بالسينما أن تقدم الأعمال حلولا. وإنما تعرض المشكلات وتسلط الضوء عليها. أما الحلول فهو وظيفة المسئولين في الدولة. كما انه من حق المبدع تقديم ما يريد وفي النهاية الجمهور والنقاد يبدون رأيهم فيما يشاهدون. أضاف: في حال ان كان الفيلم بعيدا عن الواقع وشعر الجمهور بأن الأعمال لا تمثله فإنها لن تحقق أي نجاح. حيث أكد ان البطل في "قلب الأسد" ليس بلطجياً كما يدعي البعض قائلا: "من يقول ان محمد رمضان بلطجيا في "قلب الأسد" كما كان في "عبده موتة" فأنا علي يقين انه لم يشاهد الفيلم وان هذا الحكم من مشاهدة التريلر فقط. قال المنتج والموزع محمد حسن رمزي: ان المنتج حاليا يريد العمل الذي يأتي له بفلوس فقط ولا يهمه قصة ولا سيناريو. وطالما الزبون أي "المشاهد" يريد نوعية هذه الأفلام ويقبل عليها بهذا الشكل فمن الطبيعي ان أغلب المنتجين يتوجهون إليها. أكد رمزي اننا في عصر "السبكي" كما يقول البعض وجمهور السينما الحالي أشبه ب "عبده موتة". أكدت الناقدة ماجدة خير الله ان السبب الأساسي لما وصلت إليه السينما الآن هو "الافلاس الفكري" والتكرار حيث قالت: "يعاني مجتمعنا هذه الأيام من قلة الابداع عند كتاب السيناريو حيث يخلقون من كل موهبة شابة جديدة نموذجاً للبلطجة وكأن بلدنا لا يوجد بها إلا هذا النموذج. أرجعت خير الله هذه الأزمة إلي المنتج الذي "يستسهل" وينتج مثل هذه الأعمال لمجرد انها تأتي بإيرادات فقط. كما توقعت أن يكون فيلم "هاتولي راجل" مختلفاً عن باقي الموجود بالسينمات بالإضافة إلي انه يصلح للعرض الأسري. قال الناقد طارق الشناوي: الواقع مليء بالقبح وما يعرض بالسينمات هذه الأيام أشبه بالواقع. وهذا لا يعني أن يضع تحت مسمي الفن لأن الفن دوره تحديد المشكلة ومناقشتها بشكل عميق وليس دوره تجميل الواقع. أضاف: ما يظهر أمامنا علي الشاشات من أفلام هي "بقايا السينما المصرية" هدفها الإيرادات فقط وكل منتج يبحث عن المكسب وعندما وجدوا المكسب في نوعية هذ الأفلام أصبح الاقبال بأكمله عليها وفي نفس الاتجاه. عبرت الفنانة هالة فاخر عن استيائها من نوعية هذه الأفلام الرديئة قائلة: "أنا شخصيا أرفض أفلام البلطجة وخاصة انهم أصبحوا يظهرون البلطجي كأنه بطل وقدوة ويتباهون بعرض هذه النماذج وللأسف كثير من الجمهور البسيط ينصاع وراء هذه النوعية من الأفلام وبالتالي أصبحت لها جمهور كبير. أضافت: سبب هذه الظاهرة منتج يبحث عن المال فقط ولا يهمه الرسائل والأهداف التي من المفترض أن توصلها السينما للجمهور. لذلك أود أن أقول لهم: "كفاكم بلطجة" لأنها أصبحت موضوعات تتكرر بشكل مكثف.