لم يقدر لأول صفقة من الحشيش الباكستاني أن تدخل البلاد وضاعت الفرصة علي أصحاب المزاج في أن يستمتعوا بهذا النوع من المخدرات الذي لم يتم جلبه إلي مصر من قبل وفشلت العملية الأولي وتم الضبط بحماية القوات المسلحة المصرية وتنفيذ رجال الشرطة وتعد ضربة موجعة لتجار السموم فالكمية المضبوطة 3 آلاف كيلو وتقدر قيمتها ب 10 ملايين دولار أي ما يوازي 600 مليون جنيه مصري وليتأكد للجميع أن مصر باقية ومتماسكة والجيش والشرطة "إيد واحدة". في مؤتمر صحفي عقد بمقر الإدارة العامة للمخدرات بحضور اللواء سامي سيدهم مساعد وزير الداخلية للأمن الاجتماعي واللواء طارق إسماعيل مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات تم إزاحة الستار عن أسرار هذه اللطمة لتجار السموم التي كانت محاطة بالسرية حتي النجاح في تحقيقها ووضع الكميات المضبوطة والجناه والمركب المستخدم تحت تصرف النيابة العامة. في بداية المؤتمر وجه اللواء سامي سيدهم تحية الشكر والاعزاز والتقدير للقوات المسلحة المصرية بقيادة المشير محمد حسين طنطاوي والفريق سامي عنان رئيس الأركان واللواء محمد صابر رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة وجميع قادة الأفرع الذين شاركوا في العملية. أكد اللواء سيدهم أنه فور إبلاغ منصور العيسوي وزير الداخلية بما توفر من معلومات حول العملية طالب بالتنسيق مع القوات المسلحة وشمولها بالسرية والحفاظ علي أرواح أبناء مصر الذين يشاركون في عملية الضبط وتكليف اللواء طارق إسماعيل مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات باتخاذ الإجراءات وتكليف اللواء سامح الكيلاني بقيادة المأمورية. أضاف أن التلاحم غير العادي بين القوات المسلحة والشرطة كان من أجمل معانيه وصوره مما كان له أكبر الأثر في تحقيق النجاح وكان الهدف أولاً تحقيق النجاح دون خسائر في الأرواح وهو ما تحقق وأشار إلي أن القلق كان الشعار الأول وبدأ يتلاشي حينما توفرت مظلة الحماية الكاملة من القوات المسلحة وكانت جواً وبراً وبحراً. البداية قال اللواء طارق إسماعيل: إن البداية للعملية كانت بتوافر معلومات للإدارة من خلال مصادرها السرية وأكدتها التحريات والمراقبات عن عزم تشكيل عصابي دولي متخصص في تهريب المخدرات من باكستان إلي دول متعددة منها مصر وأن أفراد التشكيل هم منورسعيد "باكستاني الجنسية" وتشارلز ريموند "بريطاني الجنسية" وأنهما أعدا الشحنة وفي طريقهما لتهريبها إلي مصر علي متن مركب يمتلكه الثاني وأنهما أعدا طاقماً لقيادة هذا المركب والقيام بالمهمة مقابل مبالغ مالية كبيرة وذلك من لوزدين دومنيك وجون روني وفندا إيفرن وجميعهم من سيشل. أضاف اللواء إسماعيل أنه عقب التأكد من المعلومات تم عرض الأمر علي الوزير منصور العيسوي الذي أمر بإجراء تنسيق علي مستوي عال من جهات القوات المسلحة المختلفة المعنية بذلك لاستكمال تنفيذ المأمورية وضبط أفراد التشكيل العصابي الدولي وفي هذا الصدد تم عقد اجتماعين بتاريخ 17 و20 أبريل الجاري مع القوات المسلحة ممثله في المنطقة الجنوبية العسكرية ومخابرات حرس الحدود والقوات البحرية والقوات الجوية والمخابرات الحربية وبعد ذلك تم اتخاذ الإجراءات القانونية مع الجهات المعنية وتكليف المصدر السري للتفاوض علي استلام الشحنة ومسايرة طاقم المركب الذي يحمل البضاعة المتهم الثاني صاحب الشحنة أو بالنسبة للإذن بضبط أفراد التشكيل بالتنسيق مع القوات المسلحة حال وجودهم بالمياه الاقليمية المصرية. غرفة عمليات أضاف أنه تم عمل غرفة عمليات علي مستوي يتناسب مع حجم المأمورية وصعوبتها من ضباط الإدارة العامة لمكافحة المخدرات وضباط المخابرات الحربية وضباط مخابرات حرس الحدود وضباط القوات البحرية وضباط القوات الجوية وضباط المنطقة الجنوبية وذلك بالتنسيق فيما بينهم وإجراء عمليات الربط والرصد والاتصال المباشر لتحديد ساعة الصفر لتنفيذ عملية الضبط دون حدوث أية خسائر للقوات. قال اللواء طارق إسماعيل: إنه عقب دخول المركب حامل الشحنة إلي المياه الاقليمية تم الدفع بمركب صيد به مجموعة من فريق العمل مرتدين ملابس الصيادين ومعهم المصدر السري الذي سيتسلم الشحنة وذلك غرب جزيرة زبرجد علي بعد 50 ميلاً بحرياً من قاعدة برنيس بالبحر الأحمر وتم دفع لانش آخر من القوات البحرية لتأمين مجموعة الضباط الموجودين علي مركب الصيد وذلك عن بعد وبشكل مستتر ضم هذا المركب أيضاً ضباط من الإدارة وحرس الحدود والقوات البحرية ومجهزاً لاسلكياً ومسلحا علي أعلي مستوي. طائرة هليكوبتر كما تم الدفع بطائرة هليكوبتر هجومية من قاعدة برنيس لتأمين المأمورية من الجو والربط مع مسرح الأحداث وعند ساعة الصفر تم إلتحام مركب الصيد مع المركب المحمل بالبضاعة بعد الاتصال من خلال المصدر مستلم الشحنة وتم الدفع بمجموعة الضباط الذين كانوا علي مركب الصيد إلي المركب المحمل بالبضاعة بعد أن اطمأن المهربون إلي أنهم جاءوا بالمصدر لاستلام الشحنة وتمت المداهمة والضبط أمام ساحل قاعدة برنيس البحرية دائرة قسم شرطة مرسي علم وأمكن السيطرة علي كافة الموجودين بالمركب وأسفر الضبط عن وجود 118 جوال بداخلهم المخدرات المعبأة في "طرب" ووزنت 3 أطنان من الحشيش واعترف المضبوط عليهم بجلب المضبوطات واستخدام المركب وطاقم البحارة لعملية التهريب وتحرر المحضر اللازم.
