أكد د. رشاد البيومي نائب المرشد العام لجماعة "الإخوان المسلمون" أن الالتواء السياسي ليس منهج الجماعة وأنهم ملتزمون بما أعلنوه عشرات المرات من أنهم لن يتقدموا بمرشح للمنافسة علي منصب رئيس الجمهورية وقال: إن القدرة علي العطاء والإبداع هي الفيصل في اختيار مرشح من عدمه بغض النظر عن أي شيء آخر مؤكداً عدم معارضة الجماعة لزيادة أعداد الوزراء المسيحيين في الحكومة بشرط ان يمتلكوا القدرات التي تؤهلهم لشغل الوظيفة- شأنهم شأن المسلمين- التي يرشحون بها. أضاف ان الساحة الآن أصبحت متاحة ومفتوحة أمام الجميع ومن يثبت قدرته علي التواصل مع الجماهير سيبقي. وأن كثرة عدد الأحزاب الدينية لا يخيف الإخوان. فالكيانات الهامشية سينتهي دورها قريباً مؤكداً انه ليس مع إعطاء فرصة أخري للوطني للتطهر والتخلص من الفساد به فقد كان وبالاً علي مصر بأسرها. أوضح ان الإسلام لم يعرف يوماً الحكم باسم الاله. ومن يقل بغير ذلك يجهل أصلاً من أصول الدين وأنه لا بأس من استخدام الشعارات الدينية بشرط ان توضع في اطارها الصحيح. قال ان الجماعة ليست مجموعة من جنود الأمن المركزي تنفذ الأوامر فقط. لكن يوجد في داخلها تحاور ونقاش من أجل الصالح العام ومن حق شباب الإخوان أن يختلفوا مع شيوخهم وان يعلنوا رأيهم ويستمع إليهم. نفي ان يكون هناك كيان دولي للإخوان وكل جماعة تتعامل في بلدها وفقاً للظروف السائدة بها وان كان هناك نوع من التحاور معهم والحث علي العمل في مجالات الخير. أكد ان المادة الثانية من الدستور لم تنتقص يوماً من حقوق الاقباط ولا مبرر للتفكير في تعديلها الآن وان الإخوان يقبلون بأي نظام انتخابي طالما يقوم علي حسن النوايا ويراعي التطبيق السليم للقانون. * ما هي رؤيتك للحياة الحزبيةفي مصر في المستقبل خاصة بعد إقرار قانون الأحزاب الجديد؟ ** يجب ان نتفق أولاً علي ان الظروف التي كانت تحكم مصر قبل ثورة 25 يناير لم تكن تعطي الأحزاب أي هامش من الحرية وكانت معظم الأحزاب كيانات هامشية لا وجود حقيقي لها بين الجماهير. وبكل صدق تعرضت هذه الأحزاب لكل أنواع الكبت وكذلك جماعة الإخوان المسلمين رغم أنها لم تكن حزباً سياسياً الا انها تعرضت للنصيب الأكبر من القهر والظلم ومن ثم لم تكن قادرة علي احداث أي تطور حقيقي في الحياة وأتصور أنه بعد الثورة. وإتاحة الحرية للجميع لابد ان تلعب هذه الأحزاب دوراً فاعلاً وحقيقياً ومؤثراً في صناعة القرار. وهذه الثورة أيضاً ستظهر الحزب صاحب الجذور والصلات القوية بالشعب وخاصة بعد قرار إلغاء الدعم المادي للأحزاب فالحزب القادر علي ان يعتمد علي نفسه وله صلات حقيقية ومد طبيعي مع الناس سوف يستمر ويلعب الدور المنوط بالأحزاب في أي نظام سياسي حزبي حقيقي وعلي العكس تماماً الأحزاب الهامشية سوف تنتهي تماماً. * وماذا عن الأحزاب الكثيرة التي بدأ الإعلان عنها عقب نجاح الثورة وهل يعتبر ذلك علامة صحية؟ ** لا جدال في ذلك. فمصر كلها كانت تعاني في الماضي من كبت سياسي لا مثيل له وكانت العراقيل توضع أمام الراغبين في إقامة أي تنظيمات حزبية شرعية من خلال ما كان يطلق عليه "لجنة شئون الأحزاب" ولذلك كان من الطبيعي بعد مرحلة الكبت الطويلة هذه أن نجد هذا الزخم في إنشاء الأحزاب وهو أمر طبيعي فكل اتجاه من حقه ان يعبر عن أفكاره ويقدم تصوراته للتعامل مع قضايا مصر المختلفة وهذا ما يجب ان يكون مكفولاً للجميع بغض النظر عن أي اعتبارات أخري وما ينطبق علي الأحزاب القديمة ينطبق علي هذه الأحزاب الجديدة. فمن المؤكد ان هناك أحزاباً جديدة سوف تستمر لفترة ما ثم تتواري عن الأنظار وتصبح بمثابة تاريخ أو ذكري بينما ستبقي أحزاب أخري بشرط ان تكون صاحبة قدرة عالية علي الأداء. ومن ثم تصبح ذات تأثير في الحياة الحزبية والسياسية. فساد متنوع * وكيف تري الحكم الأخير بحل الحزب الوطني؟ ** الحكم الذي صدر هو عنوان الحقيقة. كما يقول فقهاء ورجال القانون وأرفض تماماً الآراء التي تنادي بتطهير الحزب ثم نعطي الفرصة له لخوض المنافسة في الانتخابات ونترك للناس الحق في قبوله أو رفضه. فهذا الحزب منذ أن خرج للنور كان وبالاً علي مصر بأسرها والقائمون عليه قاموا بعملية إفساد سياسي واجتماعي واقتصادي لا مثيل لها ولهذا فحل الحزب هو أفضل علاج لما ارتكبه من أخطاء ترقي إلي الكوارث والجرائم. ولهذا يجب ان نلفظ هذا الحزب ونقصيه تماماً. بل ونواصل طريقنا كدولة في القضاء علي ذيوله التي مازالت تعبث والتي تحاول ان تواصل ثورتها المضادة التي ترتكب كل يوم حماقات وآخرها المظاهرات التي ينظمها ذيول النظام بين الحين والآخر وتدافع عن الرئيس المخلوع. فهذا لا يدخل في إطار حرية الرأي والتعبير لأن هذه المظاهرات ينظمها مجموعة من المنتفعين من بقايا الحزب الوطني. * حل جهاز مباحث أمن الدولة وتحويله إلي ما يسمي بجهاز الأمن الوطني؟ ** هذا أيضاً لا يكفي فالعقليات التي تحكم هذا الجهاز هي التي كانت موجودة قبل الثورة وهؤلاء تعودوا علي الحكم البوليسي. كما ان القول بقصر عمل الجهاز علي عمليات التجسس غير حقيقي فمازال هذا الجهاز له مقر وتحديداً في منطقة الزمالك ويطلق عليه تجاوزاً مركز المعلومات. وهو في حقيقة الأمر يقوم بتجميع بيانات عن العديد من الشخصيات في مصر وهو ما يؤكد أننا في حاجة ماسة إلي احداث تعديل جوهري في هذا الجهاز. * إذا عدنا للحديث مرة أخري عن الأحزاب ما هو موقفك من قيام أحزاب دينية؟ ** هذا مرفوض تماماً. فالإسلام لم يعرف يوماً ما يسمي بالحكومة الدينية. ولم يكن هناك حكم باسم الإله في أي فترة من الفترات سوي في أوروبا في العصور الوسطي ونموذج شاذ في عصرنا الحالي هو حكم الملالي أو ولاية الفقيه في إيران. ومن يقل بغير ذلك فهو ينكر أصلاً من أصول الإسلام ولكن هناك ما يعرف بالأحزاب ذات المرجعية الدينية بمعني أننا نعتمد علي القيم الإسلامية السمحاء كالعدل والشفافية في إدارة الأمور فطالما أن القيم الدينية تهذب الأخلاق وتجعل المواطن يؤدي عمله علي أكمل وجه فلماذا لا نستخدمها؟ خاصة وأن القيم الدينية هي الأصل في تنظيم إيقاع المجتمع وحتي لا يكون هناك أي لبس لدي البعض. فليس من المتصور مثلاًان نأتي بشخص لمجرد أنه حافظ للقرآن ولكن بدون أي مؤهلات أوشخص معمم ليدير وزارة الصناعة أو الصحة. الفيصل هنا المعرفة والتخصص. فليس هناك كما قلت حكم باسم الإله ولكن هناك حكماً لرجل الخبرة والعلم والتخصص. فزاعة الإسلام * هذا كلام جيد ولكن لا يكفي لإزالة القلق والخوف في نفوس الآخر فما ردك؟ ** الأحزاب أو الجماعات الإسلامية كانت تستخدم كفزاعة في فترات سابقة كنوع من التخويف لبعض اتباع الديانات الأخري. وأقصد هنا تحديداً الإخوة الأقباط حيث كان يستخدم هذا المصطلح كنوع من التخويف للآخر بأن الحكم ذو الجذور الإسلامية يمثل القهر والظلم للآخر. وهذا غير حقيقي ومناف للواقع ولكل أحداث التاريخ كذلك في عصرنا الحديث لم يبرز يوماً خلافاً بين عنصري الأمة. فقد عاش المسلمون والمسيحيون في مصر متجانسين وكان للاخوة الأقباط دور لا ينكر في ثورة 19 بجانب إخوانهم من المسلمين بل ان بعض المسيحيين كانوا مستشارين للإمام الراحل حسن البنا مؤسس الجماعة. ولكن الذين في قلوبهم مرض هم الذين يشيعون الآن انه إذا ساد المسلمون ستكون الحرب وهذا غير صحيح تماماً وينافي وقائع التاريخ. * معني هذا أنكم لا تعارضون زيادة أعداد الوزراء المسيحيين أو ان تستعينوا بهم إذا قمتم بتشكيل حكومة في يوم من الأيام؟ ** نعم بكل تأكيد هذا حقيقي فأهلاً وسهلاً بأي شخص مسيحي للتعاون معه وأنا لا أقول هذا من باب الدعاية أو السياسة ولكن عن قناعة حقيقية وإيمان لا يتزعزع فتفضيل إنسان عن آخر في احتلال المنصب من عدمه ليس بسبب ديانته أو معتقداته ولكن التفضيل لصاحب القيم والقدرات الإبداعية في المجال الذي يعمل به.والفيصل هنا ليس الدين ولكن القدرة علي العمل وإلا وقعنا في نفس الخطأ الذي وقع فيه الحكم السابق والذي جعل المناصب مقصورة علي أهل الثقة دون أهل الخبرة. وكانت النتيجة ما عشنا فيه علي مدار 30 عاماً والفساد الذي اكتشفناه والذي تسبب في تأخر مصر لسنوات طويلة. * وماذا عن التنسيق والتعاون بين جماعة الإخوان المسلمون والكنيسة المصرية كما أعلن مؤخراً؟ ** هو ليس تنسيقاً بالمعني المعروف. ولكنه نوع من التحاور والتفاهم وعودة لصلات المحبة الماضية فعندما عاد قداسة البابا شنودة من رحلته العلاجية الأخيرة بعد الوعكة الصحية التي ألمت به رأي فضيلة المرشد أن يقوم بتهنئته بسلامة الوصول والشفاء حتي نزيل أي لبس من جانب الآخر في هذا المجال خاصة وأننا دائماً كنا حريصين علي دعوة الكنيسة في الكثير من الاحتفالات التي نقيمها وللأمانة كانوا يرحبون بذلك ولكن في السنوات الأخيرة توقف حضورهم بسبب التدخل السافر من مباحث أمن الدولة بغرض بث روح الفرقة والشقاق بيننا برغم أننا نؤمن تماماً ان "القبط" أهل بلد كالمسلمين تماماً وأن لهم ما لنا وعليهم ما علينا. تواجد حقيقي * حزب الوسط خرج من عباءة الإخوان ولكن هناك تفاوتاً في الرؤي والأفكار فيما يخص الكثير من القضايا فهل يمكن ان يكون هناك شكل من التعاون معه في الانتخابات القادمة؟ ** علاقتنا بحزب الوسط جيدة وهم أبناؤنا وخرجوا من وسطنا وندعو الله دائماً ان يسدد خطاهم ويهديهم إلي الطريق الصحيح . أما فيما يخص التعاون والتنسيق مع حزب الوسط فأعتقد انه ليس له خصوصية في هذا المجال مثله مثل غيره ومعيارنا في اختيار المرشح في الدوائر التي لن نخوض فيها الانتخابات لن تكون كما قلت مرات عديدة بسبب الدين. ولكن الاختيار سيكون للشخص القادر علي ان يقدم شيئاً لمصر ولديه رغبة حقيقية في أن يفيدها ويراعي الله في تصرفاته. * شهدت الأيام الأخيرة خلافاً حاداً بين قيادات الجماعة ومجموعة من الشباب المنتمين إليها فهل هذا يعتبر علامة علي حدوث تمرد أو انشقاق داخل الجماعة؟ ** سأكون صريحاً وواضحاً في هذه المسألة تماماً.. كل ما حدث أنه بعد التجربة غير المسبوقة التي مرت بها مصر باندلاع ثورة 25 يناير أصبح الشباب لديه بعض من التطلعات والرغبة الحماسية الشديدة وهذا أمر وارد وطبيعي في ظل الثورات الكبري ولذلك حرصنا علي ان نعقد العديد من اللقاءات والاجتماعات بين المسئولين الكبار بالجماعة والشباب وأؤكد مرة أخري أنه من الطبيعي بعد فترة طويلة من القهر والقمع عاشتها مصر ان تكون هناك رغبة عارمة في التغيير لدي الشباب ولكن المشكلة ان الشباب متعجل بعض الشيء ونحن كشيوخ وكبار نري انه من الأفضل ان ننتظر ونتروي قبل اتخاذ أي خطوات كي ندرس عواقبها وآثارها جيداً. * لكن الشباب قاموا بالفعل بعقد مؤتمر حاشد بدون وجود تمثيل لشيوخ وقادة الجماعة فبماذا تفسر ذلك؟ ** دار حوار هذا المؤتمر الكثير من اللغط. وحقيقة الأمر ان هناك مجموعة من شباب الجماعة قاموا بالإعداد للمؤتمر وقاموا بالفعل بحجز المكان الذي سيعقد به ولكننا لظروف تنظيمية طلبنا التأجيل. ولكن هذا لم يكن ممكناً حيث تم حجز المكان واتخاذ الاجراءات. وبالفعل عقد المؤتمر بدون وجودنا. وبعد ذلك اكتشف الشباب خطأ موقفهم بعقد المؤتمر علي غير رغبتنا أو عدم وجودنا ونشروا الاعتراف بعد ذلك علي الموقع الخاص بهم علي الانترنت. ونحن تواصلنا معهم بعد ذلك علي أحسن ما يكون وما أريد ان أقوله بصفة عامة أنه لا يمكن ان يتصور أحد في ظل هذا العدد الضخم من الإخوان ألا يكون هناك خلاف وتباين في وجهات النظر. فحتي نحن كشيوخ للجماعة عندما نلتقي في اجتماعات مكتب الارشاد تصل الخلافات بيننا إلي ارتفاع الصوت والحدة الشديدة في الحوار. وهذا شيء طبيعي فنحن كجماعة لسنا قالباً واحداً أو مجموعة من جنود الأمن المركزي نتلقي الأوامر وننفذ بدون تفكير ولكن نتحاور ونتناقش وبالتأكيد هناك وجهات نظر مختلفة ومضادة يجب ان تحترم حتي لو اختلفنا معها. * زادت المخاوف هذه الأيام من بزوغ نجم الجماعات الإسلامية ومنهم السلفيون والجهاد خاصة بعد حادثة قطع اذن مسيحي وهدم الأضرحة فماذا بوسعكم كجماعة تعتبر من أكبر القوي المنظمة ان تفعلوا لمواجهة ذلك؟ ** نحن ننكر هذه التصرفات تماماً لأنها ليست من الدين أو الأخلاق في شيء وليس لأحد ان يقيم الحد سوي ولي الأمر. والحدود بصفة عامة تأتي في مرتبة متأخرة جداً في مواجهة الأخطاء وتأتي بعدة مراحل.. ولهذا فإن عدد الحدود التي اقيمت في عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم قليلة للغاية وتحصي علي أصابع اليد الواحدة. وهي تحتاج اشتراطات صعبة للغاية فحد السرقة مثلاً لكي يطبق علي السارق يجب ان نكفل له أولاً الدخل الثابت والمأوي والاستقرار في الحياة. وأيضاً إذا سرق ليس من حق أحد من العامة ان يقيم عليه الحد بل ولي الأمر كما قلت. وغير ذلك يعتبر خارجاً عن أي إطار شرعي وبالنسبة لهؤلاء نحاول قدر الامكان ان نلتقي بهم ونوعيهم لأن من بينهم عقولاً مستنيرة وسلاسة في الفكر ويتبقي فقط ان يتعرفوا علي الحقائق حتي يعوا الأمر جيداً ويتوقفوا عن اطلاق التصريحات الضارة. * صرح د. عصام العريان أحد قيادات الإخوان مؤخراً بأننا يجب ان نركز علي الكيان الدولي للأمة الإسلامية. فهل هناك تواصل وتعاون مع الإخوان في الخارج؟ ** سواء كان الإخوان في بلاد العالم المختلفة مصريين أو غير مصريين من المنتمين إلي الإخوان فكل جماعة تتعامل في بلدها وفقاً لطبيعة الظروف التي تحكمها وكل منها له خصوصيته يتفرد بها ومن ثم ليس هناك تنظيم دولي يحكم هذا الأمر. ولكنني انتهز هذه الفرصة لكي أوجه نداء إلي الطيور المهاجرة بالخارج سواء من الإخوان أو غير الإخوان من المسلمين أو المسيحيين ولكل إنسان مصري شريف في الخارج. * طرح الإخوان مؤخراً علي الأحزاب مبادرة لبناء مصر الحديثة فهل وجدتم استجابة من الأحزاب؟ ** لقد كنا منكبين علي دراسة هذه المسألة منذ فترة طويلة وخاصة فيما يتعلق بالتعليم فهو من وجهة نظري القضية المحورية والأساسية التي يجب ان تتكاتف كل الجهود للتعامل معها ولو نجحنا في حلها سنقطع خطوة كبيرة للامام خاصة أننا متأخرون للغاية في هذا المجال عن معظم دول العالم ولهذا فقد قمنا بوضع عدد من البرامج الجاهزة في التعليم سواء الجامعي أو ما قبل الجامعي للنهوض به وكذلك في باقي المجالات الأخري ونحن في هذا الإطار نعي جيداً ان للمعرفة ضريبة يجب ان ندفعها بمحاولة الاشتراك في الاصلاح.. أما عن موقف الأحزاب فقد قدمنا رؤيتنا أو مبادرتنا إليهم ولكنهم حتي الآن لم ينتهوا من دراستها أو يعطونا رداً عليها أي أننا لم نبدأ بعد الخطوات العملية المشتركة لتنفيذ هذه المبادرة. * انشغلنا هذه الأيام كثيراً في الفساد الذي عاشته مصر علي مدار 30 عاماً ماضية فمتي تبدأ حركة الإنتاج والبناء مرة أخري؟ ** صحيح انه قد حدث بطء في اجراءات مكافحة الفساد في البداية وكانت الناس لديها مخاوف من ان يستغل هؤلاء الذين حكموا مصر علي مدار 30 عاماً ماضية ما يتمتعون به من خبث ومكر في إعادة ترتيب أوراقهم ولكن بعد ان أبدي المجلس العسكري الكثير من حسن النوايا وقاموا بمساءلة رؤوس الفساد تمهيداً لمحاكمتهم فأقول للناس جميعاً مصر في حاجة إلي التقاط الأنفاس ولهذا يجب علينا ان نهدأ جميعاً ونعطي المسئولين الفرصة لكي يعيدوا تهيئة الأمور بشكل مناسب للعودة للعمل والإنتاج. هذه الحقيقة * كثر اللغط هذه الأيام حول الدفع بمرشح للإخوان في انتخابات الرئاسة القادمة علي عكس ما تعهد به الإخوان من قبل.. فأين الحقيقة؟ ** قلناها وأقولها للمرة العاشرة لن نتقدم رسمياً بمرشح للإخوان ولن تتقدم قياداتنا للمنافسة علي هذا المنصب وبعد ان يتقدم من يرغب في الترشح سيكون معيار القبول أو الرفض لأي شخصية مدي قدرته علي العطاء وتحمل مسئولياته والقيام بمهام رئيس الجمهورية وهذا الموقف لا رجعة فيه فقد أعلنا لنقطع الشك باليقين أننا لن نترشح لمنصب رئيس الجمهورية فكل ما يهمنا ويعتبر قضيتنا الأولي هو ان نحمي مصر وتنعم بالاستقرار بغض النظر عمن يحكمها فالأشخاص ليسوا معيارنا للحكم علي الأمور ولكن مصلحة الوطن والأمة هو معيارنا الأول والأوحد.. وهذا ما ينطبق علي الترشح لمجلس الشعب فلن تزيد نسبة مشاركتنا علي 40% علي المقاعد حتي لا نتهم بأننا نسعي للسيطرة. * لكن د. عبدالمنعم أبوالفتوح وهو أحد القيادات البارزة في الجماعة أعلن عن تفكيره في الترشح فما هو موقفكم في هذه الحالة؟ ** عندما يقدم د. أبوالفتوح علي تلك الخطوة فساعتها سيكون مستقيلاً من الجماعة ولن يكون من الإخوان وحتي لا يقول البعض ان هذه مناورة أقول لهم نحن لم نتعود يوماً علي الالتواء السياسي وهذا الأسلوب لم ولن يكون منهجنا في يوم من الأيام ونزول د. أبوالفتوح الانتخابات بعد استقالته من الإخوان لا يمنعنا من ان نستعرض كل الأسماء المطروحة علي الساحة والأقدر علي صيانة الأمة وهذا هو معيارنا في الاختيار بغض النظر عن الانتماء للإخوان من عدمه. * وما هو موقفكم من استخدام بعض الشعارات الدينية خاصة في مجتمع 50% من مواطنيه يعانون الأمية؟ ** بالتأكيد يجب ان نكون حريصين في اطلاق الشعارات والترويج لفكر أو اتجاه معين فعندما أقول بتطبيق الشريعة الإسلامية فيجب ان يفهم الآخرين ان هذا الشعار ليس لخدمة أو انصاف فريق معين فهذا الأمر يضمن السلامة لكل فئات المجتمع المسيحي قبل المسلم فالفهم الصحيح للشريعة يؤكد ان حق غير المسلمين مصون ولا لبس فيه * وما رأيك فيما أثير حول مطالبة البعض بإلغاء المادة الثانية من الدستور الخاصة بالشريعة الإسلامية المصدر الأساسي للتشريع؟ ** اثارة هذه القضية الآن ليس في محله وعلينا ان نتساءل هل انتقص وجود هذه المادة يوماً ما من حقوق المسيحيين والإجابة بالطبع لا فنحن بلد أغلبها من المسلمين ووجود هذه المادة شيء طبيعي وهذه المسائل لا يجب ان تكون محل خلاف وعلينا ان نكون عمليين وواقعيين ولا يجب ان نثير مثل هذه القضية وغيرها من القضايا المشابهة فهذه بمثابة الفتنة النائمة لعن الله من أيقظها. * وماذا عن إلغاء مجلس الشوري وهل تفضل النظام الرئاسي أم البرلماني. وماذا عن نظام الانتخابات البرلمانية هل من الأفضل أن يكون فردياً أو بالقائمة؟ ** لو أعطي مجلس الشوري دور حقيقي فلا مانع من وجوده ولكن أن يمثل اضافة وليس مجرد ديكور.. أما نظام الحكم فأفضل أن يكون برلمانيا تكون لرئيس الجمهورية مكانته وتقديره ولكن الحكم للشعب.. وفيما يخص نظام الانتخابات البرلمانية فكل نظام له عيوبه ومزاياه وبغض النظر عن النظام الذي سنأخذ به فالمهم أن تخلص النوايا في كل مراحل الانتخابات ساعتها سيكون رأي نظام جيد طالما يضمن في النهاية أن يصل من يستحق إلي كرسي البرلمان وساعتها سينتهي من القاموس السياسي نسبة 99.9% التي عانينا منها كثيراً.