سادت حالة من الهرج والمرج بحفل افتتاح مهرجان الإسكندرية السينمائي في دورته ال 29 التي أقيمت بقاعة رأس التين البحرية وتحول الحفل إلي مولد شعبي أختلط فيه الحابل بالنابل بعد أن تم توزيع الدعوات بصورة عشوائية لم يشهدها مهرجان الإسكندرية من قبل فبالرغم من حالة النظام الشديد في دخول المدعويين الذي تولته القوات البحرية إلا أن القاعة المنظمة قبل دخول المدعويين تحولت إلي سوق تجاري حيث تصدر الطاولات الرئيسية من ليس لهم علاقة بمهنة التمثيل وجعل العديد من النجوم العرب والأجانب يجلسون في الصفوف الخلفية لعدم وجود أماكن لهم. ولعل أولي مفاجأت الحفل كانت بغياب وزير الثقافة ليحل محله الدكتور خالد عبد الجليل مستشار الوزير وبدأ حفل الافتتاح متأخرا ساعة ونصف الساعة تقريباً عن الموعد المحدد علي الدعوات الرسمية وظل منظمو الحفل يطالبون الحضور بالإلزام والجلوس علي مقاعدهم بعد ن التفوا حول النجوم دون جدوي وظل النداء يتكرر لمدة نصف ساعة تقريبا حتي بدأت فعاليات حفل الافتتاح. القاعة المقام فيها الافتتاح تم وضع طاولات بها ومسرح قريب من سطح الأرض وهو ما جعل الحضور يصعدون عليه أيضاً. بدأت فعاليات المهرجان من خلال شاشة تم وضعها في منتصف المنصة وتم عرض لقطات من الدورات السابقة للمهرجان وبالرغم من ذلك لم يلتف إليها أحد لإصرار الحضور علي التصوير مع الفنانين. حضر حفل الافتتاح كل من المخرج علي عبد الخالق والفنانة سميرة عبد العزيز ومحفوظ عبد الرحمن وايمان البحر درويش وسمير صبري وممدوح الليثي والمخرج داوود عبد السيد وسميحة أيوب والمخرج أحمد النحاس والفنان السوري جمال سليمان والفنانة كيندا علوش والفنان محمود قابيل والمخرج محمد خان والمؤلف مجدي صابر ومدير التصوير رمسيس مرزوق والفنان هاني مهنا ونجلته وخالد تليمة نائب وزير الشباب وإلهام شاهين وشقيقها أمير والمخرج خالد يوسف والفنان مصطفي كامل ولقاء سويدان ومحمود حميدة وأشرف عبد الباقي وأحمد رزق. أما الفنان نور الشريف قد جلس علي طاولة متطرفة لعدم وجود مكان له علي الطاولة الرئيسية التي يجلس عليها المحافظ وأصر اللواء طارق المهدي علي جلوسه بجواره بعد الرفض الشديد من نور الشريف. قدم الحفل الممثل محمد كريم باللغة العربية والانجليزية وألقي الناقد أمير أباظة رئيس المهرجان كلمة أكد فيها علي أن هذا هو مهرجان الصمود والتحدي للصعوبات الشديدة التي واجهت إقامته وفي مثل هذا اليوم منذ 40 عاما عبرت القوات المسلحة أكبر حاجز مائي وهو قناة السويس ونعتز بأن هذا المهرجان يشارك فيه 15 دولة عربية وتظل السينما تواجه الإرهاب بتواجد فنانيها ومزيد من عطائهم الفني. وقال الدكتور خالد عبد الجليل مستشار وزير الثقافة في كلمته أن الثقافة المصرية ستظل طائراً محلقاً فوق كل الأنظمة وفوق كل التيارات وعاش الفن المصري رائدا علي مر العصور. أما اللواء طارق المهدي محافظ الإسكندرية فقد وجه تحية لكل الفنانين المشاركين في المهرجان لإعطاء صورة للعالم بأن مصر قادرة علي المواجهة وأنها لن تسقط في طيات الظلام ونحن في دورة جديدة لمهرجان السينما لنشارك في نهضة الثقافة والابداع الذي تعد مصر رمزا لها وندعو الجميع أن ينضم إلي أغلبية الشعب المصري ليسود الحق والخير علي مصر وهذ المهرجان يعد رسالة للجميع بأن مصر ستعود كما كانت وأفضل. تم عرض لمحات تكريمية تحت اسم زمن الحلم الضائع لتكريم الفنانين الراحلين حيث عرضت لقطات من أعمال الفنان الراحل محمد صفاء عامر والمخرج توفيق صالح والسيناريست رفيق الصبان. الغريب أن أغلب الحضور لم يتابعوا فقرات حفل الافتتاح اما للتصوير مع الفنانين أو للتكدس أمام المسرح أو للكاميرات التليفزيونية التي أعاقت الرؤية. تم الإعلان عن أربعة مسابقات الأولي لجنة تحكيم الفيلم المصري القصير وصعد علي خشبة المسرح رئيس اللجنة كمال عبد العزيز وغادة جوبار وظل البحث عن المخرج سعد هنداوي فتبين عدم حضوره ولجنة الفيلم العربي القصير برئاسة علي أبو شادي وتضم حسين الخوارج من الكويت والدكتور خالد الزوجاي وسلطان المزني من السعودية ولجنة تحكيم بانوراما السينما المصرية ولم يحضر رئيسها وليد سيف أو أشرف توفيق أو علاء الشافعي عضوي اللجنة بينما صعد فقط علي المسرح رمسيس مرزوق ويوسف الملاح أما المسابقة الرسمية لدول حوض البحر الأبيض المتوسط فصعد رئيس لجنة التحكيم محمود قابيل وتواجد جميع أعضائها. أما مدير تصوير فيلم المسافر المكرم من قبل المهرجان والايطالي الجنسية فلم يحضر تكريمه وتم النداء علي مخرج الفيلم أحمد ماهر لاستلام الجائزة فتبين عدم حضوره فتم النداء علي قنصل ايطاليا فلم يحضر أيضاً وعلق المحافظ أنه اليوم في إجازة وتسلمت اخيراً الجائزة احدي السيدات الايطاليات ولم يعرف أحد صفتها لتستلم الجائزة. كما تم تكريم الفنان المغربي محمد مفتاح والفنان الفلسطيني محمد بكري واللذين جلسا في الخلف ولن يتعرف عليهما احد. أما المؤلف وحيد حامد فقد اعتذر عن عدم الحضور وتسلم جائزته الناقد علي أبو دشادي وألقي كلمته التي تمني فيها ان تمر أيام المهرجان علي خير وأنه بهذا التكريم قد قطع مشواراً طويلاً مع كوكبة من نجوم السينما قدموا أفضل ما عندهم ومر مشواره بمرحلة صعود وهبوط حتي نقدم للناس السينما وصناعتها القادرة علي إثارة الدهشة مضيفاً بأن لديه شعوراً بالرضي أن مشواره الطويل قد أعطي نتائجه وان تكريمه يعيد له ذكريات جميلة مع المهرجان. تم تكريم المخرج محمد خان الذي جلس في الخلف مع زوجته لعدم وجود أماكن له في الطاولات الأمامية. أما الفنان محمود حميدة فأكد خلال تكريمه علي أن مهرجان الإسكندرية هو حبه وكان يستضيفه في بداياتي طوال أيامه علي مدار اسبوعين مجانا بينما أي ضيف لم يتم استضافته سوي ثلاثة أيام. أما الفنانة إلهام شاهين فقالت: أنا فخورة بأنني فنانة مصرية والفن اعطاني كل شيء جميل في حياتي كما انني حصلت علي خمس جوائز من مهرجان الإسكندرية وأشكر جمهوري المصري والعربي الذي ساندني علي مدار سنة تعرضت فيها وتعرضت السينما المصرية لهجوم وأشعر بالفخر لانتصاري علي طيور الظلام واهدت إلهام جائزتها لوالدتها ولكل إنسان مصري شريف بيحب مصر ويسهر عليها وللجيش المصري العظيم والشرطة المصرية التي تضحي من أجل الشعب والقضاء المصري النزيه وقالت أردد كلمات الفريق أول عبد الفتاح السيسي بأن الجيش المصري هو نور عيونا. تم منح جائزة جديدة غير معلنه للناقد ممدوح الليثي وأيضاً تكريم اللواء طارق المهدي محافظ الإسكندرية لإقامته للمهرجان. أما الاغرب فحين طالب مقدم الحفل جميع الفنانين بالصعود لالتقاط صورة تذكارية لأنه لم يعلم من هو الموجود بالقاعة ولم يحصل علي اسكريبت اعداد الحفل سوي من ساعتين لتسود حالة من الفوضي علي خشبة المسرح من صعود المدعويين وراغبي التقاط الصور التذكارية مع النجوم وانتهي حفل الافتتاح وسط حالة من الهرج الشديد لبحث القنوات التليفزيونية عن النجوم بعد أن غادروا القاعة سريعا عقب انتهاء الحفل. من الطرائف نقل صحفيين الإسكندرية لقاعة المهرجان بأتوبيس نقل عام وهو ما أثار استياءهم. لم يظهر الفنان محمود عبد العزيز بالرغم من أنه الرئيس الشرفي للمهرجان كما هو معلن من قبل كما لم يعلم الحضور أين يعرض فيلم الافتتاح نظراً لأن القاعة غير مجهزة لعرض أفلام سينمائية.