متي يتم بناء الوطن ونحن نعيش حالة من الفزع والإرهاب والتهديد والعنف غير المسبوق في تاريخ مصر؟ ومتي نبدأ في صياغة عقد اجتماعي جديد ومعدلات الكراهية لتيارات التطرف المتأسلمة تزداد يوما بعد الآخر لما يقومون به من حماقات وإجرام لم يعتاد عليه المصريون علي مدار القرون الماضية؟ ومتي يتم بناء مصر الجديدة في ظل حمل السلاح ومخططات دولية لتقسيمنا إلي عدة دويلات برعاية دولة الإرهاب في العالم الشهيرة بالولايات المتحدة الأمريكية؟ الإجابة أننا نستطيع أن نبدأ في بناء الوطن حتي ولو حاربنا العالم جميعا لأن إرادة الشعب المصري أقوي من أي إرادة لأي حكومة وأي نظام سواء داخليا أو خارجيا لأننا باختصار قادرون علي قهر المستحيل.. فنحن فقط أصحاب المصلحة في أن تعيش مصر حرة مستقلة. ونحن فقط من نغير مصائرنا وليس لأحد غيرنا القدرة علي إحداث شرخ أو تمزيق لأوصالنا. ومصر الدولة هي التي علمت العالم وأنارت طريقه وقت أن كان يعيش في ظلام الحروب الأهلية والتطاحن وسفك الدماء مصر الدولة هي من صدرت العلم والحضارة والعمارة والفلسفة والطب وقت أن كان العالم لا يدري عن ذلك شيئا ولا يعرف التقدم ويعيش دموية القتال والظلام. وهنا لن أتحدث عن أمريكا التي لايزيد عمرها علي مائتي سنة لكنني أتحدث عن أوروبا صاحبة التاريخ الأكثر دموية وإظلاما في العالم. شعب مصر لا يحارب بعضه البعض شعب مصر يحارب مجموعة من الإرهابيين الذين أبوا أن يكون مستقلا في مواجهة مخططات تقسيمه وتحويله إلي دويلات وها هو يقف ضد كل من تسول له نفسه اللعب علي وجوده أو حدوده أو هويته. شعب مصر يحارب طيور الظلام الذين عششوا داخله لعشرات السنوات وعندما رأوا النور احترقوا لأنهم ليسوا بطيور ولكنهم خفافيش كلما اقتربت من النور هربت لأن وطنها الحقيقي هو الظلام أما مصر وشعبها فيعيشون في النور والضياء لأنهم أصحاب حق وحضارة. آن الأوان أن نعيد بناء مصر علي أسس صحيحة قوامها الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.. لنبدأ في وضع صياغة جديدة لعقد اجتماعي جديد قوامه أهداف ثورته المجيدة التي بدأت في 25 يناير ووصلت إلي محطتها الثالثة في 30 يونيو لتثبت للعالم أن إرادة الشعوب فوق إرادة كل حاكم فاسد غاصب ديكتاتور ومستبد. إن الناس التي خرجت بالملايين في الشوارع والميادين ضد الإرهاب هي تلك الشعوب القادرة علي الثورة كل يوم من أجل حريتها ومن أجل كرامتها ومن أجل استقلالها الوطني. إذن علي طيور الظلام أو خفافيشه أن ترحل غير مأسوف عليها لأننا استوعبنا دروس الماضي وأبدا لن نسمح لهم بتمزيق الأوطان العربية التي اصطفاها الله بأنها أرض الرسالات السماوية التي نزلت هدي ورحمة للعالمين.