سواء تدهورت الحالة الصحية للرئيس السابق مبارك أو تحسنت فإن مسألة نقله إلي مستشفي يتبع القوات المسلحة هي مسألة حيوية وأمنية ومطلب شعبي. لأن استمراره في شرم الشيخ يحمل بعض الشبهات حول إمكانية هروبه من مصر بحرا. كما ان المدينة نفسها ستعاني كثيرا في حالة بقائه بها. ولا أعتقد أن تلك هي القضية الجوهرية.. القضية الحقيقية هي حالة الهياج الشعبي تجاه المحاكمات والصراع علي تقديم الوثائق والمستندات التي تثبت الكسب غير المشروع للرئيس السابق وأبنائه وحاشيته ورجاله. وجميعهم والحمد لله داخل السجون يقضون فترات الحبس الاحتياطي لحين انتهاء التحقيقات ونظر القضايا. ولا أعتقد أن أيا من المحبوسين من السذاجة حتي يسرق أو يهدر أموالا أو ممتلكات أو أصولا للدولة دون سند من القانون.. فالعصابة المقيمة داجل سجن طرة تندرج تحت مسمي عصابات الجريمة المنظمة "المافيا". لكن المافيا المصرية تختلف عن بارونات المخدرات والسلب والنهب والقتل في جميع دول العالم لأن الاخيرة تمارس عملها بالمخالفة لقوانين تلك الدول. اما المافيا المصرية فارتكبت جرائمها بالقانون الذي صدر عن مجالس تشريعية مختلفة علي مدار العصر السابق تفننت في سن قوانين تدشن الفساد وتسمح لتلك المافيا بممارسة جرائمها تحت سمع وبصر الشعب الذي ظل مغلول الايدي ومقطوع اللسان ومشلول التفكير لايستطيع مواجهة كل تلك الجرائم القانونية. لذلك فإن تحويل جميع افراد العصابة الي المحاكمات أمر جميل ومطلب شعبي. لكن نتائج تلك المحاكمات لا اعتقد أنها ستكون علي المستوي المأمول من الشعب لأنه كما قلت كلهم سرقوا ونهبوا وافسدوا تحت مظلة القانون. ورغم أهمية فكرة القصاص إلا أنني اري تأجيلها مؤقتا وفتح حوار ومساومات مع اعضاء المافيا المباركية لاسترداد الأموال "إذا كانت هي الهدف الأول" وبعد ذلك يصبح علي المجلس العسكري ومجلس الوزراء الاسراع بالتفكير في اسقاط الجنسية عن كل من يثبت تورطه في ذلك الفساد المقنن ثم تأتي المحاكمة الجنائية لقتل المتظاهرين وافساد المجتع المصري بالكامل وتركيع مصر سياسيا واقتصاديا واجتماعيا لأن في تلك الحالة وبعد إدانتهم لا يصبح من الشرف للمصريين أن ينتمي هؤلاء جميعا لمصر التي افسدوها ودمروا شعبها.
