أفادت التقارير الواردة من طرابلس باندلاع معارك دامية بين الثوار الليبيين والكتائب الموالية للعقيد معمر القذافي في مدينة مصراتة الواقعة غرب ليبيا.وكانت إيطاليا اعترفت في وقت سابق بالمجلس الانتقالي الذي شكله الثوار الليبيون كمحاور شرعي وحيد,مؤكدة أن مقترحات نظام القذافي للخروج من الأزمة لا تتمتع بالمصداقية. ناشد المجلس الوطني الانتقالي المجتمع الدولي سرعة التدخل لمنع العقيد القذافي من ارتكاب مذبحة في مصراتة مؤكداً في بيان له إن تصريحات نظام معمر القذافي والتي اعلن فيها أنه سوف يستعمل منتهي القوة والعنف لمنع إدخال أي مساعدات طبية وإنسانية إلي مدينة مصراتة المحاصرة يأتي في نطاق التصعيد النوعي في عملياته العسكرية ضد المدينة. أوضح المجلس أن القذافي يستخدم أسلحة متطورة وثقيلة لضرب المدينة استعدادا لاقتحامها والقيام بمجزرة بشرية تطال كل سكان مصراتة حتي الأطفال والنساء خلال الساعات القليلة القادمة. وناشد المجلس المجتمع الدولي أن يتحمل مسئولياته ويتدخل بأقصي سرعة لإيقاف هذه المذبحة المرتقبة وأن يستخدم كل الوسائل الممكنة لتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1973. وطالب المجلس المجتمع الدولي بحماية المدنيين في مصراتة وذلك بإعلان المدينة منطقة محمية دوليا وأن يصر علي إدخال المساعدات الطبية والإنسانية إلي سكان مصراتة المدنيين الذين تمارس ضدهم أعمال القنص والقصف العشوائي المتواصل. كما ناشد المجلس المجتمع الدولي مواصلة دعمه للشعب الليبي من أجل فك الحصار عن العاصمة طرابلس وعن المدن المحاصرة في الجبل الغربي. داعيا العالم الحر إلي مساعدة الشعب الليبي علي التخلص من نظام القذافي "الدموي والقامع" لتطلعات الشعب في الحرية والديمقراطية والحياة الإنسانية الكريمة. في الوقت نفسه دافع حلف شمال الأطلنطي "ناتو" عن حملة القصف الجوي في ليبيا في أعقاب ماتردد بشأن هجمات جوية وصفت ب "الغامضة" أدت إلي وقوع خسائر بشرية. أكد الجنرال مارك فان أوهم أحد كبار جنرالات الناتو علي موقع الناتو أن الحملة الجوية أدت إلي اضعاف بالغ للقدرة العسكرية للعقيد الليبي معمر القذافي. كشف ان قوات الناتو الجوية مستمرة في تفكيك القوة العسكرية لنظام حكم القذافي بكافة انحاء البلاد مع انتباه عملي الي المدن الثلاث التي تخضع للتهديد الاكبر من جانب قوات العقيد الليبي وهي اجدابيا وبريقة ومصراتة... مشيرا إلي أن تلك التحركات تعتبر انجازا كبيرا في حدود امكانيات الناتو المتاحة لها حاليا ويمكنها انجاز ماهو أكثر إذا توفر لديها امكانيات اكثر. تأتي تصريحات الجنرال فان اوهم في اعقاب اتهام فرنسا الناتو بأنه لم يبذل جهدا كافيا لحماية المدنيين في ليبيا فيما صرح آلان جوبيه وزير الخارجية الفرنسي بأنه ينبغي علي الناتو استهداف الاسلحة الثقيلة التي يستخدمها نظام حكم القذافي لقصف تجمعات مدنية. اعلن التليفزيون الليبي التابع للدولة ان غارات الناتو علي مدينة ككله قتلت عددا من المدنيين ورجال الشرطة دون ان يذكر عدد القتلي علي وجه التحديد. وبدورها انتقدت القوات الثورية الناتو مؤخرا لاخفاقه في الحيلولة دون قتل مدنيين بواسطة قوات القذافي. وصفت الجزائر الحملة الرامية لتوريطها في "الرعاية المزعومة" للمرتزقة في ليبيا "بالتحامل اللامسئول". وذكر بيان صادرعن وزارة الخارجية الجزائرية أنه بالرغم من التكذيبات العديدة القاطعة الصادرة عن السلطات الجزائرية فضل مصطفي عبدالجليل "رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي" أن يتراجع عن التكذيب الذي جاء به شخصيا لهذه الاتهامات "الطائشة" في حديث له مع صحيفة جزائرية يوم 5 مارس الماضي وأن يركز بصفة خاصة علي الجزائر متهما إياها بغير وجه حق في "رعاية مزعومة" لنشاطات المرتزقة في ليبيا وفي تعليق لها اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية ان التصريحات الرسمية الفرنسية والبريطانية حول ضرورة قيام حلف شمال الأطلنطي "الناتو" بعمل عسكري اقوي واكثر حسما في ليبيا انما تبرز التصدع داخل هذا التحالف بعد ثمانية ايام فحسب من امساكه بزمام القيادة للعمليات العسكرية في هذا البلد. ذكرت الصحيفة ان هذه التصريحات تكشف ايضا عن ازمة قوات الثوار وعجزهم عن الصمود في المدن والبلدات التي كان الثوار قد نجحوا في انتزاعها من قبضة نظام القذافي. ومع رفض الناتو للانتقادات التي وردت ضمنا في تصريحات لوزيري الخارجية الفرنسي والبريطاني فان النيويورك تايمز لفتت في تقريرها الي ان التطورات الميدانية علي الأرض تؤكد حقيقة هامة فحواها انه لا القوات الموالية للقذافي ولا القوات التي تمثل الثورة علي نظامه قادرة علي حسم الموقف وتتحقيق انتصار حاسم علي الأرض. في الوقت ذاته توقعت مصادر أمريكية أن يؤدي عجز الثوار الليبيين عن الإطاحة بالعقيد معمر القذافي إلي زيادة الانتقادات والضغوط التي تتم ممارستها علي الرئيس باراك أوباما وإدارته التي مازالت متمسكة بضرورة تخلي القذافي عن السلطة. حث وزير الخارجية البريطاني وليام هيج حلف شمال الأطلسي "ناتو" علي تعزيز وتكثيف جهوده في ليبيا وقال: "يجب أن نكثف جهودنا داخل الناتو. لهذا السبب قامت المملكة المتحدة الأسبوع الماضي بتقديم طائرات إضافية قادرة علي قصف أهداف علي الأرض تهدد السكان المدنيين في ليبيا". اما وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه فانتقد الناتو قائلا إنه لا يقوم بالدور الذي يتعين عليه في ليبيا من أجل حماية السكان المدنيين. وردا علي تصريحات وزير الخارجية الفرنسي- وضح نظيره الايطالي فرانكو فراتيني أن التنسيق سيكون "النقطة الاهم" في الاجتماع الوزاري لحلف شمال الاطلسي غدا في برلين.