عندما تتحدث عن أكبر عائلات المخدرات بالاسكندرية لابد وان تذكر عائلة "بزازة" وهي سيدة في الخامسة والسبعين من عمرها وشهرتها "مؤسسة" ورثت الاتجار بالمخدرات منذ نعومة أظافرها فهي تعمل في البيع والشراء والوساطة التي تعلمت أصولها عن والدها وباقي أفراد أسرتها وبالتالي فهي من مؤسسي الاتجار بالمخدرات في حي الجمرك ولايمكن ان تدخل الي "حارة تيمور" بالجمرك وانت لاتعلم ملكة الحارة الست "بزازة مؤسسة". "بزازة" متزوجة من تاجر مخدرات أيضا ولها أربعة أبناء حرصت علي تعليمهم فن الاتجار بالمخدرات وفتح أسواق جديدة وأيضا علمت المهنة لاحفادها ليحملوا الراية من بعدها.. "ومؤسسة" قاسية الفؤاد شرسة الطباع لم يتمكن "الزمن" من هدم قواها أو إرشادها الي طريق الهداية والتوبة فمن يتابع حكاية "بزازة مؤسسة" يشعر وانه امام احد الافلام السينمائية. وبعد وفاة زوجها رفضت الاعتزال واستمرت في العمل بالاتجار فيديها بمثابة ميزان تستطيع ان تبلغك ما اذا كانت "طربة الحشيش" في وزنها المعتاد ام انها منقوصة الوزن وتمنح لاصحاب المزاج عطايا القرش والثمناية في المناسبات والاعياد ليدعو لها المدمنون.. ولايمكن ان تنبئك ملابسها الرثة ومنزلها المتهالك المكون من اربعة ادوار انها من كبار تجار المخدرات وبالرغم من رحيل أولادها واحفادها عن المنزل للسكن في مناطق اخري الا أن منزل "بزازة" ظل وكراً لبيع المخدرات بالجمرك يأتي اليه الابناء بزوجاتهم للاتجار والبيع ويغادرونه ليلا. نعود لمآسي "بزازة مؤسسة" فنجلها الاكبر "ابراهيم" قتل ذبحا منذ بضعة سنوات في خلاف علي ثمن بضاعة فاستمرت في العمل دون توقف والقي القبض علي حفيدها "محمد" وقضي عقوبته وخرج واستمرت ثم القي القبض علي حفيدها "عمرو" "21 سنة" والذي يقضي عقوبة الحبس ثلاثة سنوات واستمرت في عملها دون توقف ولكنها حرصت في جميع الاحوال ان يحمل احفادها وابناؤها اسم "بزازة" فلا تعلم اسم الاب ولاتتذكره ولكن أسمها يكفي كعلامة مسجلة للشهرة وفتح أبواب الاتجار في المخدرات. لم تكن أعين القانون غافلة عن "بزازة" مؤسسة ونشاطها المتزايد في الاتجار بالمخدرات حيث ضبطت أول مرة منذ "35 سنة" لتقضي عقوبتها وتعود للعمل في المخدرات وتستمر عملية القبض عليها حتي بلغت حصيلتها 9 قضايا مخدرات اخرها كان عام 1990 لتختفي لفترة شهدت القبض علي الاحفاد وموت نجلها وحبس نجلها المتهم معها في القضية "فتحي بزازة" "50 سنة" وتعود بعد الافراج عنها الي عالمها ومكانتها في سوق المزاج. في الأونة الأخيرة بدأت المعلومات ترد الي اللواء ناصر العبد مدير مباحث الاسكندرية عن عودة "بزازة مؤسسة" لممارسة نشاطها الاجرامي بصورة موسعة.. فقامت بوضع ابواب حديدية علي عقارها وعلي نافذة شقتها بالدور الاول واصبحت الزبائن تقف تحت نافذتها بالطوابير منذ الصباح الباكر في انتظار استيقاظها وفتحها للنافذة لبدء عملية البيع بمساعدة نجلتها وزوجته او احد احفادها.. حيث تجلس "مؤسسة" وبجواره الميزان والسكين لقطع "الطربة" حسب الطلب. وأمر "العبد" بالتحري من خلال فريق للبحث الجنائي برئاسة العقيد محمد عبدالوهاب مفتش المباحث ويضم المقدم "أحمد الخرادلي" رئيس مباحث الجمرك حول كيفية اقتحام حارة تيمور في ظل وجود.. "ناضورجية" اعلي المنازل وبمدخل الحارة ومنتصفها لصالح اسرة "بزازة" ولايستطيع احد من سكان الحارة متابعة عملية البيع والشراء أو حتي التعليق خوفا من المدمنين وبلطجية التاجرة الشهيرة.. وهو ما دعا لخطة مختلفة بالزج بعناصر متعددة من الشرطة في ملابس "رثة" علي صورة باعة جائلين وعمال للوقوف في طابور الحشيش.. حتي تمكنت قوات الشرطة من محاصرة الحارة في ساعة متأخرة من الليل عندما خلت من المارة ليتم ضبط "المتهمة" ونجلها عبدالرحمن فوزي وشهرته "فتحي بزازة" "51 سنة" والذي لم يمض علي خروجه من السجن سوي ستة أشهر تقريبا في قضية مخدرات ليعود مرة اخري للسجن "وزوجته" ميرفت محمد بدوي "40 سنة".