في اطار التغطية الاعلامية للاحداث الجارية في ليبيا. اهتمت وسائل الاعلام الغربية بالاستجواب الذي اجرته الشرطة الأسكتلندية مع وزير الخارجية الليبي المنشق موسي كوسا بشأن حادثة تفجير طائرة ركاب أمريكية فوق لوكربي عام 1988. السلطات الأمريكية والأسكتلندية تأمل أن يقدم كوسا الذي كان رئيسا لجهاز المخابرات الليبية قبل أن يتبوأ منصب وزير الخارجية معلومات عسكرية ودبلوماسية حيوية بشأن تفجير طائرة بان آم فوق لوكربي بأسكتلندا. والذي استطاع العقيد الليبي ان يخرج منها في اطار صفقة مشبوهة تمت في عام 2009 تم بمقتضاها الافراج عن المتهم الليبيي الوحيد عبد الباسط المقرحي. استقالة كوسا اول الشهر الجاري كانت بمثابة ضربة قوية . رأي الغرب انها قصمت ظهر القذافي ومنذ وصوله الي العاصمة البريطانية لندن بمساعدة من المخابرات البريطانية. عولت عليه الدول الاوروبية آمالا عريضة في ان يبوح عن اسرار حكم القذافي وفضائحه وكواليس عهد العقيد واسباب الثورة. خاصه ان كوسا كان علي دراية بكل خبايا النظام الليبي وكان "كاتم اسرار" العقيد ونجله سيف الاسلام. لكن المحللين المتابعين للازمة الليبية يتوقعون ان انهيار كوسا بالسهولة التي يتوقعها الغرب ربما يكون امرا صعباً . و ليس معني استجوابه بشأن قضية لوكيربي انه سيمهد الطريق لفتح خزائن اسرار النظام الليبي. واستدلو علي ذلك انه لم تصدر اي تصريحات عقب مساءلته التي تمت الاسبوع الماضي توضح نتائج هذا التحقيق. علي الجانب الآخر يتوقع محللون ان فترة صمت كوسا عن خزينة اسراره لن تطول . خاصة ان الدول الاوروبية ربما تلجأ الي مساومته اما المحاكمة القضائية في جرائم هو نفسه متهم فيها واما الكشف عن اسرار القذاقي..اضف الي ذلك ان كوسا يدرك جيدا ا أن ما فعله مع نظام القذافي سيجعله هدفا ذا اولوية خاصة لدي الزعيم الليبي. ويعزز هذا الاتجاه ما ذكرته وسائل اعلامية المانية حول ان القذافي كلف رئيس استخباراته ابو زيد عمر دورده البحث عن مكان وجود كوسا بلندن وتصفيته هناك... فهروبه شكل هزيمة نفسية للعقيد القذافي وضربة قاسية لنظامه. ونقلت دوائر في المعارضة الليبية قولها ان العقيد القذافي اصيب بنوبة هياج عصبي وغضب شديد عندما بلغه نبأ هروب وزير خارجيته.