رحب خبراء التعليم بفكرة تحويل المدارس المصرية إلي الكترونية ذكية خلال السنوات الخمس القادمة بعد قرار مركز تطوير المناهج بالوزارة بتشكيل لجنة مكونة من 15 خبيرا وبعض الشركات التي تعمل في تكنولوجيا المعلومات لتطبيق الفكرة التي طبقت بالفعل في بعض المدارس التجريبية بالقاهرة وفي انتظار تعميم التجربة بالمدارس الحكومية مثلما حدث بمدارس أسيوط التي قامت بإدخال الحاسب اللوحي بمشاركة بعض الجهات الدولية. أوضحوا أن هذه المبادرة سيكون لها دور هام في إعداد بنوك الاسئلة ووضع الامتحانات بطريقة حديثة وتطوير الكتب المدرسية. حيث لدينا 49 ألف مدرسة من إجمالي عدد المدارس ومن الضروري أن تقدم دورات تدريبية للمعلم علي أساليب حديثة تقضي نهائيا علي ارتفاع كثافة الفصول وصيانة المباني وإنشاء معامل الرياضيات والعلوم والارتقاء بمرحلة رياض الأطفال. من جهة أخري أشار البعض إلي أن المدارس الخاصة بدأت بتوزيع أجهزة الكمبيوتر المحمولة للطلاب ولكن مازالت الإمكانيات المادية عقبة تعرقل خطة الوزارة في تعميم التجربة في باقي المدارس. قامت "المساء" بطرح الفكرة علي الخبراء لمعرفة كيفية النهوض بالتعليم الالكتروني في مصر. * في البداية تقول شاهيناز الدسوقي مدير مديرية التعليم بالقاهرة ووكيل أول بوزارة التربية والتعليم: ادخال النظام التكنولوجي في المدارس المصرية رؤية جديدة وتجربة علمية تواكب التقدم التقني حيث إن استخدام التكنولوجيا الحديثة وإدخالها ضمن نظام التعليم المصري فكرة متميزة حيث إننا قمنا بتحويل الكنترول من نظام ورقي إلي الكتروني وبعض المدارس الخاصة قامت بتغيير اسلوبها في تعليم الطلبة بشكل تدريجي عن طريق توزيع CD لكل مادة علي الطلبة بجميع المراحل التعليمية كمرحلة أولي والاعتماد عليها يكون اسهل من الكتاب المدرسي. أضافت أن المدارس التجريبية والخاصة بمدينة نصر ومصر الجديدة ادخلت التكنولوجيا الحديثة ابتداء من رياض الاطفال حتي المرحلة الثانوية لكننا نحتاج الآن إلي دعم الوزارة في توفير إمكانيات مادية لإدخال هذه التقنيات بالمدارس الحكومية أيضا حتي لا يشعر الطالب بهذه المدارس بأنه سقط من ذاكرة الوزارة. * د.محمد رجب مدير مركز تطوير المناهج بوزارة التربية والتعليم: أكد علي أهمية إدخال التعليم الالكتروني إلي المدارس المصرية وتحويل كتب الانشطة التعليمية إلي الكترونية وتفاعلية حيث إن هذا النوع من الكتب سيكون له دور في إعداد بنوك الاسئلة الالكترونية وإعداد الاختيارات بطريقة تكنولوجية بحيث يقوم الطالب بأداء الامتحانات عن طريق استخدام الحاسب الآلي. أوضح أن هذا التطوير سيكون مدخلاً لتطوير المناهج الدراسية ودمج التكنولوجيا في التعليم. مشيرا إلي أن المركز القومي للامتحانات انتهي من مشروع بنوك الاسئلة وتطوير مواصفات الامتحانات وتطوير مناهج العام القادم. كما تم تشكيل لجنة تضم 15 خبيرا في مجال التعليم من داخل الوزارة وخارجها وبعض الشركات التي تعمل في تكنولوجيا المعلومات وسوف يستمر عملها لمدة شهرين لوضع رؤية استراتيجية لبنية التعليم الالكتروني في مصر وآليات التطوير. بالإضافة إلي تطبيق نظام "اسأل وتعلم" وهو نظام يقوم علي الإنترنت ويحتوي علي برامج تعليم الكترونية للمناهج المصرية وتتم الآن في مدارس المتفوقين تمهيدا لتعميم التجربة علي باقي المدارس. * د.رسمي عبدالملك استاذ إدارة وتخطيط تربوي بالمركز القومي للبحوث التربوية: التجربة ليست جديدة لانه تم تطبيقها في مدارس حكومية تعرف باسم "سمارت سكول" المدارس الذكية في الفيوموأسيوط وقنا بجهود ذاتية وبعض الجهات الدولية التي اشتركت فيها والحقيقة الفكرة نالت إعجاب المعلم والطلبة وهي قابلة للتطبيق في العديد من المدارس. مشيرا إلي أنه حتي يتم تعميم التجربة لابدمن توفير الإمكانيات والجهود الذاتية من الجمعيات الاهلية وأولياء الأمور وتدريب المعلم علي استخدام التكنولوجيا الحديثة حتي يستطيع الطالب التواصل بعد انتهاء اليوم الدراسي وإدخال رسائل توضيحية لتكون سهلة لتوصيل المعلومة للطالب. كما أن الطالب يقوم أيضا بتحضير الدروس مع المعلم كنوع من المشاركة في دعم فكرة التعليم النشط بين الطالب والمدرس. أضاف نظام الامتحانات لابد أن يكون بنفس النمط من حيث طريقة التقييم الذي يحتاج إلي تغيير المنظومة من خلال تدريب المعلم واشتراك مجالس الآباء والأمناء ووضع تصور للمعلم في طريقة إشرافه علي المادة الدراسية وطريقة تقييم الطالب. * د.عايدة أبوغريب رئيس شعبة تطوير المناهج واستاذ طرق التدريس. تقول: لدينا حوالي 49 ألف مدرسة علي مستوي الجمهورية والفكرة المطروحة بتحويل هذه المدارس إلي الكترونية مبادرة ممتازة تعتمد علي تكنولوجيا متقدمة ولكن يتم تنفيذها لابد من تدريب المعلمين أولاً علي أساليب التكنولوجيا المنظورة لكننا للأسف لا نواكب التكنولوجيا فبعد عمل دراسات ميدانية علي بعض المدارس بالقري والنجوع وجدنا كثافة الفصول تتعدي 90 طالبا للفصل الواحد لذلك يصعب إدخال التكنولوجيا علي هذه النوعية قبل تقليل إعداد الطلبة داخل الفصول وإيجاد أماكن مريحة للطلبة وصيانة المباني وتوفير حجرات للمعلمين لتجهيز الدروس وتجهيز حجرات التربية الموسيقية والفنية ومنح خبرة تربوية تجعل هذه المدارس ترتقي للأفضل فلابد أن يتم إتباع اسلوب متطور يغذي العملية التعليمية ويوفر الجو المناسب للمعلم والطالب. مشيرة إلي أنه حتي الآن توجد محافظات لا تهتم بمرحلة رياض الاطفال رغم أنها تعد مرحلة أساسية وهناك بعض المدارس مازالت غير حاصلة علي نظام الجودة. سميحة العيسوي مدير إدارة شرق مدينة نصر التعليمية: بدأنا في بعض المدارس الخاصة الاعتماد علي هذه التجربة وبالفعل تم توزيع أجهزة لاب توب لكل طالب وتابعت بنفسي بعض المدارس وحضرت حصص دراسية والحقيقة وجدت استيعاب كبير من الطلبة لنظام التكنولوجيا. * ثروت محمد رشاد مدير إدارة الساحل التعليمية: يقول: هناك أساسيات في التعليم لابد أن نهتم بها بالإضافة إلي تطوير المدارس وتحويلها إلي نظام الكتروني فالاهتمام بمشروع القراءة والكتابة بالمدارس ومحو الأمية يعد نواة أساسية في تحويل هذه المدارس إلي نظام الكتروني لكننا للأسف مازلنا غير مستعدين لإدخال هذه التقنية إلي المدارس وحتي يتحقق ذلك لابد من تأهيل المعلم وتدريبه لتعليم الطلبة وسائل التكنولوجيا.